محلل سعودي: الاتفاقية الدفاعية والعسكرية بين الرياض وإسلام أباد “تغير من المعادلات الإقليمية”

أكد محللان سياسيان سعوديان أن الاتفاقية الدفاعية والعسكرية التي وقعتها المملكة العربية السعودية مع باكستان تمثل نقلة نوعية في العلاقات بين البلدين، وتفتح الباب أمام مرحلة جديدة من التعاون الأمني الاستراتيجي، وتشكل نموذجا يجب أن تحتذي به دول العالمين العربي والإسلامي.
وقال الأكاديمي والمحلل السياسي السعودي خالد باطرفي، للجزيرة مباشر: إن “الاتفاقية تعد صياغة جديدة للتعاون العسكري بين الرياض وإسلام آباد.. إذ تنص على أن أي اعتداء على أحد البلدين يعد اعتداء على الآخر”.
اقرأ أيضا
list of 4 items- list 1 of 4رئيس الوزراء القطري يكشف فحوى تعهد ترامب للقادة العرب والمسلمين بشأن غزة
- list 2 of 4وزير الخارجية السعودي يعلن موعد إعادة فتح سفارة بلاده في قطر
- list 3 of 4“المصالحة القطرية السعودية”.. احتفاء شعبي في الخليج ومصر بـ “المصالحة الخليجية”
- list 4 of 4رفع علم قطر وصورة الشيخ تميم على مبنى في السعودية (فيديو)
واعتبر باطرفي أن هذه الاتفاقية “تغير من المعادلات الإقليمية”، حيث يمثل الاتفاق بعدا استراتيجيا غير مسبوق، ويجعل من البلدين “قوة واحدة”، وخصوصا مع امتلاك باكستان لقدرات نووية، على حد وصفه.
وأضاف باطرفي: “الاتفاقية تحمل رسائل عدة، أبرزها أن الأمة الإسلامية قادرة على الاعتماد على مواردها الذاتية، وأنها قد تشجع على تعاون أوسع مع قوى إقليمية مثل تركيا ومصر، فضلا عن تعزيز ثقة المستثمرين في أمن واستقرار منطقة الخليج”.
وأشار إلى أن توقيت توقيع الاتفاقية ليس مصادفة، بل يأتي في ظل تصاعد التوترات الإقليمية والتهور والتصعيد الإسرائيلي في المنطقة، ولهذا فإن الاتفاقية جاءت لتحقيق “الاستقرار الأمني والعسكري” المنشود في منطقة الخليج.
عوامل السعودية لتعزيز التحالفات الدفاعية
من جهته، أكد رئيس مركز الخليج للأبحاث الدكتور عبد العزيز بن صقر، أن باكستان أثبتت تفوق قدراتها العسكرية المتقدمة وصناعاتها الدفاعية المؤثرة، مشيرا إلى المواجهة الجوية الأخيرة بينها وبين الهند.
وفي تصريحات للجزيرة مباشر، اعتبر بن صقر، أن تكرار الاعتداءات الخارجية على بعض دول مجلس التعاون الخليجي، وعدم اليقين بشأن الضمانات الأمنية الغربية، هي عوامل دفعت المملكة إلى تعزيز تحالفاتها الدفاعية.
وشدد على أن هدف السعودية من الاتفاقية هو تعزيز قدراتها الدفاعية والردعية، دون نيات عدوانية أو توسعية، وبما يسهم في تحقيق الاستقرار الإقليمي.
وأمس الأربعاء، وقّع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، ورئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف، في الرياض “اتفاق دفاع إستراتيجي مشترك بين البلدين”.
وقال بيان مشترك نقلته وكالة الأنباء السعودية “واس” إن الاتفاقية تأتي في إطار “سعي البلدين لتعزيز أمنهما وتحقيق الأمن والسلام في المنطقة والعالم”، كما تهدف إلى “تطوير جوانب التعاون الدفاعي بين البلدين، وتعزيز الردع المشترك ضد أي اعتداء”.
وتنص الاتفاقية على أن “أي اعتداء على أي من البلدين هو اعتداء على كليهما”، وفق البيان.
وفي تعليق رسمي على اتفاقية الدفاع المشترك، نشر وزير الدفاع السعودي خالد بن سلمان تغريدة على حسابه في منصة “إكس” قال فيها: “السعودية وباكستان.. صفا واحدا في مواجهة المعتدي.. دائما وأبدا”.
السعودية وباكستان..
صفًا واحدًا في مواجهة المُعتدي..
دائمًا وأبدًا.🇵🇰🇸🇦 https://t.co/3oBMFEU1G5— Khalid bin Salman خالد بن سلمان (@kbsalsaud) September 17, 2025