25 يناير .. حين تَغنَّى الميدان بـ”نَمِرة” و”جمال”

25 يناير 2011.. قبل هذا التاريخ على مدار 30 عامًا كان الفن والإعلام المصري يتباهى ببطولات الرئيس (المخلوع) مبارك كصاحب أول ضربة جوية في حرب أكتوبر 1973، وبعد هذا التاريخ انتهى عصر “اخترناك” وبدأ عصر “خلعناك” وانفجرت مع ثورة المصريين ثورة أخرى من أغنيات حفرت نفسها بقوة في كل ميادين المحروسة .. وبعد 5 سنوات أين هي الآن وأين من تغنوا بها؟
“يا بلادي يا بلادي أنا بحبك يا بلادي.. قولوا لأمي متزعليش وحياتي عندك متعيطيش قوليلها معلش يا أمي أموت أموت وبلدنا تعيش” من منا لا يتذكر تلك الكلمات التي أبكت ملايين المصريين على شباب في الريعان فقدتهم أمهاتهم لأن السلطة الحاكمة في مصر أرادت ذلك .. ماتوا من أجل الحرية والكرامة. فوجه عزيز الشافعي ورامي جمال كلماتهم إلى كل أمهات شهداء ثورة يناير، والآن بعد 5 سنوات اختفت تلك الأغنية تقريباً من الميادين.
![]() |
وحين نذكر الثورة لابد أن نتذكر أيضاً أغنية “صوت الحرية” التي قدمها فريق وسط البلد “في كل شارع في بلادي …صوت الحرية بينادي”، وهي من أفضل الأغاني لدى الثوار، وشارك فيها جزء من الثوار انفسهم بالغناء والظهور، وكانت الأوسع انتشاراً أثناء الثورة، أيضا اختفت من الاعلام المصري.
وأغنيات أخرى مثل “يا الميدان” التي عادت بها عايدة الأيوبي وفريق كايروكي إلى الساحة الفنية داعمة للثورة ومشاعر الثوار.. و”اثبت مكانك” هذه الأغنية التي أهدها فريق كايروكي إلى كل من ضحى وقدم كل عزيز لديه من أجل الثورة، و”إزاى” للكينج محمد منير التي سجلها قبل الثورة بفترة؛ ولكن لم يتم عرضها، وجاءت كلماتها متناسبة مع الأحداث فتميزت بسرعة التفاعل والانتشار الواسع.
أيضاً أغنيات “مصر قالت” لعمرو دياب، شهداء 25 يناير تامر حسنى، مطرب الجيل الذى أفقده موقفه الأول من الثورة لقبه بعد دفاعه عن مبارك، وأغنيات “شهداء 25 يناير” لحمادة هلال، “25 يناير” لأحمد مكي ومحمد محسن، و”الراجل اللى واقف ورا عمر سليمان” وهى أغنية من فئة الراب لمجموعة من الهواة تتحدث عن حسين شريف، قائد المجموعة 64 قتال من القوات الخاصة الذى أثار فضول المصريين بعد ظهوره خلف نائب الرئيس المخلوع أثناء إلقائه بيان تنحي مبارك عن السلطة.
كل تلك الأغنيات التي جمعت الثوار وعبرت عن مشاعرهم اختفت من الميادين تباعاً، ليس ذلك فحسب بل وصل الأمر إلى منع أغنيات واحد من أبرز من تغنى للثورة (حمزة نمرة) من الإذاعة أو البث عبر الإعلام المصري، حينما أصدر عبدالرحمن رشاد، رئيس الإذاعة المصرية في نوفمبر/تشرين الثاني 2014، قراراً بمنع بث أغنيات الفنان حمزة نمرة على شبكات الإذاعة، لمعارضته للنظام الحاكم في مصر.
![]() |
حمزة نمرة |
ومن المعروف أن حمزة نمرة أطلق ألبومه إنسان في 2011 ليتصدر المبيعات آنذاك، وفيه تغنى للإنسانية ومصر التي يحلم بها، والحنين للوطن حين غنى “تذكرتي رايج جاي”، وهيلا هيلا، وحاصر حصارك، الوشوش، احلم معايا، بلدي يا بلدي، ابن الوطن، اسمي مصر.
بعدها غنى “لسة العدل غياب” إبان حكم المجلس العسكري، ثم “الميدان” في 2013، ثم “أقولك إيه” وكان بمثابة النداء الأخير يعبر بها عن حبه لمصر وخوفه عليها ورفضه للكراهية والقتل واعتزازه بثورة يناير، ولا أحد يعرف متى تعود أغنيات حمزة نمرة للميدان من جديد؟
وفي نفس العام 2014 استضافت مدينة مالمو السويدية رامي عصام، احد مطربي ثورة يناير، لمدة سنتين، في “لجوء سياسي” هرباً من التعذيب الذي تعرض له في عهد السيسي.. وكان رامي عصام، قد استمر في النشاط ضد السلطة، لكنه منذ وصول السيسي إلى الحكم مُنِعَ من الغناء، وتعرض للتوقيف والتحقيق أكثر من مرّة.
وفي ظل هذا الغياب المقصود ربما، ظهرت في عهد السيسي أغنيات أخرى تمجد السيسي وتبارك حكمه وكان أبرزها على الإطلاق “تسلم الأيادي”، وانفجرت بعدها سلسلة من الأغنيات التي تحض على الكراهية وتحاول بكل الطرق إثبات أنه لا ثورة ليناير وإنما الثورة كانت برعاية السيسي.. وهكذا كل يغني على ليلاه… فهل يستعيد الشعب ثورته.. ثورة يناير؟