الشرع يلتقي “قيصر” في باريس.. الضابط المنشق الذي كشف جرائم التعذيب بسجون الأسد (شاهد)

التقى الرئيس السوري أحمد الشرع ووزير الخارجية أسعد الشيباني، اليوم الأربعاء، فريد المذهان المعروف باسم “قيصر”، في باريس وذلك على هامش زيارتهما إلى فرنسا، حسبما ذكرت وكالة الأنباء الرسمية (سانا).
وكان المذهان مسؤولًا عن أكبر عملية تسريب صور لجثث أشخاص تعرّضوا للتعذيب في مراكز اعتقال في سوريا إلى خارج البلاد، وهي الخطوة التي أسهمت بشكل مباشر في إضعاف نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد، سياسيًا واقتصاديًا عبر ما يُعرف بـ”قانون قيصر”.
وكشف المذهان عن هويّته بعد سقوط نظام الأسد، حيث أوضح في مقابلة مع الجزيرة أنه كان رئيس قلم الأدلة الجنائية بالشرطة العسكرية في دمشق، ومنحدر من محافظة درعا جنوبي سوريا.
وأوضح المذهان أن أوامر تصوير جرائم الأسد وتوثيقها كانت تصدر من أعلى هرم السلطة حينها، إذ إن قادة الأجهزة الأمنية كانوا يعبّرون عن ولائهم المطلق لنظام الأسد من خلال صور جثث ضحايا الاعتقال.

انشقاق قيصر وهروبه من سوريا
وكشف المذهان أن قرار الانشقاق راوده منذ الأيام الأولى للثورة، لكنه أرجأ التنفيذ حتى يتمكن من جمع أكبر قدر ممكن من الأدلة والصور، وقال إنه خرج إلى قطر عبر الأردن، حيث تولّى مكتب محاماة تجهيز ملفه لمحاكمة النظام السوري.
وفي عام 2014، كشف المذهان الذي كان يستخدم الاسم المستعار “قيصر”، صورًا لجثث أشخاص تعرضوا للتعذيب في مراكز اعتقال في سوريا، التُقطت بين عامي 2011 و2013، وقد فر من البلاد حاملًا معه أكثر من 50 ألف صورة مرعبة.
وتحمل الجثث، التي تظهر عليها آثار وحشية وتعذيب، أرقاما كُتِبت غالبًا على الجلد، وبعض هذه الجثث بلا عيون، ومعظمها عارٍ أو بملابس داخلية.
ودفعت هذه الصور إلى إقرار قانون أمريكي سُمّي “قانون قيصر”، دخل حيز التنفيذ في عام 2020 وفرض عقوبات اقتصادية على سوريا، وأدى إلى اتخاذ إجراءات قانونية في أوروبا ضد متعاونين سابقين مع بشار الأسد.
وأدى عمل خلية من المحققين تدعى قيصر” إلى توقيف 8 أشخاص من جانب السلطات الألمانية والسويدية، يُشتبه في ارتكابهم جرائم ضد الإنسانية.
ومنذ عام 2022، صدرت في ألمانيا ثم في هولندا وفرنسا، إدانات عدة بحق مسؤولين كبار سابقين في أجهزة الاستخبارات السورية، أو أعضاء سابقين في مجموعات عسكرية تابعة للحكومة.