تقرير: إسرائيل تفجّر في غزة “عربات مفخخة” تعادل الواحدة منها زلزالا بقوة 3.7 درجات

كشف المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان أن جيش الاحتلال الإسرائيلي فجّر خلال الأسبوع الأخير نحو 120 عربة مفخخة محمّلة بما يقارب 840 طنا من المتفجرات بين المنازل السكنية في مدينة غزة شمالي القطاع المحاصَر.
الأورومتوسطي يكشف عن تفجير الاحتلال 17 عربة مفخخة يوميا في #غزة#المسائية #الجزيرة_مباشر pic.twitter.com/CGH1yTKmjN
— الجزيرة مباشر (@ajmubasher) September 20, 2025
وقال إن ذلك “بمعدل يزيد عن 17 عربة يوميا، ويُعادل تفجير كل واحدة منها زلزالا بقوة 3.7 درجات على مقياس ريختر، في أكبر حملة استخدام غاشم للقوة بهدف تدمير السكان، ضمن تصعيد خطير لجريمة الإبادة الجماعية”.
وأوضح المرصد الحقوقي أنه وفقا للمعايير العلمية المعتمدة في قياس الطاقة الانفجارية والزلازل، تُظهر تقديرات علماء الزلازل والفيزياء العسكرية أن تفجير 6–7 أطنان من مادة “TNT”، وهي الحمولة التي تحملها كل عربة من العربات التي يجري تفجيرها في غزة، يعادل تقريبا الطاقة المنبعثة عن زلزال طبيعي بقوة 3.7 درجات على مقياس ريختر.
إسرائيل تستخدم العربات المفخخة لطرد السكان وتدمير الأحياء المركزية في مدينة #غزةhttps://t.co/SEghYIsi6V
— المرصد الأورومتوسطي (@EuroMedHRAr) September 18, 2025
مناطق الدمار الشديد تمتد لعشرات الأمتار
وأشار إلى أنه وحسب التقديرات العلمية في مجال الطاقة الانفجارية، تمتد مناطق الدمار الشديد عادة لعشرات الأمتار (وتُقدّر هنا بنحو 90 مترا لمستوى شدة عالية)، فيما يصل تأثير الكسور والأضرار الطفيفة إلى مئات عدة من الأمتار، وقد يمتد في المناطق المفتوحة إلى قرابة كيلو متر واحد.
اقرأ أيضا
list of 4 items- list 1 of 4تحولت إلى ركام.. مشاهد صادمة للجامعة الإسلامية في غزة بعد العدوان الإسرائيلي (فيديو)
- list 2 of 4هيئة الأسرى تكشف عن تنقلات كبيرة بسجن مجدو وتطالب بتحرك عاجل لمواجهة قانون “الإعدام” الإسرائيلي
- list 3 of 4انتشال جثامين 80 شهيدا من تحت أنقاض عيادة الشيخ رضوان
- list 4 of 4اللجنة المصرية تنقل مئات الخيام إلى نتساريم في قلب قطاع غزة (شاهد)
وأكد المرصد أنه ووفقا لتوثيق الفريق الميداني للمرصد، في مدينة غزة، يتسبب تفجير جيش الاحتلال للمدرعات المفخخة باهتزاز واضح في المباني حتى تلك التي تبعد كيلو مترات عدة عن مركز التفجير، ويستمر الاهتزاز لبضع ثوانٍ، على نحو مشابه لما تتسبب به الزلازل الطبيعية.
وأوضح “نظرا لما لحق بجميع مباني غزة من أضرار ودمار جراء القصف المتواصل على مدار أكثر من 23 شهرا من العدوان العسكري الإسرائيلي، فإن أي انفجار جديد يخلّف أضرارا أشد تأثيرا، إذ إن الأبنية متصدعة أصلا والمساحات المفتوحة تزيد من حدة الانفجار، ما يؤدي إلى تضرر عشرات المباني على مسافات تصل إلى مئات الأمتار عند كل تفجير جديد للعربات المفخخة”.
