“كمين دموي” عند جسر وادي غزة.. الاحتلال يحوّل مراكز المساعدات إلى “مصائد موت للجوعى” (فيديو)
بمساعدة شركة أمريكية

قال المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة إن الاحتلال الإسرائيلي نصب بالتعاون مع شركة أمنية أمريكية “كمينا دمويا” عند جسر وادي غزة، واستدرج آلاف المُجوَّعين بزعم توزيع “مساعدات إنسانية”، وأطلق النار عليهم، وقتل وأصاب وحاصر العشرات.
وأوضح في بيان، صباح اليوم الأحد، أنه ما إن وصل المواطنون إلى الموقع حتى بادرت قوات الاحتلال والشركة الأمنية الأمريكية بإطلاق النار عليهم بشكل مباشر، مما أسفر عن استشهاد وإصابة العشرات منذ ساعات الصباح، في حين لا يزال عشرات المواطنين محاصرين تحت وابل من النيران المتواصلة في محيط “مركز المساعدات”.
اقرأ أيضا
list of 4 itemsعمر فياض مراسل الجزيرة مباشر يروي أصعب اللحظات التي مرت به على متن السفينة مادلين (فيديو)
الأونروا: أطفال غزة يستيقظون خلال العمليات بسبب نقص التخدير
“السنوار” يطل مجددا.. “قافلة الصمود” تحرك الشارع الليبي واستقبال مهيب في مصراتة (شاهد)
وأفاد مراسل الجزيرة مباشر باستشهاد 30 شخصا وإصابة أكثر من 115 في المجزرة الجديدة التي ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي، كما أفاد بتوافد أعداد كبيرة من الجرحى إلى مستشفى ناصر في خان يونس جنوبي القطاع إثر استهداف الاحتلال موقعا لتوزيع المساعدات في رفح.
وقال المكتب الإعلامي الحكومي في غزة: “استشهد 49 فلسطيني وأصيب 305 في مجازر مراكز توزيع المساعدات في منطقتي رفح وجسر وادي غزة منذ بدء العمل بها في27 مايو/أيار الماضي”.
“مصائد الموت الجماعي”
وكانت حكومة غزة قد أكدت استشهاد 22 شخصا على الأقل، وقالت -في بيان سابق اليوم- إن هذه المواقع التي تشرف عليها شركة أمريكية إسرائيلية بتأمين من جيش الاحتلال ضمن ما تُسمى “المناطق العازلة” تحولت إلى “مصائد للموت الجماعي” وليست نقاط إغاثة إنسانية.
وأوضحت أن “ما يجري هو استخدام ممنهج وخبيث للمساعدات أداة حرب، تُوظف لابتزاز المدنيين الجوعى وتجميعهم قسرا في مناطق قتل مكشوفة، تُدار وتُراقب من قِبل جيش الاحتلال، وتُغطى سياسيا من الاحتلال والإدارة الأمريكية”.
وأشار البيان إلى أن مواصلة استهداف المدنيين في مناطق توزيع المساعدات “تُعَد جريمة حرب مكتملة الأركان بموجب القانون الدولي”، محمّلا الاحتلال الإسرائيلي ومعه الولايات المتحدة المسؤولية المباشرة عن هذه الجرائم واستخدام الغذاء سلاحا في الحرب على غزة.
وطالب البيان الأمم المتحدة ومجلس الأمن بفتح المعابر الرسمية فورا دون قيود، وتمكين المنظمات الدولية من تقديم الإغاثة بعيدا عن تدخل الاحتلال، داعيا إلى تشكيل لجنة تحقيق دولية مستقلة لمحاسبة المسؤولين عن هذه الجرائم.
كما أعلن رفضه القاطع لكل أشكال “المناطق العازلة” أو “الممرات الإنسانية” التي يشرف عليها الاحتلال أو تموَّل أمريكيا، ودعا إلى تحرك إقليمي ودولي عاجل لتأمين ممرات إنسانية مستقلة وآمنة للسكان المحاصرين.
وشدد البيان على أن استمرار هذه المجازر، التي تُبث علنا أمام العالم، يمثل فضيحة قانونية وأخلاقية، وأن الصمت الدولي عليها يُعَد تواطؤا يدين كل من يلتزم الصمت أو يبرر هذه الجرائم.

“مصائد للجوعى”
بدورها، قالت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إن الاحتلال يستخدم المراكز مصائد للجوعى، ويمارس أبشع صور القتل والتنكيل.
وحمَّلت الحركة الاحتلال والإدارة الأمريكية المسؤولية الكاملة عن هذه الجرائم وسياسة التجويع، وطالبت الأمم المتحدة ومجلس الأمن باتخاذ قرارات عاجلة لوقف الآلية الدموية وفتح معابر غزة فورا.
ودعت حماس إلى تشكيل لجنة تحقيق دولية مستقلة، كما ناشدت الدول العربية والإسلامية التحرك العاجل لكسر الحصار وإغاثة الشعب الفلسطيني.
وأطلقت شركة أمريكية مدعومة إسرائيليا، منذ نحو أسبوع، مشروع توزيع المساعدات في غزة التي تعاني حصارا وتجويعا منذ أكثر من 80 يوما.
وتسببت هذه الآلية في حالة فوضى، وعجزت الشركة الأمنية عن ضبط الحشود، في حين واصل الجيش الإسرائيلي استهداف الفلسطينيين قرب مراكز التوزيع، مما أسفر عن شهداء وجرحى.
وقوبلت الآلية الجديدة برفض واسع من الفلسطينيين والمؤسسات الأممية، وسط مطالب بالعودة إلى توزيع المساعدات عبر الأمم المتحدة. وتقتصر مراكز التوزيع على مناطق جنوب القطاع، في حين تغيب عن غزة وشمالها.
وتواصل إسرائيل، بدعم أمريكي، ارتكاب إبادة جماعية خلفت أكثر من 178 ألف شهيد وجريح وآلاف المفقودين ومئات الآلاف من النازحين منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.