تفشي الحمّى الشوكية يهدد حياة الأطفال في غزة وسط انهيار المنظومة الصحية (فيديو)

تشهد مستشفيات قطاع غزة، ولا سيما مجمع ناصر الطبي في خان يونس، تزايدا كبيرا في أعداد الأطفال المصابين بمرض الحمّى الشوكية (التهاب السحايا) في ظل الانهيار الكامل للمنظومة الصحية بفعل العدوان الإسرائيلي واستهداف الاحتلال للمرافق الطبية، وحصار الاحتلال الذي يمنع دخول الأدوية والمستلزمات الطبية.

ومن داخل أقسام المستشفى المزدحمة، تروي النازحة هناء أبو مصطفى مأساة رضيعها (9 أشهر) الذي يعاني تدهورا حادا لحالته الصحية، بسبب إصابته بالحمّى الشوكية.

وقالت الأم “ابني منذ 3 أشهر لم يشرب الحليب، ووزنه يتناقص بشكل كبير، ولا يتجاوز 4.6 كيلوغرامات فقط”.

انتشار غير مسبوق

وحذر الطبيب أحمد الفرا، مدير قسم الأطفال والولادة بمجمع ناصر، من انتشار غير مسبوق للمرض، موضحا أن المستشفى يستقبل يوميا نحو 10 حالات جديدة، وبلغ عدد الأطفال المصابين داخل المجمع حتى اللحظة أكثر من 40 طفلا.

وقال الفرا “الحمى الشوكية مرض خطير يصيب الأغشية المحيطة بالدماغ والسائل الدماغي، وقد يؤدي في حال عدم تشخيصه المبكر إلى فقدان السمع أو البصر، أو الإصابة بشلل دماغي وتأخر شديد في النمو العقلي والحركي”.

ووصف المشهد في أقسام المستشفى بأنه مأساوي، حيث يرقد معظم الأطفال على الأرض بسبب نقص الأسرّة، وسط عجز حاد في المضادات الحيوية والمواد المخبرية اللازمة لتشخيص المرض، فضلا عن شح مستلزمات النظافة داخل المستشفى وفي أماكن النزوح، مما يفاقم من أخطار انتشار العدوى.

وأشار الفرا إلى أن تفشي المرض يعود إلى عوامل عدة، منها الاكتظاظ الكبير في أماكن النزوح، وتلوث مياه الشرب، وسوء التغذية الحاد، خصوصا بين الأطفال.

- طفل فلسطيني يعاني من سوء التغذية يتم فحصه في مستشفى العودة في مخيم النصيرات
طفل فلسطيني يعاني سوء التغذية يجري فحصه في مستشفى العودة بمخيم النصيرات (الفرنسية)

“مرحلة كارثية”

وكانت وزارة الصحة بغزة قد أعلنت أن الوضع الصحي والإنساني في القطاع بلغ “مرحلة كارثية”، محذرة من تفاقم حالات سوء التغذية، خصوصا بين الرضع، في ظل انعدام الحليب العلاجي وانهيار سبل الرعاية الأساسية.

وتغلق إسرائيل، منذ 2 مارس/آذار الماضي، بشكل محكم معابر غزة أمام شاحنات إمدادات ومساعدات مكدسة على الحدود، ولا تسمح إلا بدخول عشرات الشاحنات فقط، بينما يحتاج الفلسطينيون في غزة إلى 500 شاحنة يوميا حدا أدنى.

وكانت تسمح حتى نهاية 2024 بمرور عدد قليل من الشاحنات بمتوسط 50 شاحنة مساعدات وبضائع يوميا، وفق ما أكدته سابقا مصادر حكومية وميدانية، في حين أكدت تقارير أممية آنذاك أن عدد الشاحنات التي تدخل القطاع لا تعادل “نقطة في بحر الاحتياجات”.

ويعمد جيش الاحتلال الإسرائيلي إلى قصف المستشفيات في غزة، وحوَّلها إلى ساحة حرب من خلال الاقتحامات واعتقال طواقم طبية، وأخرج معظمها من الخدمة، فضلا عن حصار خانق أنهك القطاع الطبي.

وخلّفت حرب الإبادة أكثر من 192 ألف شهيد وجريح معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات الآلاف من النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين بينهم عشرات الأطفال.

المصدر: الأناضول + الجزيرة مباشر

إعلان