حكايات التعذيب.. شهادة طالب أمريكي اعتُقل في احتجاجات مصر

مظاهرات في ميدان التحرير بوسط العاصمة المصرية للمطالبة بإسقاط السيسي
مظاهرات العام الماضي في ميدان التحرير بوسط العاصمة المصرية للمطالبة بإسقاط السيسي

نقلت الإذاعة الوطنية الأمريكي NPR تفاصيل جديدة حول اعتقال وتعذيب أجانب ومصريين اعتقلتهم الشرطة في سياق الحملة الأمنية للتصدي لمتظاهري 20 سبتمبر/أيلول ضد الرئيس عبدالفتاح السيسي.

طالب أمريكي يروي ما جري
  • الإذاعة سردت تفاصيل ما تعرض له أحد الطلاب الأمريكيين الذي قضي 4 أيام في السجون المصرية، بعدما قُبض عليه وهو يسير في منطقة وسط البلد بالقاهرة، وتفتيش موبايله، خلال قمع مظاهرات 20 سبتمبر الماضي.
  • الأسبوع الماضي، أمرت جامعة أدنبرة البريطانية، 9 من طلابها كانوا في بعثات دراسية مع الجامعة الأمريكية في القاهرة بالعودة وعدم استكمال دراستهم بعد اعتقال بعضهم، بينهم هذا الطالب الامريكي.

