“البعوضة المصرية” ، إرهابي يهدد العالم ..


بقدر صغر حجمها ، بقدر ما تنشر الرعب في العالم ، فهذا المخلوق الضعيف يعد تهديدا مباشرا لاستمرار البشرية بأسرها ، إنها “البعوضة المصرية” ، والتي أثبتت الأبحاث مسئوليتها عن الإصابة بفيروس زيكا الذى يغزو أوروبا الآن بعد الأمريكتين، والذى كانت فرنسا أولى محطاته في أوروبا .
أكثر من مائة حالة إصابة بفيروس زيكا وأكثر من ألف حالة اشتباه تم تسجيلها فى مدينة مارتينيك الفرنسية، مما أدى إلى رفع حالة التـأهب من المستوى الثالث للتصدى لهذا الفيروس، أما فى إسبانيا فإن هذا الفيروس لا يسبب قلقا سوى بعض المخاوف أن تأتى عدوى من الخارج.
فى الولايات المتحدة الأمريكية، حذرت السلطات النساء الحوامل من زيارة دول الكاريبى وأمريكا اللاتينية، خوفا من الإصابة بالفيروس، مشيرة إلى أن واشنطن بات لديها مخاوف مؤكدة من وصول فيروس زيكا إليها من دول أمريكا اللاتينية، لاسيما وأن السلطات الصحية في هاواي أكدت في وقت سابق وجود رضيع يعانى من تلف فى المخ بسبب إصابته بالفيروس فى البرازيل فى مايو 2015
وفي ولاية فلوريدا ظهرت 3 إصابات بالفيروس ، ما دعا مراكز صحية رسمية في الولايات المتحدة لإطلاق تحذيرات للنساء الحوامل – بغض النظر عن مدى تقدم حملهن – بتجنب القيام برحلات لمناطق تم تحديدها في التحذير وهي جويانا ومارتينيك وبورتوريكو والبرازيل وكولومبيا والسلفادور وجواتيمالا وهايتى وهندوراس والمكسيك وباراجواى وبنما وسورينام وفنزويلا. – وهي مناطق ترى السلطات الأمريكية أنها تعد بيئة نموذجية لاحتضان الفيروس.
وفيما بات انتشار فيروس زيكا شبة مؤكدا في الأمريكتين بدأ الرئيس الأمريكي باراك أوباما تحركات سياسية وتنسيقية قد يكون من شأنها احتواء بعضا من القلق بشأن هذا الانتشار ، فقام أوباما باتصال هاتفي مع رئيسة البرازيل ديلما روسيف اتفقا خلاله على أهمية التعاون لتعزيز الأبحاث العلمية وسرعة تطوير الأمصال ووسائل التكنولوجيا لمكافحة فيروس زيكا، كما توصل أوباما وروسيف إلى اتفاق على ضرورة بناء شبكات محلية وإقليمية ودولية لمواجهة التهديدات من انتشار مثل هذه الأوبئة.
كانت رئيس البرازيل أعلنت عن حشد نحو مائتي ألف جندي من قوات الجيش لخوض معارك “من بيت إلى بيت” ضد انتشار بعوض ” الزاعجة المصرية” والتي تنشر أكثر الفيروسات تشويها للمواليد، وهو “زيكا” الشهير.
هذا الحشد كان قد سبقه تسلم رئيسة البلاد ديلما روسّيف، تقريراً وصفته وسائل إعلام بأنه الأخطر، حيث يؤكد التقرير – الذي أعده خبراء وزارة الصحة البرازيلية، – ولادة 3893 طفلاً، رؤوس جميعهم صغيرة ما يعني إصابتهم بالفيروس القاتل.
ومع انتشار ذلك الفيروس “الإرهابي” سريع الانتشار، والعدائي ، اضطرت السلفادور على أن تطلب من نسائها “عدم إنجاب الأطفال حتى عام 2018 على الأقل ، وعلى ذات النسق قامت كولومبيا بذات الأمر مع مواطنيها ، كما قامن كولومبيا بنشر ذات التحذير.
وفي ما يشبه دق ناقوس للخطر، أعلنت منظمة الصحة العالمية عن عقد اجتماع طارئ في الأول من فبراير بعد تسجيل انتشار سريع للفيروس في القارة الأميركية، والتي لم تخف تخوفاتها من تحول الإصابة بالفيروس إلى حالة وبائية يمكن أن تنتشر على المستوى العالمي، وفي خطوة في سبيل السيطرة على المرض ، أعربت السلطات المعنية في الولايات المتحدة عن أملها في بدء تجريب لقاح بشري ضد المرض بنهاية العام الجاري.
وما بين تحذيرات متشائمة من منظمة الصحة العالمية ، وإجراءات احترازية واهنة من الدول التي يجتاحها الفيروس ، تحاول مختلف بلدان العالم أن تضع إجراءات قد تجدي أو لا تجدي في مواجهة هذا الفيروس .