“واجهة استخبارية”.. حكومة غزة ترد على اتهامات أمريكية بشأن استهداف مؤسسة توزيع المساعدات

فند المكتب الإعلامي الحكومي في غزة الادعاءات الصادرة عن وزارة الخارجية الأمريكية بشأن ما وصفته الأخيرة بـ”هجوم مزعوم” على عاملين أمريكيين في مراكز توزيع مساعدات في قطاع غزة.
وفي بيان له اليوم الأحد، أكد المكتب الإعلامي الحكومي في غزة أن هذه الادعاءات، التي تزعم أن “المقاومة الفلسطينية” ألقت قنابل على عاملين فيما يسمى “مؤسسة غزة الإنسانية – GHF”، هي “ادعاءات مضللة” و”محاولة فجة” تهدف إلى تبرير استمرار عمليات القتل والتجويع بحق المدنيين الفلسطينيين في القطاع.
اقرأ أيضا
list of 4 itemsمجزرة جديدة.. شهداء وجرحى بعد قصف الاحتلال منتظري المساعدات في خان يونس (شاهد)
داخلية غزة تحذر من التعامل مع “مؤسسة غزة الإنسانية”
هيئة البث الإسرائيلية: نتنياهو قدَّم تعهدا لـ”بن غفير وسموتريتش” بشأن الحرب على غزة
وأضاف المكتب “الادعاءات الصادرة عن وزارة الخارجية الأمريكية تمثل تماهيًا خطيرًا مع الرواية العسكرية للاحتلال الإسرائيلي، التي تسعى منذ بدء الحرب إلى شرعنة الجرائم المرتكبة ضد سكان غزة المدنيين، من خلال فبركة سرديات أمنية لتبرير استخدام القوة المفرطة ضد المدنيين”، وفق نص البيان.
ويوم الجمعة الماضي، قالت صحيفة هآرتس الإسرائيلية إن “قادة (في الجيش) أمروا القوات بإطلاق النار على الحشود (الفلسطينيين) لإبعادهم أو تفريقهم (أثناء تجمعهم قرب مراكز المساعدات)، رغم أنهم لا يشكلون أي تهديد”.
ونقلت الصحيفة في تقرير لها حديثا لأحد الجنود من دون تسميته، وصف فيه الوضع بأنه “انهيار تام للمعايير الأخلاقية للجيش الإسرائيلي في غزة“.
وفي هذا الصدد، أشار بيان مكتب الإعلام الحكومي إلى “مسؤولية هذه المؤسسة GHF حتى الآن عن استشهاد 751 مدنيًّا، وإصابة 4931 آخرين، بالإضافة إلى 39 مفقودًا”، معظمهم سقطوا أثناء محاولتهم الوصول إلى مراكز توزيع المساعدات في مناطق “خطيرة وحمراء ومكشوفة”، تُدار بشكل مخالف للقانون الدولي الإنساني وبما يخالف المبادئ الأساسية للعمل الإغاثي المحايد والمستقل.
“مؤسسة غزة الإنسانية” تعلن إصابة أمريكيين
وأمس السبت، أعلنت ما تُعرف بـ”مؤسسة غزة الإنسانية” المدعومة من الولايات المتحدة وإسرائيل، إصابة اثنين من موظفيها الأمريكيين بهجوم على أحد مراكزها لتوزيع المساعدات الغذائية في جنوب قطاع غزة.
وقالت المؤسسة في بيان، إن عاملين أمريكيين أصيبا بهجوم، وصفته بأنه “إرهابي محدد الهدف خلال أنشطة توزيع المواد الغذائية في خان يونس“.
وزعمت أن الهجوم الذي نفذه “بحسب المعلومات الأولية مهاجمان ألقيا قنابل يدوية على الأمريكيين، وقع في نهاية عملية توزيع ناجحة تلقى خلالها آلاف الغزيين مواد غذائية بأمان”.
