الصحفي صبري جبريل: عقاب شديد لمن ينادي للصلاة في سجون الاحتلال (فيديو)

أفرجت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، مؤخرًا، عن الصحفي الفلسطيني صبري جبريل من بلدة تقوع شرق بيت لحم، بعد قضائه 20 شهرا رهن الاعتقال الإداري في سجون الاحتلال، دون توجيه أي تهمة أو خضوع لأي تحقيق، وفق ما أكده في مقابلة خاصة مع الجزيرة مباشر.

وقال جبريل لحظة وصوله إلى منزل عائلته يوم 11 يونيو/حزيران الجاري، إن رحلته القسرية في سجون الاحتلال بدأت من مركز توقيف “عتصيون”، ثم تنقل بين سجني مجدو وريمون، واصفا فترة اعتقاله بأنها “الأصعب في حياته”.

وأضاف وعلامات الإعياء بادية على وجهه “لم ألتقِ بأي ضابط تحقيق طوال عشرين شهرا، ولم أُعرض على أي جهة تحقيق. كنت أنتقل من تمديد إلى آخر، كأننا في حلقة لا تنتهي من الانتظار والقلق”.

ظروف قاسية وتنكيل يومي

الصحفي الفلسطيني كشف للجزيرة مباشر عن ظروف احتجاز قاسية ومهينة، مؤكدا أن كلمات اللغة تعجز عن وصف ما يتعرض له الأسرى داخل سجون الاحتلال، من حرمان صحي وتجويع وتعذيب جسدي ونفسي.

وقال جبريل “عانينا من العزل التام عن العالم، لا زيارات، ولا تواصل مع الخارج، وكنا نتعرض بشكل مستمر للضرب والإهانة والتنكيل، وكان الجوع والمرض يرافقاننا في كل يوم”.

وأشار إلى أن إدارة السجون استخدمت غاز الفلفل والصواعق الكهربائية أدوات قمع روتينية ضد الأسرى، لا سيما في سجن “نفحة”، حيث كانت الاقتحامات الليلية والاعتداءات الجسدية أمرا شبه يومي.

معتقل عتصيون الإسرائيلي (وكالة معا)

حرمان من العبادة وغياب العلاج

وتحدث جبريل بأسى عن التضييق المتصاعد على الحرية الدينية داخل الزنازين، قائلا “كانوا يصادرون ساعات اليد ومواقيت الصلاة، ويعاقبون الأقسام التي يُسمع فيها صوت الأذان.. الأمر بلغ حد معاقبة من ينادي للصلاة”.

وعن الواقع الصحي، أوضح أن نقص الرعاية الطبية وتجاهل الحالات المرضية أديا إلى انتشار أمراض خطيرة، منها الجرب، وأمراض معوية مثل الإسهال والقيء.

وأكد أن العلاج لا يُصرف إلا بشق الأنفس، وغالبًا لا يُستكمل، بل يتم دمج الأسرى المرضى مع الأصحاء لنشر العدوى، في ظل ندرة مواد النظافة الأساسية.

أمنية أخيرة من خلف القضبان

وختم جبريل حديثه وهو يبتسم رغم الإرهاق “الحرية جميلة ولا تقدر بثمن.. أتمنى أن ينال جميع الأسرى حريتهم قريبًا، وأن يلتفت العالم إلى معاناتهم”.

ويُعد صبري جبريل من الصحفيين المعروفين في جنوب الضفة الغربية، وسبق أن عمل في تغطية ميدانية واسعة للأحداث في بيت لحم والمناطق المجاورة. وقد أثار اعتقاله انتقادات واسعة في الأوساط الحقوقية، في ظل استمرار إسرائيل في استخدام الاعتقال الإداري أداة عقابية بحق الصحفيين والنشطاء دون محاكمة أو تهم رسمية.

وبحسب الإحصاءات الفلسطينية، يقبع في سجون الاحتلال نحو 10 آلاف أسير فلسطيني، بينهم أكثر من 3500 معتقل إداري، وعدد كبير من المرضى والمسنين، وسط تصاعد ملحوظ في القمع والانتهاكات منذ اندلاع طوفان الأقصى في أكتوبر/تشرين الأول 2023.

المصدر: الجزيرة مباشر

إعلان