الأقصى وحده يواجه مصير تغيير هويته
جانب من الاعتداءات الإسرائيلية على الأقصى
|
لاتزال اعتداءات قوات الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنين على المسجد الأقصى المبارك مستمرة، وسط ردود فعل دولية باهتة، وعربية دون المستوى، فيما باتت الهجمة الحالية ضد الحرم القدسي بمثابة إعلان حرب من قبل إسرائيل لتغيير هويته الإسلامية.
أحبطت واشنطن مشروع بيان بشأن الأوضاع في القدس المحتلة، كانت الأردن تقدمت به لمجلس الأمن، يتعلق بإدانة قيام قوات الاحتلال الإسرائيلي باقتحام المسجد الأقصى المبارك، ومطاردة الفلسطينيين المعتصمين بداخله والاعتداء عليهم.
يأتي ذلك بينما تواصل المنظمات اليهودية المتطرفة المدعومة من الحكومة الإسرائيلية الحشد لإنجاح اقتحامات أخري من قبل المستوطنين لباحات الأقصى المبارك، ضاربة عرض الحائط بجميع البيانات والدعوات والنداءات الإقليمية والدولية التي تحذر من انفجار الأوضاع.
تواصل الاقتحامات
ووزع اتحاد المنظمات اليهودية الذي يسمى “هيئة منظمات المعبد” ملصقاً تحريضياً يتضمن برنامجاً تفصيلياً للاقتحامات المراد القيام بها فيما يسمى بـ “عشرة أيام التوبة” التي تنتهي بيوم الغفران.
وجاء توزيع الملصق الذي حمل عنوان: (في أيام التوبة العشرة ، نصعد إلى جبل الهيكل مع كبار الحاخامات) في أيام 22،21،20 سبتمبر/ أيلول الجاري ، عشية اقتحام “شبيبة حزب الليكود”، المسجد الأقصى، اليوم الخميس، ولليوم الرابع علي التوالي، بينما منعت قوات الاحتلال الإسرائيلي مصلين من دخوله.
وقالت وكالة معا الفلسطينية إن “67 مستوطناً اقتحموا المسجد الأقصى صباح اليوم عبر باب المغاربة، وقاموا بجولة في ساحاته – وسط تكبيرات المصلين- ، وبحراسة من قوات الاحتلال الخاصة والتقطوا صور تذكارية بداخله لتأكيد سيطرة تل أبيب عليه”.
في المقابل، قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس أمس الأربعاء 16 سبتمبر، إن القيادة الفلسطينية لن تسمح بتدنيس وتقسيم المسجد الاقصى وكنيسة القيامة زمانا ومكانا.
وقف التنسيق الأمني
لكن الشيخ رائد صلاح رئيس الحركة الإسلامية داخل الخط الأخضر -خلال برنامج بلا حدود مساء الأربعاء- حث السلطة الفلسطينية أن تختار بين التنسيق الأمني والمسجد الأقصى.
وأكد أن ما يتعرض له الأقصى حاليا هو بمثابة إعلان حرب من قبل إسرائيل لتغيير هويته الإسلامية، مشيرا إلى وجود مخططات إسرائيلية لاحتلال الأقصى وتهويده، وسط صمت العرب والمسلمين وتخاذلهم عن نصرة قبلتهم الأولى.
وقال إن المرابطين والمرابطات باتوا العقبة الكبيرة التي تحول دون سيطرة الاحتلال على المسجد الأقصى.
وقال إن نسبة الفقر بين الفلسطينيين بالقدس تبلغ 80%، والبطالة 30%، مؤكدا أن هذا بتخطيط إسرائيلي لكسر صمود المجتمع المقدسي، وطالب العرب أن يدعموا حملة الألف مشروع التي أطلقها لدعم صمود المقدسيين.
وأوضح الشيخ صلاح أن اليهود لم يكتفوا باقتحام الجامع القبلي بل تم إطلاق الرصاص والقنابل داخله لأول مرة منذ عام 1967، وتم حرق سجاد بالمسجد، وضربوا المرابطين والمرابطات، ووصل الجنود الإسرائيليين إلى منبر المسجد ،وهم هنا يريدون ان يقضوا علي عنصر المقاومة باقتحاماتهم وهذا طبعا من المستحيل .
وعلي الصعيد العربي، صدرت ردود فعل تدين وتشحب، وكان أبرزها من السعودية، وقطر التي دعت إلى توحيد الصف العربي ومواجهة العربدة الإسرائيلية.
وحذر الاتحاد الأوروبي اليوم، من أي “استفزاز” إثر تجدد المواجهات في المسجد الأقصى لليوم الرابع، مكررا دعوته للحفاظ على الوضع القائم في المسجد.
وجددت المتحدثة باسم الاتحاد مايا كوسيانيسيتش دعوة الاتحاد إلى “احترام صارم للوضع القائم في الأماكن المقدسة”، منبهة إلى أن “أي تغيير في هذا الوضع ستكون له تداعيات خطيرة تزعزع الاستقرار”، وهو ما عبرت عنه أيضا الولايات المتحدة، والأمم المتحدة.
وأعلنت الرئاسة الفرنسية، في بيان صدر، مساء أمس، أن الرئيس فرانسوا أولاند، يعتبر أن أي محاولة لتغيير الوضع الحالي بالقدس ، المعتمد منذ عام 1967، سيحمل مخاطر زعزعة في المنطقة، مشيرا إلى تمسك فرنسا باحترام الأماكن المقدسة.
ودعا أولاند إلى إطلاق سريع لعجلة المفاوضات، لحل النزاع في إطار عملية سلام، ساهمت فرنسا في وضعها، من أجل إقامة دولة فلسطينية مستقلة وفاعلة، وذات سيادة، وتعيش بأمن وسلام إلى جانب إسرائيل.
تأهب في إسرائيل
وفي مواجهة الغضب الفلسطيني والدولي أعلن الجيش الإسرائيلي حالة تأهب، وقام صباح اليوم بنشر القبة الحديدية في محيط بلدة أشدود جنوب إسرائيل،
وصادقت الحكومة الإسرائيلية، اليوم الخميس 17 سبتمبر، على السماح لعناصر جيشها في القدس المحتلة، بإطلاق النار من قانصات من طراز “روغر” على ملقي الزجاجات الحارقة وغالبيتهم من الاطفال، كما هو متبع في الضفة الغربية
وأدت الاشتباكات في محيط المصلى القبلي إلى إصابة 26 فلسطينيا، واعتقال 8 أطفال من رماة الحجارة، في وقت أغلقت فيه بوابات المسجد أمام المصلين وسمح للمستوطنين والسياحِ الأجانب فقط بالدخول.