عبر مسيّرة وخريطة تفاعلية.. سوري يبتكر طريقة لرصد الدمار في قريته وإعادة إعمارها (فيديو)

بعد سنوات من التهجير والشتات، عاد المعماري السوري عبد العزيز محمد إلى قريته تل مرديخ المدمرة في محافظة إدلب شمال غربي سوريا، ليجدها على غير ما غادرها، وتحولت صدمة الدمار إلى حافز لإعادة البناء، عبر توثيق شامل للأضرار باستخدام طائرة مسيّرة، أملًا في إعادة الحياة إلى ما بقي من القرية.

قال عبد العزيز، البالغ عمره 34 عاما، أثناء تجوله في قريته: “عندما عدت، صُدمت من حجم الدمار، لم أستطع التعرف على أي شيء، وحتى منزل والدي بالكاد تمكنت من التعرف عليه، لأن تفاصيله تغيرت تماما”.

تم تدمير ما يقرب من نصف منازل قرية تل مرديخ، البالغ عددها 1500 منزل، وتضررت البقية، جراء قصف قوات النظام السابق، وقد وثّق عبد العزيز تفاصيل دمار القرية باستخدام طائرته المسيّرة.

خريطة تفاعلية

وأوضح عبد العزيز أنه بعد عودته، قضى أسبوعين في مسح وتوثيق المنطقة بعناية، متنقلًا من منزل إلى آخر سيرًا على الأقدام، وأنه أنشأ خريطة تفاعلية تُظهر الحالة التفصيلية لكل منزل، سواء كان مدمَّرًا كليًّا أو صالحًا للإعمار.

واجه عبد العزيز وفريقه صعوبات أثناء عملهم، بسبب خطر انتشار الألغام التي خلفها نظام بشار الأسد قبل فراره، وقال: “دخلنا المنازل ونحن خائفون، لا نعلم ما بداخلها، فقد كان النظام يسيطر على المنطقة لمدة 5 سنوات، واستخدم بعض المنازل كمستودعات ذخيرة، وكانت الألغام منتشرة في كل مكان”.

وفي السياق ذاته، تحدث المواطن علاء غريب، البالغ عمره 45 عاما، وهو من بين القلائل الذين عادوا إلى قريتهم، فقال: “عشت في خيام لمدة سبع سنوات، وعندما حدث التحرير، عدت إلى قريتي فورًا”، مشيرا إلى أن منزله كان من بين المنازل التي شملتها أعمال الترميم، وأوضح أنه يستخدم أقمشة خفيفة كأبواب مؤقتة لمنزله، الذي لم يكن فيه أبواب أو نوافذ.

ساهم التوثيق الذي أعده المعماري عبد العزيز محمد في لفت انتباه الجهات الإنسانية إلى حجم الدمار في قرية تل مرديخ، مما ساعد في تأمين دعم من منظمة تركية غير حكومية، وبدعمها أُطلقت مبادرة لإعادة بناء وترميم 434 منزلًا من أصل 800 منزل تضررت جزئيا أو كليا بفعل قصف النظام السوري السابق.