كشمير بين نارين.. هكذا يدفع القرويون الثمن في أعنف اشتباكات منذ عقود بين الهند وباكستان (فيديو)

بينما يتبادل الجيشان الهندي والباكستاني أعنف قصف مدفعي منذ عقود، يعيش سكان القرى الحدودية في القسم الخاضع للإدارة الهندية من كشمير أسوأ كابوس في حياتهم، حيث أصبحوا يفتقدون الأمان في أجواء أصبح البقاء على قيد الحياة فيها أمرا غير مؤكد.
ونتيجة لتصاعد القصف المتبادل تجد الجارتان النوويتان نفسيهما على حافة الهاوية، بينما يدفع المدنيون في كشمير الثمن الأكبر.
اقرأ أيضا
list of 4 itemsمحمد إقبال.. كيف تعامل الإعلام الهندي مع مقتل معلم مسلم في قصف باكستاني؟
اعتماد باكستان على السلاح الصيني.. كيف غيَّر المعادلة في المواجهة مع الهند؟ (فيديو)
الجيش الباكستاني: نحن في حالة حرب مع الهند (فيديو)
معاناة سكان كشمير
أشفق أحمد، أحد سكان قرية تشوكيبال في الجزء الخاضع للإدارة الهندية من كشمير، وصف اللحظات الأولى للهجوم قائلًا “وقع انفجار مرعب ومدوٍّ أمام منزلي مباشرة. كنا نائمين في الغرفة عندما وقع الانفجار. كما تضررت منازل أخرى. إنها معجزة من الله أننا ما زلنا على قيد الحياة”.
وفر أحمد وعائلته من منزلهم في صباح اليوم التالي إلى بلدة قريبة بحثًا عن الأمان، ولا يزال أطفالهم مع أقاربهم، وقال أحمد للجزيرة مباشر “النوافذ والجدران تصدعت، وكل شيء داخل المنزل متناثر”.
شبیر أحمد لون، قروي آخر يعيش بقرية تشوكيبال القريبة من الحدود مع باكستان، عبّر عن مشاعر الخوف وعدم اليقين بقوله “بدأ القصف حوالي الساعة الثانية صباح السابع من مايو/أيار واستمر حتى السابعة أو الثامنة صباحًا. تضررت عدة منازل، وتحطمت الأسقف والنوافذ. حتى بساتيننا دُمّرت. كل ما زرعناه هذا الموسم اختفى”.
وأشار لون إلى أنهم فوجئوا بالهجوم، إذ أبلغتهم السلطات المحلية فقط بتنفيذ تدريب وهمي في 7 مايو، وليس ضربات حقيقية، وأضاف “عندما شنت الهند هجومها على باكستان، لم يُحذرنا أحد للاستعداد للرد. كنا نستعد لتدريب، وليس لقصف فعلي”.

ذكريات الحروب السابقة
وأعادت هذه الجولة من القصف المتبادل للعديد من القرويين ذكريات الحروب السابقة بين الجارتين النوويتين. يقول بعض المحللين إن نطاق الضربات الهندية –التي امتدت إلى 4 مدن باكستانية ومواقع متعددة في الجزء الخاضع لإدارة باكستان من كشمير– يُعد أوسع عمل عسكري هندي منذ حرب عام 1971 التي أدت إلى قيام بنغلاديش.
ومع ذلك، وعلى خلاف صراع كارجيل عام 1999، الذي ظل محصورًا في قمم جبال الهيمالايا، تحمّلت المناطق المدنية هذه المرة العبء الأكبر.
ومنذ السابع من مايو، قُتل ما لا يقل عن 15 شخصًا وجُرح 43 آخرون في منطقة بونش وحدها جراء القصف عبر الحدود، وفقًا للتقارير، وفي كوبوارا تحولت العديد من المنازل إلى أنقاض، وتناثرت الماشية، وأصبحت المجتمعات التي كانت مزدهرة في السابق مدن أشباح ليلًا.
وأوضح لون “لا يعود إلا أصحاب الماشية خلال النهار لإطعام الحيوانات. ثم نغادر مرة أخرى بعد الظهر. لم يعد أحد يريد العيش هنا”.
مناشدات لحكومتي البلدين
وفي ظل تواصل الاشتباكات الحدودية والعنف المتبادل بين البلدين يتذكر الجميع الطبيعة المتقلبة والمشتعلة للنزاع، مما يتسبب في معاناة كبيرة للسكان المدنيين الذين يعيشون في المنطقة.
ودعا كل من أحمد ولون إلى تدخل عاجل من الحكومة الهندية لإنقاذ الأهالي من القصف، بما في ذلك بناء مخابئ لإيواء المدنيين في حال وقوع عمليات قصف مستقبلية.
وأضاف لون بقهر “منازلنا ضعيفة ولا تصمد أمام هذه القذائف القوية. حتى الهياكل الخرسانية معرضة للخطر”.
لكن أكبر مناشداتهم كانت من أجل السلام، حيث قال أحمد “نناشد حكومتي البلدين. نريد السلام. فليعش كلا الشعبين بسلام، وليكن لنا أيضًا”.
ومنذ صباح السابع من مايو الجاري، تعرضت مناطق عدة داخل الجزء الخاضع لسيطرة الهند من كشمير لقصف باكستاني، شمل مقاطعات كوبوارا وبارامولا وبونش.
وجاء هذا القصف ردًا على الغارات الجوية الهندية في إقليم البنجاب الباكستاني والشطر الخاضع للإدارة الباكستانية من كشمير، حيث قالت نيودلهي إنها استهدفت “معسكرات إرهابية” عقب هجوم دامٍ في 22 إبريل/نيسان على سياح هنود في منتجع باهالغام في كشمير.
ويُعد إقليم كشمير أحد أهم نقاط الصراع بين الهند وباكستان منذ تقسيم الهند البريطانية في عام 1947، حيث يتنازع البلدان بهدف السيطرة على الإقليم، وقد خاضتا 3 حروب رئيسة ونزاعات متعددة حول المنطقة.