الثورة اليمنية و صراعات الدم المتدفقة

![]() |
| مقتل نحو خمسين في انفجار أمام كلية الشرطة باليمن |
تمضي الأزمة اليمنية نحو المزيد من التعقيد و الضبابية مع كل انفجار يحدث أو قتيل يسقط ، ليتلطخ المشهد بكامله ببقع الدم الأحمر القاني التي تحجب الرؤية وتخفي المستقبل و تبني حواجز الغضب بين الفرقاء و حتى بين التعساء من جراء ما يحدث هناك.
كعادة كل بلاد العرب حين رحل عنها الاستعمار تركها مفخخة بالصراعات المذهبية و الطائفية و القبلية، وما يحدث في اليمن ما هو إلا تجسيد صارخ لهذا المعنى .
فبعد هزيمة العثمانيين في الحرب العالمية الأولى على يد بريطانيا و حلفاءها فرضت على العثمانيين تسليم الأراضي التي كانت تحت سيطرتهم إلى سلطة الإمام الزيدي يحيى حميد الدين، وهي أراض ينتمي كل سكانها مذهبيا إلى المذهب الشافعي ولم تحكمها الأقلية الزيدية من قبل.
وهكذا بدأت أولى فصول “الثنائية الحاكمة” ومحنة هذه المناطق التي تمردت قبائلها كثيرا على القبضة الإمامية ومن يومها وحتى الآن يدور الصراع الإثني بين السنة و الشيعة حتى وصلنا إلى المشهد الأخير الذي احتل فيه الحوثيين العاصمة صنعاء و فرضوا سيطرتهم عليها و على أماكن حيوية واستراتيجية بها .
و في آخر هذه المشاهد الدامية لقي اليوم الأربعاء نحو 30 شخصا مصرعهم وأصيب 50 آخرون على الأقل في انفجار سيارة مفخخة أمام بوابة كلية الشرطة وسط صنعاء.
وقالت مصادر أمنية و طبية إن الانفجار استهدف طابورا لمجموعة من المتقدمين للتسجيل في كلية الشرطةو قبلها بيومين أصيب ثمانية أشخاص بجراح في انفجار خمس عبوات ناسفة استهدفت مسلحي اللجان الشعبية التابعة لجماعة الحوثي (أنصار الله) في منطقة شعوب وسط العاصمة اليمنية صنعاء، كما أفادت مصادر أمنية.
و هكذا تمضي اليمن و يكاد لا يمضي يوم واحد إلا و هناك انفجارات و عشرات القتلى و الجرحى بين الأطراف المتصارعة التي في غالبها تتحرك بتنسيق إقليمي غربي ، لتصبح الثورة اليمنية كغيرها من ثورات الربيع العربي ساحة لصراعات القوى الإقليمية و الغربية .
و هي صراعات جيواستراتيجي في غالبها ، لكن الفائز فيها حتى الآن كما يصف مراقبون هي إيران التي تتوسع في نفوذها يوما بعد يوم من العراق لسوريا للبنان إلى اليمن ، بينما الدول العربية منشغلة بالحرب على داعش أو دعشنة معارضيها إن اقتضت الضرورة ذلك.