غير مسبوق في تاريخ البشرية
وأكد المرصد، أن نمط استخدام إسرائيل للعربات المجنزرة الخارجة من الخدمة وتحويلها إلى كتل ضخمة من المتفجرات تُوجّه إلكترونيا يُعد غير مسبوق بهذا الحجم والمستوى في تاريخ البشرية.
ونبّه المرصد الحقوقي إلى تكثيف جيش الاحتلال الإسرائيلي في الأسبوع الأخير استخدام العربات المفخخة المحمّلة بأطنان من المتفجرات في 3 محاور من مدينة غزة، وهي المحور الجنوبي والمحور الشرقي والمحور الشمالي، بهدف تدمير المربعات السكنية المركزية في المدينة، في إطار سعيه لتحقيق الهدف المعلن بتدمير المدينة وتدمير سكانها بالقتل والتهجير.
وأعاد المرصد، التنبيه إلى أن الأثر الكارثي للعربات المفخخة لا يقتصر على التدمير المادي الواسع للأحياء السكنية وما يخلّفه من ركام وتشريد، بل يتعداه إلى استخدام منهجي للإرهاب النفسي ضد السكان المدنيين عبر إشاعة أقصى درجات الرعب والفزع، ودفعهم قسرا إلى النزوح.
تقاعس المجتمع الدولي
وأكد أن تقاعس المجتمع الدولي وتواطؤ بعض أطرافه، وامتناع الدول ذات النفوذ والكيانات الأممية والدولية المعنيّة عن محاسبة إسرائيل على جرائمها، قد مكّن جيش الاحتلال من المضي في جريمة تدمير مدينة غزة بصورة علنية.
كما أكد أن استخدام إسرائيل للعربات المفخخة محظور بشكل صريح بموجب القانون الدولي الإنساني، إذ تُعد من الأسلحة العشوائية بطبيعتها التي لا يمكن توجيهها بدقة أو حصر آثارها في نطاق الأهداف العسكرية وحدها، مؤكدا أنه وبسبب طبيعتها الانفجارية واسعة النطاق، فهي تصيب المدنيين والأعيان المدنية بشكل مباشر وعشوائي.
وأوضح المرصد الأورومتوسطي أن استخدام هذه الوسائل التدميرية، وفي مقدمتها العربات المفخخة، لا يقتصر أثره في إزهاق الأرواح وتشريد السكان، بل يهدف أيضا إلى محو الأحياء السكنية والبنية التحتية بما يحول دون أي إمكانية لإعادة الحياة إلى المدينة، ويقوّض مستقبل الفلسطينيين وحقهم الأصيل في البقاء على أرضهم والعودة إلى ديارهم.
دعوات لحماية الفلسطينيين
وطالب المرصد، الجمعية العامة للأمم المتحدة بالتحرك الفوري، عند عجز مجلس الأمن عن القيام بمسؤولياته بسبب استعمال حق النقض أو غياب التوافق، أن تعقد دورة استثنائية طارئة وتتخذ توصيات جماعية مناسبة.
ودعا التقرير الجمعية العامة إلى تبني قرار عاجل بموجب هذا الإطار لتشكيل قوة حفظ سلام ونشرها في قطاع غزة، بما يكفل وقف الجرائم المرتكبة ضد المدنيين، وضمان وصول المساعدات الإنسانية وتوزيعها بلا عوائق، وحماية المرافق الصحية والإغاثية، وإنهاء الحصار وإعادة الإعمار.
وحثّ المرصد الحقوقي، الدول جميعها على تحمّل مسؤولياتها القانونية والتحرك العاجل لوقف جريمة الإبادة الجماعية في قطاع غزة بأفعالها كافة، واتخاذ التدابير الفعلية جميعها لحماية الفلسطينيين المدنيين هناك.