من أصول صومالية.. أول مسلمة تتولى منصب عمدة في بريطانيا تتحدث للجزيرة مباشر (فيديو)

في خطوة تُعد سابقة تاريخية، انتُخبت صفية سعيد ذات الأصل الصومالي عمدة لمدينة شيفيلد البريطانية، وهي أول امرأة مسلمة تتولى منصب عمدة لهذه المدينة، لتصبح رمزا للتحوّلات الاجتماعية والسياسية التي تشهدها المدينة، وتجسيدا حيا لقصة نجاح بدأت بالهجرة وانتهت بموقع القيادة.
تحديات الاندماج
وُلدت صفية سعيد في العاصمة الإماراتية أبوظبي، ثم انتقلت مع عائلتها إلى بريطانيا لتستقر في مدينة شيفيلد.
اقرأ أيضا
list of 4 items“عبد الله بن أم مكتوم”.. مدرسة هندية تجمع القرآن والعلوم في قاعة واحدة بلا أصوات (شاهد)
“نوفي بازار”.. منارة قرآنية تعيد إحياء الهوية الإسلامية لمسلمي صربيا (فيديو)
البرلمان البريطاني يناقش عريضة تشترط صعق الحيوانات قبل ذبحها
وقد واجهت في بداياتها تحديات الاندماج الثقافي واللغوي، لكنها سرعان ما تجاوزتها بإصرارها على التعلم والانخراط في المجتمع.
تقول صفية للجزيرة مباشر “كنت أشعر أني مختلفة، لكنني لم أسمح لذلك بأن يكون عائقا أمام طموحي وبناء ذاتي من جديد”.
وبدأت صفية العمل في سن الـ16، وهي التجربة التي فتحت عينيها على واقع الحياة البريطانية، وأسهمت في تشكيل وعيها الاجتماعي والسياسي المبكر.
“لقاءات القهوة”.. انطلاقة التمكين المجتمعي
لم تكتفِ صفية بدورها في بناء أسرتها، بل بدأت تنظيم لقاءات صباحية للأمهات المهاجرات، عُرفت باسم “Coffee Mornings”، لتوعيتهن بحقوقهن وحقوق أطفالهن التعليمية والاجتماعية، وتحولت هذه الجلسات إلى مساحة حوار وتمكين نسوي. وأوضحت ذلك قائلة: “كنت الصوت الذي لم يكن يُسمع، الجسر بين الأمهات والمدارس، بين الأسر والدولة”.
وفي عام 2005، أطلقت صفية منظمة “Reach Up Youth” في منطقة بيرن غرينوود، بهدف تمكين الشباب وتزويدهم ببرامج في القيادة، والإرشاد، والمهارات الحياتية.
وبدأت المنظمة بأنشطة بسيطة سرعان ما تحولت إلى مبادرة مجتمعية رائدة أثرت في حياة المئات من المراهقين، لا سيما من أبناء الجاليات المهاجرة. وقالت صفية بهذا الشأن: “كنت أفكر في مستقبل ابني، فأسّست منظمة تفتح الطريق لجيل كامل”.
رحلة سياسية مدفوعة بثقة الناس
في عام 2021، رشحتها الجالية لعضوية المجلس المحلي، لتصبح ضمن 3 مستشارين يمثلون منطقتها، وأعيد انتخابها لاحقا، قبل أن تُعيَّن نائبة للعمدة، ثم تتولى رسميا منصب عمدة شيفيلد عام 2025.
أكدت صفية أن هذا المسار لم يكن خاليا من التحديات، مشيرة إلى العقبات المتعلقة بالتمييز والعنصرية، قائلة: “هناك من لا يزال يعتقد أن المهاجرين لا ينتمون للبلاد. لكنني أقول لهم: أنا هنا لأخدم هذه المدينة، كما يفعل أبناؤها تماما”.
تمثيل نسائي متقدّم
وتُعد صفية سعيد أول امرأة مسلمة محجبة وأول شخصية صومالية تتولى هذا المنصب في تاريخ المدينة، وهي ترى في ذلك “رمزية قوية”، خاصة للفتيات من الأقليات. وأضافت: “الفتيات الصغيرات يَرينني ويشعرن أنهن قادرات أيضا. هذا يمنحني الحافز لمواصلة العمل”.
وتؤمن العمدة الجديدة بأن “الاحتفاء بالرموز” لا يكفي، وتدعو إلى سياسات فعلية تُترجم هذا التمثيل إلى تغيير حقيقي، واضعة عدة أولويات على أجندتها، منها:
- تعزيز تمثيل النساء، خاصة من خلفيات مهاجرة، في الحياة السياسية المحلية.
- إصلاح أنظمة التوظيف لتشمل الكفاءات العملية إلى جانب المؤهلات الأكاديمية.
- تطوير برامج دعم نفسي وتعليمي في المناطق المهمّشة.
- بناء جسور ثقة بين السلطات والمجتمعات المتعددة الثقافات.
واختتمت حديثها بالقول: “لا نريد حلولا مفروضة من أعلى، بل نريد مشاركة الناس من البداية، والإنصات إليهم، والعمل معهم. في المستقبل علينا الاستمرار في الدفع نحو المزيد من المساواة والتنوع داخل القوى العاملة”.