تهديد علني من ترامب لإيلون ماسك

الخلافات بين ترامب وماسك تحتل صدارة الصحف العالمية (رويترز)

هدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الملياردير إيلون ماسك، بـ”عواقب وخيمة للغاية” إذا شارك في تمويل مرشحي الحزب الديمقراطي في الانتخابات المقبلة.

ورفض ترامب الإفصاح عن طبيعة هذه العواقب، لكنه أكد أنه لا ينوي إصلاح العلاقة مع ماسك. وقال ردا على سؤال عما إذا كان يعتبر علاقته بالرئيس التنفيذي لشركتي “تسلا” و”سبيس إكس” قد انتهت “أفترض ذلك، نعم”.

تصاعد التراشق

وجاءت تصريحات ترامب بعد أيام من تصاعد التراشق بين الطرفين عبر منصتي “تروث سوشيال” و”إكس”، حيث اتهم ماسك الرئيس بنشر “قانون رجعي كارثي”، كما لمح –قبل أن يحذف– إلى ارتباط ترامب بملف الممول الراحل جيفري إبستين، وهي تلميحات وصفها ترامب بأنها “أخبار قديمة وتافهة”، مشيرا إلى أن محامي إبستين ذاته نفى أي علاقة له بالقضية.

وأكد ترامب في المقابلة أنه لا يخطط للحديث مع ماسك مجددا، مضيفا “أنا مشغول بأشياء أخرى، ولا أنوي الحديث إليه. لقد أبدى قلة احترام كبيرة لمكتب الرئيس، وهذا أمر سيئ جدا”.

وكان ماسك قد انتقد علنا مشروع قانون الميزانية الذي مرره مجلس النواب بقيادة الجمهوريين، ما أثار غضب ترامب، الذي قال من المكتب البيضوي الخميس الماضي “أنا محبط جدا. لقد ساعدت إيلون كثيرا، وكان على دراية تامة بتفاصيل هذا القانون”.

ورد ترامب عبر منشور على “تروث سوشيال” قائلا “لا مانع لدي من انقلاب إيلون ضدي، لكنه كان عليه أن يفعل ذلك قبل أشهر”.

وأضاف “أسهل طريقة لتوفير المليارات في الميزانية هي إنهاء عقود الدعم الفيدرالي لشركات ماسك. لطالما استغربت أن بايدن لم يفعلها”.

إلغاء العقود الحكومية

وعند سؤاله عما إذا كان قد فكر جديا في إلغاء العقود الحكومية مع شركات ماسك، أجاب ترامب “بإمكاني فعل ذلك، لكنني لم أفكر في الأمر حتى الآن”.

وبالرغم من الانتقادات، استبعد ترامب أن تعرقل مواقف ماسك تمرير مشروع “قانون الميزانية الكبير والجميل”، قائلا “أنا واثق جدا من أن مجلس الشيوخ سيصادق على القانون قبل الرابع من يوليو/تموز. الحزب الجمهوري لم يكن يوما موحدا بهذا الشكل”.

وفي ختام المقابلة، اعتبر ترامب أن الخلاف مع ماسك كشف للعامة مزايا مشروع القانون قائلا “في الحقيقة، ساعد إيلون في تسليط الضوء على القانون. الناس بدأوا يفهمون كم هو جيد”.

ثم أضاف بنبرة ساخرة “لكن من المؤسف أن إيلون محبط وحزين جدا”.

يأتي هذا التصعيد بعد أيام من سجال علني بينهما، شمل اتهامات مبطنة وتصريحات مثيرة للجدل على منصات التواصل، وسط تساؤلات عن تداعيات هذا التوتر على مستقبل شركات ماسك التجارية وعلاقاته مع الحكومة الفيدرالية.

تصاعد الخلافات بين ترامب وماسك (الفرنسية)

“تسلا” أكثر المتضررين

وبرزت شركة “تسلا” كأكثر المتضررين من هذا السجال، حيث هبط سهمها بأكثر من 20% منذ بداية العام، وتراجع بما يفوق 150 مليار دولار من قيمتها السوقية خلال ساعات من اندلاع الخلاف العلني مع ترامب، مما أفقد ماسك نحو 34 مليار دولار من ثروته.

ويرى مراقبون أن انهيار العلاقة بين ترامب وماسك قد يهدد مشاريع “تسلا”، خاصة تلك المرتبطة بالبيئة التنظيمية الأمريكية، مثل خطة إطلاق سيارات ذاتية القيادة، والتي كانت تجد دعما ضمنيا من إدارة ترامب السابقة.

خطر وجودي على “سبيس إكس”

أما “سبيس إكس”، شريك “ناسا” الرئيسي، فتعتمد على عشرات مليارات الدولارات من العقود الحكومية في مجالات بالغة الحساسية مثل إطلاق الأقمار الاصطناعية العسكرية ونقل رواد الفضاء.

وقد هدد ترامب خلال السجال بإلغاء هذه العقود، في خطوة اعتُبرت بمثابة تهديد وجودي للشركة، قبل أن يتراجع عن تصريحاته لاحقا.

خصومة باهظة الكلفة

كان ماسك قد أدى دورا استشاريا في إحدى هيئات الكفاءة الحكومية خلال إدارة ترامب، كما أقام الأخير حفل وداع له في البيت الأبيض. لكن العلاقة بدأت تتدهور إثر انتقادات ماسك لمشروع قانون الميزانية، ووصفه بأنه “رجس يثير الاشمئزاز”، بينما يراه ترامب “كبيرا وجميلا”.

وفيما تشير المؤشرات إلى أن الخلاف بين الرجلين قد تجاوز حدود السياسة إلى مستويات قد تؤثر على مستقبل شركات ماسك وربما على الحملة الانتخابية الجمهورية، قال ترامب في ختام المقابلة إن على ماسك أن يختار “إما الوقوف مع الجمهوريين، أو تحمل عواقب وخيمة”.

المصدر: الجزيرة مباشر + وكالات

إعلان