ذكرى 25 يناير.. كابوس يرعب النظام المصري

أطاحت ثورة 25 يناير بالرئيس المخلوع حسني مبارك

بينما كان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في الأقصر مع نظيره الصيني لإطلاق أنشطة ثقافية مشتركة، نقلت الكاميرات في نفس الوقت تفجيرا في حي الهرم، قالت وزارة الداخلية إنه نتج عن عبوات ناسفة تم وضعها في أحد الشقق التي هاجمتها قوات الأمن، ما أسفر عن مقتل عشرة أشخاص من بينهم 7 من رجال الشرطة .

ربما يمثل هذا التزامن جانبا من الصورة في مصر قبيل الذكرى الخامسة لثورة 25 يناير.

كان السيسي قد توجه للشباب الداعي لمظاهرات في ذكرى ثورة يناير الخامسة بالقول “أنت عايز تضيعها ـ يقصد مصر ـ ليه؟”، وذلك في خطابه بمناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف في ديسمبر/كانون الأول الماضي.

وتشهد القاهرة وعواصم المحافظات إجراءات أمنية غير مسبوقة قبيل ذكرى ثورة يناير، بالتزامن مع حملة واسعة في وسائل الإعلام والمؤسسات الدينية وحتى هيئة الأرصاد من التخويف من هذا اليوم، وتحريم التظاهر فيه.

وتتزامن الإجراءات الأمنية المشددة في الشوارع، كانتشار المدرعات والدبابات والقوات التابعة للجيش والشرطة، مع حملات اعتقال واسعة في عدد من المحافظات أسفرت عن اعتقال المئات من المعارضين والمناهضين للانقلاب العسكري الذي قاده الفريق أول ـ آنذاك ـ عبد الفتاح السيسي على الرئيس المعزول محمد مرسي في الثالث من يوليو/تموز 2013.

استرضاء موظفي القطاع العام

يأتي ذلك مع رفض مجلس النواب، والذي يهمين عليه ائتلاف موالي للسيسي، التصديق على قانون الخدمة المدنية، وهو القانون الذي من شانه أن يثير غضب حوالي 6 ملايين موظف لدى القطاع العام بالدولة،وعلى الرغم من إقراره 339 قانونا في أربعة أيام فقط.

حتى إن نوابا مؤيدون للسيسي أرجعوا سبب رفضهم للقانون بعدم تأليب ملايين المواطنين المنتمين للقطاع العام قبيل الذكرى الخامسة لثورة يناير، واحتمال أن يحملهم ذلك على الخروج في المظاهرات ضد النظام.

الطقس .. برد ورعد وبرق وعواصف

ولجأت هيئة الأرصاد الجوية إلى طريقتها الخاصة في وصف أجواء الذكرى الخامسة، إذ قالت على لسان رئيسها الدكتور أحمد عبدالعال إن مصر سوف تتعرض لموجة برد قاسية بدءًا من 25 يناير المقبل.

وشدد عبد العال على أن الرياح ستنشط لتصل أحيانا لحد العاصفة، ما يؤدى إلى تدهور الرؤية على كل الطرق، مؤكدا أن الطقس بصفة عامة عاصف وشديد البرودة على مدار الـ24 ساعة، خلال ذروة هذه الموجة أيام 24 و25 و 26 يناير.

التظاهر حرام

دينيا حذر وزير الأوقاف المصري محمد مختار جمعة من التظاهر في الذكرى الخامسة لثورة 25 يناير، مشيرا إلى فتوى دار الإفتاء المصرية بأن الدعوات للخروج في هذا اليوم وما قد يصحبه من أعمال تخريب “جريمة متكاملة وحرام شرعاً ومخالفة لمنهج ودين الله”.

جنينه.. الرد بعد 25 يناير

أما المستشار هشام جنينة، رئيس الجهاز المركزي للمحاسبات، فقد قال في تصريحات صحفية إنه لن يعلق على قرار لجنة تقصي الحقائق التي كالت له الاتهامات ردا على تقرير الجهاز عن حجم الفساد بمصر، إلا عقب 25 يناير “عشان الشارع ميسخنش”، على حد وصفه.

وكان جنينة قد كشف في تقرير أعده الجهاز أن تكلفة الفساد فى مصر خلال عام 2015 بلغت 600 مليار جنيه.

الإعلام: الأمن مقدم على الحرية

إعلاميا تبنى وسائل الإعلام المرئية والمقروءة بشقيه الحكومي والخاص، خطابا يدعو لعدم التظاهر في ذكرى 25 يناير بدعوى الحفاظ على الدولة والاستقرار.

وكتب الصحفي مجدي الجلاد، في مقال بصحفية المصري اليوم، “سنحتفل بالأمن حتى لو لم تكن الحرية كاملة.. سنحتفل حتى لو كانت هناك تجاوزات من بعض ضباط وأفراد الشرطة.. ربما لأن الأمن مُقدَّم على الحرية.. وربما لأن الاستقرار حتماً سيأتى بالحرية”

أما البرلماني والصحفي مصطفى بكري، الملقب برجل كل العصور، فبكى وأجهش بالبكاء خلال مشاركته في أحد البرامج التليفزيونية، مؤكدا أن السيسي يتحمل المسؤولية ويتصدى للإرهاب الدولي وإرهاب الإخوان وهو يستحق أن يتم تشجيعه، متابعًا وهو يبكي: “وإلا نجيب نبي بقا وهنطلع فيه مشاكل”.

تبدو الاستعدادات الحكومية والتخوفات لدى الأجهزة الأمنية في مصر أكبر من سابقتها خلال ذكرى ثورة 25 يناير، في ظل مشهد معقد يصعب التنبؤ عما تؤول إليه الأحداث في مصر.

 

المصدر : الجزيرة مباشر