مصر: تسمم الطلاب فتوقفت الوجبات وغاب المتسبب

تكرار حالات التسمم في مصر خلال السنوات الأخيرة

بعد تسمم حوالي 5 آلاف طالب إثر تناولهم الوجبات المدرسية في مصر، قررت الحكومة وقف توزيع الوجبات حتى بداية العام القادم، بدلا من إجراء تحقيق ومعاقبة المسؤولين.

وقد بلغ عدد طلاب المدارس الذين تعرضوا للتسمم في مارس/آذار الماضي 4650 طالبًا وطالبة، في مقابل 4966 ظهرت عليهم ذات الأعراض منذ بداية العام الدراسي، سبتمبر/أيلول الماضي.

وكان رئيس قطاع الطب الوقائي بوزارة الصحة المصرية، قد رفض الربط ما بين حوادث تسمم الطلاب، والوجبات المدرسية، وخرج وزير التربية والتعليم في مؤتمر صحفي، نافيا أي علاقة بين وجبات التغذية المدرسية وحالات تسمم الطلاب، مفسرا ما حدث بأن هناك من يروجون لتكرار حوادث الاشتباه في التسمم بمدارس مصر، مع قرب طرح مناقصة توريد التغذية المدرسية، ولم تقدم الحكومة أي تفسير واضح لآلام الطلاب، التي ظهرت بعد تناولهم الوجبات.

وبعد اجتماع مجموعة العمل المعنية بمراجعة منظومة التغذية المدرسية برئاسة رئيس مجلس الوزراء شريف اسماعيل نهاية مارس/آذار الماضي، تقرر الاستمرار في وقف صرف وتوزيع الوجبات المدرسية خلال الأسابيع القليلة المتبقية من العام الدراسي الحالي، على أن يستكمل التوزيع اعتباراً من العام الدراسي المقبل.

شروط الصندوق

وقال عضو برلماني سابق للجزيرة مباشر إن قرار الحكومة يأتي ضمن خطتها لخفض الدعم استجابة لشروط صندوق النقد الدولي حيث اشترط الصندوق على مصر خفض الدعم في الموازنة العامة للدولة ضمن مجموعة شروط أخرى للموافقة على منح مصر قرضا بقيمة 12 مليار دولار على مدى ثلاث سنوات؛ فهل جاء إلغاء الوجبات المدرسية ضمن بنود خفض الدعم؟

ويؤكد هذا الاتجاه أن بعض أعضاء البرلمان الحالي طالبوا بإلغاء التغذية المدرسية بزعم أن “التغذية المدرسية الحالية إهدار للمال العام، ولا بد من إلغائها واستبدالها بأي شيء آخر ينتفع منه الطلبة، بينما رفض وكيل لجنة التعليم بالبرلمان، إلغاء بند التغذية المدرسية من الموازنة العامة للدولة، مؤكدًا أن الإلغاء ليس حلا للأزمة، قائلا “يجب الكشف عن حقيقة ما يحدث ومحاسبة المسؤولين عن حالات التسمم بدلا من السلبية والهروب من المسؤولية”.

أمر مباشر للجيش

كانت وزارة التربية والتعليم قد تعاقدت بالأمر المباشر مع جهاز الخدمة الوطنية التابع للقوات المسلحة لتوريد وجبات التغذية المدرسية خلال العام الدراسي الحالي 2016 -2017، بمواصفات ومكونات معينة، ويتم توزيعها على المدارس الحكومية التابعة للوزارة لمرحلة رياض الأطفال والمرحلة الابتدائية، بينما كانت الوزارة قبل ذلك  تعلن في الجرائد الرسمية عن مناقصات عامة لتوريد الوجبات إلى المدارس في 27 مديرية للتربية والتعليم بالمحافظات، وتختار من بينها أفضل الأسعار”.

وتحمل أغلفة وجبات التغذية المدرسية، شعار “تحيا مصر”، وتنويها يقول “معبأ خصيصا لصالح جهاز مشروعات الخدمة الوطنية ق.م” (القوات المسلحة)، وتبلغ تكلفة الوجبات المدرسية للعام الجاري، ملياراً ومائة مليون جنيه (الدولار يساوي 18 جنيها) وتقدم على مدار 150 يومًا هي عدد أيام السنة الدراسية ، ويساهم برنامج الغذاء العالمي بمبلغ 13 مليون يورو لتوزيع الوجبات المدرسية للعام الدراسي الحالي والمقبل.

أهمية متزايدة

وفي ظل زيادة معدلات الفقر تزداد أهمية التغذية المدرسية ومساهمتها فى نمو أطفال المدارس .

وقد بدأت التغذية المدرسية بإصدار قانون 25 لسنة 1942 والذى يلزم الدولة بتوفير النفقات اللازمة للتغذية لمراحل التعليم الأولية، وعليه توفر وزارة التربية والتعليم الوجبات الغذائية للمدارس فى جميع المحافظات، بهدف توفير دعم غير مباشر للأسر الفقيرة، والمساعدة فى علاج بعض الأمراض مثل نقص الحديد واليود وزيادة التركيز والقدرة على الاستيعاب، والحد من ظاهرة التسرب من التعليم.

وهناك عدة أنواع من الوجبات المقدمة، وهى وجبة مطهوة تقدم لتلاميذ المدارس الداخلية (الصم والبكم والإعاقة الفكرية)، ووجبة جافة للتعليم الإعدادى والثانوي، وفطيرة محشوة بالعجوة لتلاميذ التعليم الأساسي، بالإضافة إلى ألبان معقمة ومعبأة لتلاميذ رياض الأطفال والابتدائي، وبسكويت 80 غراما لتلاميذ مدارس المرحلة الابتدائية، وبسكويت 50 غراما لرياض الأطفال، وقد أوصى المعهد القومى للتغذية بتقديم هذه الوجبات بعد دراسات عدة، وتوفر التغذية المدرسية للأطفال من 10 إلى 12% من احتياجاتهم الغذائية المطلوبة.

وبدلا من زيادة الوجبات من حيث الكم والجودة، ومعاقبة المسؤولين عن تسمم آلاف التلاميذ، قررت الحكومة معاقبة التلاميذ بحرمانهم منها، ويحيا العدل.

المصدر : الجزيرة مباشر

إعلان