يربك رواية ترامب عن “النجاح الساحق”.. تقييم استخباراتي يكشف حقيقة ما حدث للمنشآت النووية الإيرانية

أفادت شبكة (سي إن إن) نقلًا عن مصادر مطلعة بأن تقييمًا استخباراتيًا أمريكيًا أوليًا يشير إلى أن الضربات الأمريكية الأخيرة التي استهدفت 3 مواقع نووية في إيران لم تدمر المكونات الأساسية للبرنامج النووي الإيراني، بل أدت على الأرجح إلى تأخيره بضعة أشهر فقط، وفق ما أفاد 3 أشخاص اطلعوا على تفاصيل التقييم.
وذكرت (سي إن إن) أن هذا التقييم أعدته وكالة الاستخبارات الدفاعية الأمريكية (DIA)، استنادًا إلى تحليل أضرار المعركة الذي قدمته القيادة المركزية الأمريكية (CENTCOM) عقب الضربات.
اقرأ أيضا
list of 4 itemsترامب يعلن تفاصيل اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران
بطلب من ترامب.. تقرير يكشف كيف مهّدت إسرائيل للهجوم الأمريكي على “فوردو”
نتنياهو يعلن الموافقة على وقف إطلاق النار مع إيران ويشكر ترامب
وأوضح أحد المصادر أن عمليات التقييم ما زالت جارية، وقد تتغير النتائج مع توفر معلومات استخباراتية إضافية.
وتتعارض النتائج الأولية مع تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي أكد في أكثر من مناسبة أن الضربات “دمرت بالكامل وبشكل تام” منشآت تخصيب اليورانيوم الإيرانية.
وصرح وزير الدفاع بيت هيغسث، الأحد الماضي، بأن “الطموحات النووية الإيرانية قضي عليها تمامًا”.
ووَفق اثنين من المصادر المطلعة على التقييم، لم يدمر مخزون إيران من اليورانيوم المخصب، وأكد أحدهما أن “أجهزة الطرد المركزي لا تزال سليمة إلى حد كبير”.
وأضاف المصدر نفسه أن التقييم يشير إلى أن الولايات المتحدة “أخّرت البرنامج النووي الإيراني بضعة أشهر فقط، بالكاد”.
وأقرت كارولين ليفيت -المتحدثة باسم البيت الأبيض- بوجود هذا التقييم، لكنها نفت صحته، واعتبرت في بيان لـ(سي إن إن) أن “التقييم المزعوم غير صحيح على الإطلاق، وقد سربه شخص منخفض المستوى بهدف تقويض الرئيس ترامب، والتقليل من شأن الطيارين الشجعان الذين نفذوا المهمة”، مؤكدة أن “دمارًا شاملا” حدث نتيجة الضربات.
وأكد الجيش الأمريكي أن العملية نُفّذت كما خطط لها، واصفًا إياها بـ”النجاح الساحق”.

وأشارت (سي إن إن) إلى أن إسرائيل نفذت بدورها ضربات سابقة على منشآت نووية إيرانية، وأبلغت واشنطن أنها بحاجة لقنابل خارقة للتحصينات لإنهاء المهمة.
ورغم إسقاط قاذفات أمريكية من طراز B-2 أكثر من 12 قنبلة تزن 30 ألف رطل على منشأتي فوردو ونطنز، لم تدمر أجهزة الطرد المركزي أو اليورانيوم العالي التخصيب بالكامل، وَفق مصادر الشبكة.
وقالت المصادر إن الأضرار تركزت على المنشآت فوق الأرض في المواقع الثلاثة (فوردو، نطنز، وأصفهان)، بما في ذلك البنية التحتية للطاقة ومنشآت سطحية تستخدم لتحويل اليورانيوم إلى معدن.
وجدد وزير الدفاع هيغسث في تصريحات لـ(سي إن إن) التأكيد على أن “الحملة الجوية دمرت قدرة إيران على إنتاج أسلحة نووية بشكل كامل”، معتبرًا أن أي حديث عن خلاف ذلك يهدف إلى “تشويه المهمة الناجحة وتقويض الرئيس”.
وقال دان كين -رئيس هيئة الأركان المشتركة- إن الوقت لا يزال مبكرًا للحكم على ما إذا كانت إيران قد احتفظت ببعض عناصر القدرات النووية.
ونقلت (سي إن إن) عن مصادر برلمانية أمريكية أن جلسات الإحاطة السرية الخاصة بمجلسي النواب والشيوخ بشأن العملية أُلغيت أو أُجلت، من دون توضيح الأسباب أو تحديد موعد جديد لها.
وعبر منصة (إكس)، قال النائب الديمقراطي بات رايان “الرئيس ترامب ألغى جلسة الإحاطة السرية لمجلس النواب بشأن الضربات على إيران دون تفسير. السبب الحقيقي؟ إنه يدّعي أنه دمّر جميع المنشآت والقدرات النووية”.