مشاهد توزيع المساعدات في شمال غزة تكذب رواية الاحتلال والعشائر تفشل مخطط الفوضى (فيديو)

أكد أمجد الشوا رئيس (شبكة المنظمات الأهلية) في غزة، أن الاحتلال الإسرائيلي يسعى لتكريس حالة الفوضى واللا نظام في القطاع، ولا يريد لعملية توزيع المساعدات الإنسانية أن تكون ضمن معايير العمل الإنساني عبر مراكز توزيع وقواعد بيانات.

‏وعلق الشوا على قرار إسرائيل بمنع وصول المساعدات إلى شمال القطاع المحاصَر، بزعم استيلاء حركة المقاومة الإسلامية (حماس) عليها، قائلا “حسب ما شهدناه، فإن تأمين دخول شاحنات مساعدات لشمال غزة كان نتيجة جهود بعض العشائر والعائلات”.

وقال إن “المساعدات وصلت إلى مخازنها، وبدأ توزيعها عبر بعض المؤسسات وفق قوائم وبيانات معتمدة لديها سابقا”.

حماس تطالب بدخول المساعدات التي يحتاجها قطاع غزة
حماس طالبت بدخول المساعدات التي يحتاجها قطاع غزة (رويترز)

تخريب منظومة العمل الإنساني

وأشار إلى أن “الاحتلال يريد تخريب منظومة العمل الإنساني بغزة من خلال منع دخول المساعدات عبر الأمم المتحدة والمؤسسات الدولية، وتحل محلها الشركة الأمنية الأمريكية، وبالتالي خلق عنف داخلي بين المواطنين بغزة“.

وشدد الشوا على ضرورة تعزيز دور المنظمات الإنسانية التابعة للأمم المتحدة وخاصة (الأونروا)، وكذلك المنظمات الأهلية والدولية التي قامت بعملها على مدى عقود في غزة.

من جانبه قال مدير برنامج التوزيع بمؤسسة (إنقاذ المستقبل) حسام حميد، إن دورهم يتمثل في المساعدة بعملية توزيع المساعدات من خلال تجهيز قوائم المستفيدين عبر نظام التسجيل الذاتي المعتمد مسبقا لدى برنامج الأغذية العالمي.

وأوضح أن المستفيدين يتلقون رسائل عبر هواتفهم بموعد التسليم وتاريخه، بما يحافظ على النظام والسلاسة في عملية التوزيع، ويحفظ كرامة المواطنين.

A member of a private US security company, contracted by the Gaza Humanitarian Foundation (GHF), a private US-backed aid group that has bypassed the longstanding UN-led system in the territory, looks on from a hill on the so called "Netzarim corridor" in the central Gaza Strip as displaced Palestinians gather to receive relief supplies at a distribution centre on June 8, 2025.
عنصر أمن أمريكي مع مؤسسة (GHF) يراقب تجمع نازحين في ممر نتساريم وسط غزة، 8 يونيو (الفرنسية)

تلقت رسالة عبر الهاتف

وفي سياق متصل، أكدت مواطنة غزاوية أنها توجهت لمركز التوزيع لتسلم عبوة الطحين بعد تلقيها رسالة عبر الهاتف بذلك، معربة عن سعادتها عند سماعها نبأ نجاح تأمين المساعدات والبدء بتوزيعها.

وأشارت السيدة المسنة إلى أنها أرملة وترعى 9 من أبنائها وأحفادها الأيتام، مشيرة إلى أنها “لم تتلق أي مساعدة من هذا النوع منذ خمسة أشهر”.

معاناة مستمرة لأهل غزة للحصول على المساعدات الإنسانية
معاناة مستمرة لأهل غزة للحصول على المساعدات الإنسانية (رويترز)

“أطلقت الزغاريد فرحا”

وقالت سيدة أخرى خلال اصطفافها في طابور النساء انتظارا لتسلم المساعدات، إنها أطلقت الزغاريد فرحًا عندما وصلتها رسالة التوجه لتسلم المساعدة.

وعبّرت السيدة عن أملها في “استمرار هذه الآلية ووصولها لجميع الأسر والسكان في القطاع”، وقالت “هذا ما نريد أن يستمر بدلا من موت أبنائنا في طريق سعيهم للحصول على المساعدات الإسرائيلية الأمريكية”.

وكان رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه يسرائيل كاتس قررا، مساء الأربعاء، منع دخول المساعدات الإنسانية إلى شمال قطاع غزة بحجة سيطرة حركة (حماس) عليها.

وأوعز نتنياهو إلى كاتس والجيش بوضع خطة خلال 48 ساعة لوقف ما ادعى أنها سيطرة (حماس) على المساعدات، وفق بيان صدر عن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي.

إسرائيل تهاجم قوافل مساعدات لغزة
إسرائيل تهاجم قوافل مساعدات لغزة (رويترز)

تفنيد الرواية الإسرائيلية

وفي المقابل فنّد المكتب الإعلامي الحكومي بغزة تلك المزاعم في بيان قائلا “نُكذّب بشكل قاطع الادعاءات الكاذبة التي أطلقها رئيس وزراء الاحتلال المجرم نتنياهو ووزير حربه كاتس حول مزاعم سيطرة الحكومة وحماس على المساعدات شمال قطاع غزة”.

وأضاف أن “العائلات والعشائر الفلسطينية هي التي قامت بتأمين قوافل المساعدات شمال القطاع، دون أي تدخل من الحكومة الفلسطينية أو الفصائل لتوفير فتات الغذاء لمئات آلاف المجوّعين من المدنيين”.

من جانبها، دحضت الهيئة العليا لشؤون العشائر بفي غزة، الخميس، ادعاءات إسرائيل بشأن سيطرة حركة (حماس) على المساعدات الإنسانية، ‏‎وقالت الهيئة في بيان إن المساعدات جميعها مؤمَّنة بالكامل وتحت رعايتها المباشرة، ويتم توزيعها حصريا عبر الهيئات الدولية.

ومنذ أعلن الاحتلال عن توزيع المساعدات عبر ما يسمى “مؤسسة غزة الإنسانية” استشهد نحو 500 شخص حول نقاط توزيع المساعدات برصاص الاحتلال الإسرائيلي، ما حوّل تلك النقاط إلى “مصائد للموت” بحسب الأهالي المجوعين في القطاع المحاصر.

المصدر: الجزيرة مباشر

إعلان