العيون على معبر رفح.. مصر توقف وترحل عشرات الناشطين الأجانب المتضامنين مع غزة (فيديو)

أوقفت السلطات المصرية أكثر من 200 ناشط أجنبي من جنسيات مختلفة لدى وصولهم إلى مطار القاهرة أو في فنادقهم، على خلفية مشاركتهم في “المسيرة العالمية إلى غزة”، حسبما أفاد المتحدث باسم المسيرة سيف أبو كشك لوكالة الصحافة الفرنسية.
يأتي ذلك بالتزامن مع توجه المشاركين في المسيرة إلى مصر، وانطلاق قافلة أخرى باسم “قافلة الصمود” من تونس متوجهة إلى رفح.
اقرأ أيضا
list of 1 itemوأظهرت لقطات متداولة، ترحيل جزائريين ومغاربة من مطار القاهرة بعد توقيفهم لأكثر من 24 ساعة على خلفية إعلان عزمهم المشاركة في “قافلة الصمود”.
إطلاق سراح نشطاء فرنسيين
وفجر اليوم الخميس، أطلقت السلطات المصرية سراح مواطنين فرنسيين كانت قد أوقفتهم لدى وصولهم إلى مصر للمشاركة في “المسيرة العالمية إلى غزة” التي ينظمها ناشطون مدنيون من بلدان عدة.
ونقلت الوكالة عن أحد الموقوفين الفرنسيين الذين أطلق سراحهم، قوله “تم احتجازي في غرفة بالمطار مع نحو 15 آخرين. رأيت عددا كبيرا من الموقوفين، حوالي 50 أو 60 بينهم إسبان وبلجيكيون، وبينهم أمهات ومسنّون”. وأضاف أن بعض المحتجزين معه كانوا قيد التوقيف منذ فجر الأربعاء بينما تم اقتياد آخرين إلى غرف منفصلة “ولم نرهم مرة أخرى”.
ودعا منسقو “المسيرة العالمية إلى غزة” السلطات المصرية إلى إطلاق سراح جميع المحتجزين “الذين يحملون الجنسيات الجزائرية والمغربية والتونسية والألمانية والفرنسية والتركية والأسترالية”.
وفي وقت سابق، نقلت الوكالة عن المتحدثة باسم الوفد الفرنسي في المسيرة كاثرين لو سكولان-كيري، أن السلطات المصرية أوقفت عددا من الفرنسيين -بينهم صديقة لها- لدى وصولهم إلى القاهرة للمشاركة في المسيرة.
وشاركت لاغواتي فيديو التقطته صديقتها من داخل غرفة الاحتجاز بالمطار، يظهر سبعة أشخاص على الأقل وعنصران من الأمن المصري. ويمكن سماع من تلتقط الفيديو وهي تقول “نحن محتجزون هنا، ولا أحد يقول لنا ماذا يحدث. لقد صادروا جوازات سفرنا”، وتضيف “لقد قبضوا عليهم من فنادقهم”.
إجراءات مصرية
وفي بيان لها مساء الأربعاء، شددت وزارة الخارجية المصرية على أن أي زيارات لوفود أجنبية إلى المنطقة الحدودية المحاذية للقطاع يجب أن تقترن بالحصول على “موافقات مسبقة”، معربة عن تأييدها “الضغط على إسرائيل لإنهاء الحصار على القطاع”.
ورحب منسقو المسيرة ببيان الخارجية المصرية، مؤكدين أن المشاركين اتّبعوا جميع الإجراءات الرسمية. وقال المنسقون في بيان إنه “على مدار الشهرين الماضيين تَواصل منسقو المسيرة بشكل مباشر مع السفارات المصرية، ووزارة الخارجية والسلطات المعنية لطلب التصريح بشكل رسمي والتأكد من الشفافية في جميع الخطوات”.
كما قال منظمو “قافلة الصمود” إنهم بادروا “منذ أسابيع إلى الاتصال بطرق مختلفة مع السلطات المصرية، سواء عبر سفارتها في تونس أو عبر وسطاء في القاهرة، كما راسلنا رسميا وزارة الخارجية المصرية ووضحنا طبيعة وأهداف قافلة الصمود البرية”، من أجل الحصول على التصاريح اللازمة.
وكانت إسرائيل قد طالبت السلطات المصرية بمنع مئات الناشطين المؤيدين للفلسطينيين من الوصول إلى المنطقة الحدودية المحاذية لغزة، محذرة من أي “استفزازات” أو محاولة الدخول إلى القطاع المحاصر.
“المسيرة العالمية إلى غزة” و”قافلة الصمود”
وأواخر الشهر الماضي، أعلن ائتلاف من نقابات وحركات تضامن ومؤسسات حقوقية دولية من أكثر من 32 دولة، إطلاق مبادرة “المسيرة العالمية إلى غزة” لدخول قطاع غزة سيرًا على الأقدام، في خطوة تُعد الأولى من نوعها، استجابة للوضع الإنساني الكارثي الذي يعيشه السكان هناك في ظل حصار إسرائيلي منذ نحو 20 شهرا.
وتهدف “المسيرة العالمية إلى غزة” إلى كسر الحصار الإسرائيلي عبر مسيرة رمزية تصل إلى الجانب المصري من معبر رفح مشيا على الأقدام. ومن المقرر أن يتجه المشاركون في المسيرة إلى سيناء المصرية، على أن يبدؤوا مسيرتهم على الأقدام من مدينة العريش في شمال سيناء.
وأتى ذلك بالتوازي مع وصول “قافلة الصمود” لكسر الحصار على غزة، إلى مدينة مصراتة الليبية ومواصلة مسيرتها شرقا ضمن مسعاها للوصول إلى القطاع عبر مصر.
وتضم “قافلة الصمود” مئات الناشطين من تونس والجزائر والمغرب وموريتانيا، وتتجه نحو شرق ليبيا حيث الحدود مع مصر، بعدما انطلقت الاثنين من تونس. ولم يتضح بعد ما إذا كانت القافلة ستتمكن من عبور الحدود التي تخضع لسيطرة قوات خليفة حفتر.