بعد تعثر الخصخصة.. ماذا تبقى من رؤية “ابن سلمان” 2030؟

تحول عقبات كثيرة دون تحقق رؤية المملكة 2030، بعد عامين من إطلاقها على يد ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، في 25 أبريل/ نيسان 2016.

وتهدف رؤية “المملكة 2030” لتحويل السعودية إلى قوة استثمارية عالمية تنهي “إدمان” المملكة للنفط واعتمادها عليه كمحرك رئيسي للاقتصاد، حسب تعبير بن سلمان.

ومن أبرز ملامح رؤية 2030، برنامج للخصخصة اعتبر الأضخم في تاريخ المملكة بقيمة 300 مليار دولار، يشمل طرح 5% من أسهم عملاق النفط أرامكو السعودية، وزيادة الإيرادات غير النفطية إلى 600 مليار ريال (160 مليار دولار) بحلول عام 2020، وإلى تريليون ريال بحلول عام 2030، وزيادة مشاركة القطاع الخاص في الاقتصاد إلى 60 % من 40%.

فبعد يومين فقط من إعلان السعودية توقف خصخصة قطاع الصحة، إذ أكدت صحيفة عكاظ سعودية أول أمس الإثنين أن توجيهات عليا صدرت لوزارة الصحة بإيقاف برنامج الخصخصة حتى إشعار آخر، وقالت إن وزير الصحة توفيق الربيعة أبلغ موظفي الصحة بإيقاف برنامج الخصخصة بتوجيهات عليا تلقتها الوزارة، لعدم وضوح إجراءات لجان وزارة الصحة.

وذكرت وكالة رويترز الأربعاء أن السعودية علقت خطط خصخصة مطار الملك خالد الدولي بالرياض، ثاني أكبر مطار في المملكة.

وفي يوليو/ تموز الماضي أبلغت مصادر وكالة رويترز بأن الحكومة عينت “غولدمان ساكس” لإدارة خطط شركة الطيران المدني السعودي القابضة لبيع حصة أقلية في مطار الرياض، وقال مصدر مطلع على المسألة إنه جرى تعليق عملية الخصخصة.

في مطلع ديسمبر/ كانون أول الماضي قالت السعودية إنها تهدف لجمع نحو 200 مليار دولار في السنوات المقبلة من خلال برامج خصخصة في 16 قطاعا، منها: مؤسسة البريد السعودي، والمؤسسة العامة للحبوب، التي تتولى مسؤولية شراء الحبوب للمملكة، من خلال بيع أنشطة الطحن بينما تحتفظ بأنشطة أخرى.

وفي مجال الرياضة تم اختيار شركة جدوى للاستثمار، وهو بنك استثماري سعودي، لتقديم المشورة في خصخصة خمسة أندية لكرة القدم في الدوري السعودي للمحترفين.

وبالنسبة للمطارات: قال رئيس مجلس إدارة شركة الطيران المدني السعودي لرويترز إن الشركة تتجه لتحويل 27 مطارا إلى شركات خاصة بحلول منتصف 2018. وفي يوليو/ تموز الماضي قالت رويترز إنه جرى تعيين غولدمان ساكس لإدارة عملية بيع حصة أقلية في مطار الملك خالد الدولي بالرياض، وهي أول عملية خصخصة كبيرة لمطار في المملكة، وفي أبريل/ نيسان، تمت ترسية عقد لتشغيل مطار الملك عبد العزيز الدولي في جدة على مجموعة شانجي السنغافورية للمطارات لمدة تصل إلى 20 عاما.

كما بدأت شركة الطيران السعودية بيع أنشطة الخدمات الطبية في جدة، والتي تقدر قيمتها بنحو 500 مليون دولار.

وفي مجال الرعاية الصحية: قال مسؤول في وقت سابق إن أحد أول الأصول التي يتم خصخصتها هو مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث في الرياض، وهو أحد أكبر المستشفيات في المملكة، كما تلقت وزارة الصحة أيضا ستة عروض على الأقل لتقديم المشورة المالية في عملية خصخصة 55 مركزا للرعاية الصحية الأولية في الرياض.

وفي مجال التعليم: فوضت السعودية بنك إتش.إس.بي.سي للاضطلاع بدور المستشار المالي في خصخصة بناء وإدارة منشآت تعليمية.:

بينما تخطط الرياض لتقسيم شركة الكهرباء السعودية التي تسيطر عليها الدولة إلى شركات منفصلة تطرح إما على المواطنين من خلال طروح عامة أولية أو على الشركاء المحليين والدوليين من الشركات، وكذلك المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة التي تعمل في التحلية وإنتاج الكهرباء.