With Hamas no good deed goes unpunished. https://t.co/ThsEjWMqtH
— Ambassador Mike Huckabee (@GovMikeHuckabee) July 5, 2025
واجهة استخبارية وأمنية
مكتب الإعلام الحكومي في غزة أوضح خلال رده على الخارجية الأمريكية، أن ما تسمى “مؤسسة GHF”، التي تشرف على مواقع توزيع المساعدات، “ليست جهة إغاثية إنسانية”، بل “واجهة استخباراتية أمنية أنشئت بدعم إسرائيلي أمريكي”.
وأشار البيان إلى أن ما تسوقه الإدارة الأمريكية عبر بيان خارجيتها يُعد “محاولة مكشوفة لتبييض صورة مؤسسة متورطة في جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية”، مؤكدًا أن أكثر من 130 منظمة إنسانية دولية ترفض التعامل مع المؤسسة وتعتبرها “غطاء لأهداف عسكرية إسرائيلية”، بحسب توصيفات منظمات أممية ودولية رسمية.
وشدد المكتب الإعلامي الحكومي على أن “اتهام المقاومة” هو اتهام “باطل لا يستند إلى أي دليل ميداني أو تحقيق مستقل”، بل يُبنى على “معلومات منحازة يصيغها الاحتلال الإسرائيلي”.
ولفت البيان إلى أن “الجريمة الحقيقية والمستمرة” هي “حرمان أكثر من 2.4 مليون إنسان من الغذاء والماء والدواء على مدار 22 شهرًا، وقتلهم في ممرات المساعدات تحت أعين العالم”.
وبعيدا عن إشراف الأمم المتحدة والمنظمات الدولية تنفذ تل أبيب وواشنطن منذ 27 مايو/أيار الماضي خطة لتوزيع مساعدات محدودة، حيث يقوم جيش الاحتلال الإسرائيلي بإطلاق النار على الفلسطينيين المصطفين لتلقي المساعدات ويجبرهم على المفاضلة بين الموت جوعا أو رميا بالرصاص.
وفي هذا الإطار، طالب بيان المكتب الحكومي في غزة بوقف عمل “مؤسسة GHF” فورًا، وفتح تحقيق دولي مستقل ومحايد بشأن ما وصفه بـ”جرائم مصائد الموت”، التي يُزعم أنها مراكز لتوزيع المساعدات.
كما دعا البيان إلى إعادة تفعيل الدور المركزي للمنظمات الأممية العاملة وفق مبادئ القانون الدولي الإنساني، بعيدًا عن أي توظيف سياسي أو عسكري للمساعدات.
“ساحة قتل”
وكانت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، قد وصفت مراكز توزيع المساعدات الأمريكية الإسرائيلية بقطاع غزة بأنها “ساحة قتل”، بعد استشهاد مئات المجوعين برصاص جيش الاحتلال الإسرائيلي أثناء محاولتهم الحصول على الغذاء.
وقالت الوكالة الأممية في بيان عبر حسابها على منصة إكس، الجمعة، إن “نظام توزيع المساعدات الجديد في غزة ساحة قتل، وبدلا من توزيع منظم للغذاء، يجلب هذا النظام الفوضى والموت”.
وأشارت الأونروا إلى أن “الشهادات تفيد بأن قوات الجيش الإسرائيلي تطلق النار عشوائيا اتجاه تجمعات المدنيين المجوعين” في قطاع غزة.
وأوضحت أنه “في خضم الفوضى، انفصل الأطفال عن عائلاتهم وهم في حالة من الإحساس بالضياع والصدمة النفسية”.
وجاء اعتماد آلية التوزيع الجديدة في حين تغلق إسرائيل منذ 2 مارس/آذار الماضي بشكل محكم معابر غزة أمام شاحنات إمدادات ومساعدات مكدسة على الحدود، ولا تسمح إلا بدخول عشرات الشاحنات فقط، على الرغم من أن الفلسطينيين في غزة يحتاجون إلى 500 شاحنة يوميا في أدنى حدّ.