الشرطة الأمريكية تعتقل عشرات الطلاب في جامعة كولومبيا بعد اعتصام داعم لفلسطين (فيديو)

اقتحمت قوات الشرطة الأمريكية، أمس الأربعاء، الحرم الجامعي لجامعة كولومبيا في نيويورك واعتقلت عشرات من الطلاب الذين شاركوا في اعتصام تضامني مع فلسطين داخل مكتبة الجامعة.
وتعد هذه إحدى أكبر المظاهرات في الحرم الجامعي منذ اندلاع حركة الاحتجاج الطلابية العام الماضي ضد الحرب الإسرائيلية على غزة.
ونظّم عشرات الطلاب اعتصامًا داخل قاعة القراءة الرئيسية في مكتبة “بتلر”، ورفعوا الأعلام الفلسطينية، ورددوا هتافات مناوئة للحرب، كما حمل بعضهم لافتات كتب عليها “إضراب من أجل غزة” و”منطقة محررة”.
وسرعان ما طلبت إدارة الجامعة تدخل شرطة نيويورك، التي اقتحمت المبنى وأوقفت ما لا يقل عن 70 طالبًا، وسط مشادات واشتباكات بين المحتجين وأفراد الأمن.
وشوهد نحو 40 أو 50 طالبا، وأيديهم مكبلة بشرائط بلاستيكية، وهم يُدفعون إلى شاحنات وحافلات تابعة لشرطة نيويورك خارج مكتبة بتلر، في حين اقتحمت شرطة نيويورك المبنى المكون من 6 طوابق لاعتقال متظاهرين آخرين رفضوا المغادرة.
وأظهرت مقاطع مصورة نُشرت على وسائل التواصل الاجتماعي صفوفًا من الطلاب وهم يُقادون مكبّلي الأيدي إلى خارج المكتبة، وحشدًا من المتظاهرين يهتف “فلسطين حرة”.
وقالت الرئيسة المؤقتة للجامعة، كلير شيبمان، إن المتظاهرين “رفضوا الامتثال لطلب المغادرة وإبراز الهويات”، مؤكدة أن اثنين من موظفي أمن الجامعة أصيبا خلال عملية الاقتحام، واصفة ما حدث بأنه “تصرفات مروعة” جاءت في فترة حساسة قبيل الامتحانات النهائية.

50 جامعة
من جهته، قال عمدة نيويورك إريك آدامز إن تدخل الشرطة جاء “بطلب رسمي من الجامعة” لإخراج “أشخاص متعدّين على ممتلكات الغير”، بحسب تعبيره.
وجاء هذا التطور بعد مرور عام على انطلاق سلسلة من الاحتجاجات الطلابية المؤيدة لفلسطين بدأت من جامعة كولومبيا نفسها في إبريل/نيسان 2024، قبل أن تمتد إلى أكثر من 50 جامعة أمريكية، وتؤدي إلى اعتقال ما يزيد على 3100 شخص، معظمهم من الطلاب وأعضاء هيئة التدريس.
واتهم الطلاب المتظاهرون، الذين ضمّوا في صفوفهم أيضًا طلابًا يهودًا، إدارة الجامعة والرئيس الأمريكي دونالد ترامب بمحاولة إسكات الأصوات المناصرة للقضية الفلسطينية تحت ذريعة معاداة السامية.
وجدد الطلاب مطالبهم لجامعة كولومبيا بوقف استثماراتها المقدّرة بـ14.8 مليار دولار في شركات الأسلحة والمؤسسات التي تدعم الاحتلال الإسرائيلي.
وطالب المتظاهرون كذلك بالإفراج عن محمود خليل، الناشط الفلسطيني وطالب الدراسات العليا في كولومبيا، الذي لا يزال محتجزًا في ولاية لويزيانا.
تأتي هذه الاحتجاجات في وقت يستمر فيه العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023، الذي أسفر عن أكثر171 ألف شهيد ومصاب.