غزة تدفع ضابطا طيارا لإعلان العصيان.. صرخات من قلب الجيش تهز إسرائيل وتمتد إلى النخبة

أعلن ضابط احتياط في سلاح الجو الإسرائيلي، برتبة مقدم طيار، رفضه الانضمام لجولة جديدة من الخدمة، معتبرًا أن “الحرب تُدار بشكل يؤدي إلى كارثة ويُعرّض حياة الجنود والمختطفين للخطر”.

وذكرت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية، أن الضابط الذي رمزت إليه بحرف “الفاء”، رفض الانضمام إلى جولة رابعة من الخدمة الاحتياطية، بعد أن كان قد خدم في 3 جولات منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.

“الحرب تُدار بدافع تضارب مصالح”

وقالت الهيئة إن الضابط، الذي عمل سابقًا قائد طائرة حربية ومدربا في كلية الطيران قبل أن يعتزل الطيران لأسباب عمرية، أوضح في حديث للإذاعة الإسرائيلية أن “الحرب تُدار بدافع تضارب مصالح صارخ، ما يؤدي إلى كوارث ويُضعف فرص تحرير المختطفين”، بحسب ما نقلت عنه.

وقال الضابط إنه خدم في دور يُشرف على التنسيق بين سلاح الجو والوحدات البرية، “لضمان تنفيذ الضربات الجوية بأقل أخطاء ممكنة، مع محاولة تقليل الأذى للجنود، وللمختطفين، ولغير المتورطين في الطرف الآخر”.

ونقلت عنه قوله “نحن نخطط للهجمات بدقة لتقليل المخاطر، لكن لا أحد يستطيع أن يضمن أن القنبلة التالية لن تقتل مختطفًا”.

“كل شيء ينهار”

وأقرّ الضابط بأن هناك “نسبة خطأ تبلغ نحو 1%، ما يعني سقوط نحو ألف ذخيرة على أهداف لم يكن يجب أن تُصاب، بما يشمل مختطفين وجنودًا ومدنيين”، حسبما نقلت عنه الهيئة.

وقال عن لحظات إدراك مقتل أسرى محتجزين في غزة خلال الهجمات “إنها كارثة.. كل شيء ينهار.. أن تعرف أن ما فعلته ربما أودى بحياة شخص بريء، هذا شعور لا يُحتمل”.

وبحسب هيئة البث، أكد الضابط أن هناك عددا غير قليل من الطيارين والجنود الذين قرروا التوقف عن الخدمة الاحتياطية، بعضهم لأسباب عائلية أو نفسية، وآخرون احتجاجًا على إدارة الحرب.

“نتنياهو يلعب بالجيش”

وردًا على من يعتبر ذلك موقفًا سياسيًا، قال “نحن لم نعد نعيش في ديمقراطية حقيقية.. حين أرى أن بالإمكان إعادة المختطفين، لكن ذلك لا يحدث بسبب تضارب مصالح من يقود الحرب، لا أستطيع أن أشارك في ذلك”.

وختم الضابط حديثه بتحذير من “خطر كبير على أمن الدولة”، محذرًا من قرارات رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بتغيير رئيس الأركان ورئيس “الشاباك” خلال القتال، معتبرًا أن “رئيس الحكومة يلعب بالجيش لخدمة مصالحه”.

وقال “آمل أن تُسهم هذه المقابلة في رفع الوعي، وتحرير المختطفين، وإنهاء هذا الكابوس لنعود إلى نوع من الحياة الطبيعية”.

حكم بالسجن بسبب رفض الخدمة

وقبل أيام قضت محكمة عسكرية إسرائيلية بسجن النقيب رون فاينر، قائد فصيلة هجومية في لواء “ناحال” وأحد ضباط الاحتياط البارزين، لمدة 20 يوما بعدما رفض العودة للخدمة احتجاجا على استمرار الحرب في قطاع غزة، وتجاهل قضية الأسرى الإسرائيليين.

وأفادت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية، الخميس، بأن فاينر قضى منذ بدء الحرب أكثر من 270 يوما في الخدمة العسكرية، وشارك في 3 جولات قتال، كما قاد عملية إنقاذ في بلدة عِيترون قتل خلالها 6 جنود من الجيش الإسرائيلي.

وفي منتصف الشهر الجاري، أصدرت محكمة عسكرية إسرائيلية حكما بالسجن الانضباطي مدة 5 أيام على دانيال يهلوم (32 عاما) وهو طالب دراسات عليا في الجامعة العبرية من مدينة حيفا، بعد رفضه أداء الخدمة الاحتياطية في الضفة الغربية المحتلة.

وكان هذا القرار الأول من نوعه منذ بدء الحرب على غزة، إذ أُرسل يهلوم إلى السجن بسبب موقفه الرافض للمشاركة في عمليات جيش الاحتلال بالمنطقة، حسبما ذكرت هيئة البث الإسرائيلية.