أطفال سيناء.. براءة في مواجهة الدم والنار

![]() |
الطفلة مريم (المرصد السيناوي) |
تلك الصورة للطفلة “مريم” التي تبلغ من العمر 10 سنوات مصابة نتيجة القصف المدفعي من قبل الجيش المصري والذي أودي بحياة 4 أطفال الخميس الماضي غرب رفح بسيناء مصر.
“مريم” مهددة بفقد بصرها نتيجة إصابة عينيها بشظايا.. ليست مريم وحدها مهددة بالإصابة أو القتل، فبحسب المرصد السيناوي لحقوق الإنسان، دفع 21 مدنياً (بينهم 10 اطفال و3 نساء) في يناير المنصرم أرواحهم ضريبة “الحرب على الإرهاب”.
ولعل أبرز ضحايا حرب سيناء من المدنيين هم الأطفال، الذين تغتال بشاعة الحرب الدائرة حولهم براءة سنواتهم الأولى، فيما يبدو أنه ضريبة إجبارية فرضتها عليهم صلة الميلاد بأرض الفيروز التي يبدو أن قدرها الاصطباغ بالدم.
وقد أشار المرصد السيناوي إلى أن 86 طفلاً قُضوا خلال العامين المنصرمين، وعلى الرغم من أن أطفال سيناء ليسوا طرفاً في الصراع أو تداعياته؛ إلا أنهم أكثر من يدفع الثمن ويعاني ويلات صراع الدم المتنامي، سواء باستهدافهم مباشرة خلال عمليات الجيش ضد المسلحين أو المداهمات الأمنية، فيسقطون بين فكي الرحى، ليسقط من حانت ساعته شهيداً، ويبقي من زال في عمره بقية يعاني آثار ما بعد الصدمة.
فضلاً عن تبعات الوضع المضطرب على المدنيين، والتي تبدأ الحرمان من حقوقهم الأساسية، في المسكن والغذاء والتعليم والرعاية الصحية، وصولاً إلى وقوعهم داخل مسرح عمليات مسلحة -رغماً عنهم- مع ما يترتب عن ذلك من آثار نفسية وعصبية تفوق قدرة سنوات عمرهم المعدودة على الاحتمال.
![]() |
أطفال سيناء |
العشرات من أطفال قرى جنوب الشيخ زويد ورفح تحولوا إلى أبطال قصص مأسوية، تدور أحداثها بين منازل مهدمة، إثر القصف الجوي والمدفعي للجيش علي مدار عامين ونصف العام في إطار حملات عسكرية مستمرة ضد ما يصفها الجيش بؤر إرهابية لتصل حصيلة ضحايا الحرب إلى أكثر من 120 طفلاً بين شهيد وجريح.
بعض هؤلاء الأطفال فقد أسرته بالكامل بسبب استهداف منازلهم بصواريخ الهيل فير التي تقصف من طائرات الأباتشي وطائرات بدون طيار، وهناك من فقدوا والدهم في هجمات شنها تنظيم ولاية سيناء المسلح، ومنهم أطفال سائق السيارة التي كانت تقل القضاة في مدينة العريش الذى قتل برصاص المسلحين وترك 5 أطفال صغار فقدوا والدهم وعائلهم الوحيد فقدوا معه تلك الطفولة المتشبثة بثياب الآباء كباقي الأطفال .
وأسر بالكامل قضت نحبها في تلك المناطق، في مجازر وصفت بالمروعة تناقلتها وسائل الإعلام في وقتها مثل عائلة الهبيدى التي استشهد منها ثمانية أطفال في أعمار متفاوتة لم يتجاوز أكبرهم الخامسة عشرة من عمره، بالإضافة لـ 7 أطفال آخرين من عائلة أبو فريح 4 آخرين من عائلة الوحشي، وغيرهم العشرات، دون أن تهتم الدولة بهؤلاء الضحايا أو تتدخل لحماية براءتهم، بل ولم تعترف حتي الآن بقتل مدني واحد بسيناء.
الحربة الدائرة على أرض سيناء حرمت آلاف الأطفال من حياتهم الطبيعية؛ حيث تركوا منازلهم ورحلوا عن ديارهم نازحين بسبب القصف الجوي والمدفعي المستمر تارة وتارة بسبب الاشتباكات المسلحة بين الجيش وعناصر التنظيم هرب الأهالي من أتون الحرب في انتظار المجهول.
حرموا من العيش مثل باقي أطفال العالم، حرموا من التعليم، واضطروا الى الرحيل عن منازلهم وديار عائلاتهم، أملاً في النجاة من واقع مرير، دون أمل في مستقبل أفضل، حتى اللحظة.
![]() |
االمرصد السيناوي لحقوق الإنسان (فيسبوك) |