ورقة وصورة على الجدران.. “أنوار” تجوب شوارع غزة بحثا عن “هادي” وغموض بشأن مصير آلاف المفقودين (شاهد)

بخطى ثابتة، تسير “أنوار حواس” كل يوم وسط ركام مدينة غزة المدمرة بفعل الحرب الإسرائيلية على القطاع، حاملة في يديها أوراقا مطبوعة عليها صورة شقيقها المفقود هادي (17 عاما). تتفحص أنوار وجوه المارة، وتسألهم إن كانوا قد رأوا هادي، الذي اختفى قبل ثلاثة أسابيع بعد أن غادر منزله ولم يعد.
صورة على الجدران
وقالت أنوار بصوت خافت مليء بالحزن “أبحث عن شقيقي المفقود هادي حواس، أخرج من الصباح حتى المساء، على أمل أن أجده. طبعت صورته وعلقتها على الجدران، وبدأت أبحث في الشوارع. أدعو الله أن يساعدني في العثور عليه”.
اقرأ أيضا
list of 4 itemsبريطانيا.. اعتقال عشرات المحتجين ضد حظر “بالستاين أكشن”
عائلات الأسرى الإسرائيليين توجه رسالة إلى نتنياهو بشأن “محور سموتريتش وبن غفير” (فيديو)
فيديو يوثق لحظة إطلاق النار على فلسطينيين مجوعين قرب مركز مساعدات في غزة (شاهد)
وأضافت “في ظل غياب الهيئات الحكومية، وانعدام الأمن، وعدم وجود مؤسسات رسمية تساعدنا، اضطررنا إلى اللجوء إلى الأساليب القديمة عبر توزيع الورق، وخصوصا مع استمرار انقطاع الإنترنت والاتصالات. الوضع صعب جدا”.
منصة إلكترونية لتوثيق المفقودين
الناشط غازي المجدلاوي، مؤسس “المركز الفلسطيني للمفقودين والمختفين قسرا”، قال إنه يتواصل يوميا مع عائلات تبحث عن أحبائها، ويعمل باستمرار على إدخال البيانات في منصة رقمية أنشأها بمساعدة متطوعين، توثق المفقودين وتتحقق من المعلومات وتحاول تعقبهم.

وذكر المجدلاوي “مع استمرار الحرب الإسرائيلية على غزة والعمليات البرية، أطلقنا هذه المنصة الإلكترونية”، وأضاف “الاحتلال يمنع دخول مواد تحليل الحمض النووي، مما يصعّب تحديد هوية الجثث المسترجعة”.
ووثق المركز بشكل رسمي أكثر من 4000 حالة فقدان، تشمل نساء وأطفالا ومُسنين، إلى جانب أفراد من الطواقم الطبية والإعلامية، وهو رقم مرشح للارتفاع مع استمرار تدفق البلاغات.
مصير المئات “مجهول”
بدوره، قال رئيس مجلس إدارة مؤسسة الضمير لحقوق الإنسان مصطفى إبراهيم “تابعنا نحو ألف حالة فقدان أو اختفاء قسري. وتمكنّا من معرفة مصير 600 حالة بالتنسيق مع سلطات الاحتلال، لكن مصير نحو 420 شخصا لا يزال مجهولا. بعضهم اختفى قسرا، ولا توجد أي معلومات متوفرة عنهم”.

ووفقا لبيانات الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، فقد تجاوز عدد المفقودين في غزة منذ بدء الحرب 11 ألف شخص أغلبهم من النساء والأطفال، كما اختطفت قوات الاحتلال الإسرائيلي آلاف الأشخاص من قطاع غزة منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023.
ولا يزال مصير هؤلاء المفقودين غير معروف في ظل غياب إحصاءات رسمية دقيقة توضح ما إذا كانوا قد قُتلوا تحت القصف ودُفنوا تحت الأنقاض، أم تعرضوا للاعتقال من جانب الاحتلال، أو اختفوا في ظروف أخرى.
ويواجه سكان غزة صعوبات متزايدة في التعرف على الجثث وتوثيق الوفيات، وسط نقص حاد بالموارد اللازمة لعمليات البحث والإنقاذ، مما يزيد من معاناة العائلات التي ما زالت تنتظر إجابات.