“حافلة القرآن” في غزة.. مبادرة تنقل الركاب وتبعث الأمل في قلوب المحاصرين (فيديو)

حوّل الفلسطينيان أشرف أبو عبد الرحمن ويامن فاروق أبو سيف، حافلة متهالكة في قطاع غزة إلى وسيلة تجمع بين نقل السكان وتلاوة القرآن الكريم عبر مكبرات صوت، في محاولة للتخفيف عن الأهالي الذين أثقلتهم الحرب وغلاء المعيشة.
وقال أبو عبد الرحمن، للجزيرة مباشر، إن فكرة المشروع بدأت قبل الحرب الأخيرة على غزة، ضمن برنامج كان يهدف إلى تدبّر معاني القرآن الكريم، إلا أن العدوان الإسرائيلي الذي طال المساجد والمنازل والمستشفيات والمدارس، وأدى إلى إغلاق المساجد وتعطيل صلاة الجمعة والجماعات، دفعه إلى تطوير الفكرة.
اقرأ أيضا
list of 4 itemsشاهد: لحظة تدمير غارات إسرائيلية مبنى جنوبي لبنان
“لو كنت فلسطينيا لقتلوني”.. صحفي أمريكي يكشف تفاصيل اعتقاله في الخليل (فيديو)
معاقبة ضابط إسرائيلي بالسجن بسبب غزة
وأضاف: “اتفقنا مع عدد من الإخوة الدعاة على بث تلاوات القرآن الكريم للناس في أماكن نزوحهم وأسواقهم ومستشفياتهم، وفي كل مكان، لعلها تسري عنهم وتثبتهم”.
وأوضح أن المبادرة انطلقت بتردد في البداية، لكنها سرعان ما لاقت قبولًا واسعًا بين الناس، مما شجّع القائمين عليها على الاستمرار.
وعن تفاصيل المشروع، قال: “اشترينا الحافلة بإمكانات بسيطة، رغم حاجتها المستمرة للصيانة، ومع مساهمات الأهالي، نسير بها يوميًّا ساعة أو ساعتين، حسب المتاح. ونحن أثناء سيرنا نحمل الركاب مقابل أجور رمزية، لتغطية نفقات الوقود والصيانة فقط”.
وأشار إلى أن المشروع يسعى، إلى جانب التخفيف عن الأهالي في ظل أزمة النقل وارتفاع أسعار الوقود، إلى تعزيز صمود السكان عبر تلاوة آيات تتحدث عن صبر الأنبياء والمؤمنين عبر التاريخ، وما واجهوه من ابتلاءات، وصولًا إلى النصر والثبات.
من جانبه، قال يامن فاروق أبو سيف، أحد القائمين على المبادرة، إنهم واجهوا تحديات كبيرة من حيث التكاليف والصيانة، لكنه أكد أن الأثر كان “عجيبًا جدًّا على قلوب الناس”، موضحًا أن المواطنين يعبّرون عن دعمهم عبر الكلمات الطيبة والدعاء والإشارات الإيجابية في الشوارع.
وأضاف أبو سيف أن الحافلة، التي أُطلق عليها اسم “حافلة الراحلة المقدسية”، مستمرة في عملها رغم الأخطار المحتملة من الاستهداف المباشر.
وتابع: “ندرك أن دورنا في تثبيت الجبهة الداخلية قد يدفع الاحتلال لمحاولة إيقافنا، لكننا مستمرون بإذن الله”.
وختم رسالته قائلًا: “رسالتنا للعالم أن يتقوا الله، ونسأل الله أن تكون أحداث غزة في ميزان حسنات الصادقين ممن بذلوا وضحوا. وحسبنا الله ونعم الوكيل على كل من ساهم في الحصار والإغلاق وكان يستطيع أن يعين ولم يفعل”.