  • الطالب “آرون بوهم” قال في شهادته للمذيعة “ميريت كينيدي”، إنه كان يسير في أحد الشوارع وسط العاصمة المصرية مع صديق عندما اقترب منهما رجال شرطة بملابس مدنية، وأوقفوهما وطلبوا تفتيش هواتفهما النقالة، ثم اعتقلوهما.
  • “بوهم” القادم من مدينة ديترويت الأمريكية لمصر ضمن برنامج الدراسة بجامعة أدنبرة بالخارج، أوضح أن المسؤول الأمني الذي فتش هاتفه وجد أنه أرسل رسائل إخبارية إلى أصدقائه في الولايات المتحدة حول ما يجري في مصر، فأمر بالقبض عليه ووضعه في سيارة الشرطة.
  • الطالب الأمريكي قال “كنتُ معصوب العينين لمدة من 15 إلى 17 ساعة، وبعدها استجواب لساعات وجرى اتهامي بالتجسس”، وبعدها وُضع في زنزانة مع أربعة أجانب آخرين.
  • “بوهم” ذكر أن الشرطة كانت تلقى له قطعتين من الخبز يوميًا وتعطيه قليلًا من الماء.
  • الطالب الأمريكي أشار إلى رفض الأمن المصري السماح له أن يتصل بسفارته أو عائلته، وكانوا يسخرون منه قائلين: “هل تريد التحدث مع عائلتك؟ ها هو هاتفك”، ثم يعطوننا سيجارة بدلًا من ذلك، ويفعلون ذلك عدة مرات يوميًا، وهم يضحكون، ويهددونه بالتعذيب بالكهرباء.
  • المذيعة “ميريت كينيدي”: رغم أن الطالب بوهم لم يتعرض للإيذاء البدني، إلا أنه قال إن علامات التعذيب على أجساد السجناء الآخرين كانت ظاهرة، “رأيت دماء وهراوى/عصى مخضبة بالدماء وكان بالإمكان سماع الصرخات داخل غرف التحقيق”.
  • “بوهم” كشف أنه اعتقل في زنزانة مع 30 آخرين من غير المصريين، منهم إريتريون ويمنيون وسودانيون وأردنيون، وبعضهم كان مصابًا بجروح وأكدوا تعرضهم للضرب على أيدي الشرطة المصرية.
  • بعد يومين من اعتقاله، نُقل “بوهم” إلى مركز احتجاز آخر، والتقى بمسؤول من السفارة الأمريكية، بعدما أبلغ صديقه الذي كان معه جامعته، ثم نقل إلى طائرة للسفر خارج مصر.
  • “بوهم”: أعرف سبب إطلاقهم سراحي “لأن لدي حكومة قوية تقف ورائي”، ولذلك أنا حزين على مصير آلاف المحتجزين المصريين الذين يتعرضون للتعذيب.
استمع لشهادة الطالب الأمريكي عن التعذيب في مصر من هنا
ليس وحده
  • كانت مصر قد اعتقلت أيضًا طالبا سودانيا، وأردنيين حضرا لمصر لتعلم فن السينما، ومواطنا هولنديا، ثم أطلقت سراحهم وروى كل منهم لوسائل الإعلام في بلاده كيف جري تهديد بعضهم والاعتداء عليهم كي يعترفوا كذبا بأنهم جاؤوا إلى مصر للقيام بأعمال عنف لصالح جماعة الإخوان المسلمين.
  • الطالب الامريكي المعتقل كان ضمن 9 طلاب أرسلتهم جامعة أدنبرة البريطانية للقاهرة، في بعثة تبادل دراسي ثم أمرتهم بالعودة إلى ديارهم بسبب مخاوف الجامعة من أن يواجهوا مصير جوليو ريجيني، وقالت الجامعة إن اثنين من هؤلاء الطلاب اُحتجزا ثم أُطلق سراحهما من قِبل السلطات المصرية.
  • جامعة أدنبرة أوضحت أن المؤسسة “تشعر بقلق بالغ” وأن لديها عددا من برامج التبادل مع جامعات أخرى في العالم، بما في ذلك الجامعة الأمريكية في القاهرة، والتي تستضيف طلاب الدراسات الإسلامية والشرق أوسطية الزائرين، ولكنها قررت الغاء التبادل مع مصر.
  • في أبريل/نيسان الماضي، حذر مجلس الحريات الأكاديمية طلاب الشرق الأوسط (ميسا) المشرف على سفر الطلاب الأجانب لمصر ودول الشرق الاوسط للدراسة والبحث، أي طالب أجنبي من السفر لمصر مؤكدًا أن “الأجهزة الأمنية المصرية هي مصدر الخطر على حياة وسلامة الأكاديميين”.
  • التقرير: ما زلنا نعتقد أن هناك ما يدعو للقلق الشديد بشأن سلامة الباحثين الأكاديميين في مصر، وقلقنا هو أن يذهب غير المصريين إلى زملائهم الطلاب والباحثين المصر يين ولأولئك الذين قد نسعى للتعاون معهم أو المشاركة في بحثنا ثم يتعرضون للأذى.
متظاهرون يطالبون برحيل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي (غيتي)
خلفيات
  • دبلوماسي مصر قال إن الخارجية المصرية استشعرت حرجًا كبيرًا في الفترة الأخيرة في أعقاب اعتقال أجهزة أمن طلابا ومواطنين أجانب وعربا بدعاوي أنهم “جواسيس” ما شوه صورة مصر خارجيًا وسلط الأضواء على ممارسات حقوق الإنسان في مصر.
  • الدبلوماسي الذي رفض ذكر اسمه، قال لـ “الجزيرة مباشر” إن الخارجية اضطرت للتدخل وإصدار بيانات تزعم فيها أنه تم اعتقال وترحيل هؤلاء الأجانب والعرب بسبب ممارسات غير قانونية، للتغطية على عمليات الاعتقال العشوائية، واحتجاجات السفارات الأجنبية والعربية.
  • على غير العادة، انتقد المجلس القومي لحقوق الإنسان بمصر (حكومي)، تفتيش هواتف المارة في الشوارع، وقال إنه “يخالف نصوص الدستور التي تضفي حماية على حرمة الحياة الخاصة، وتحصن مراسلات المواطنين واتصالاتهم”.
  • وزارة الداخلية المصرية انتقدت بيان المجلس الحكومي بزعم أن ما جاء فيه “اعتمد على معلومات مصادر غير موثوق بها تسعى لإحداث نوع من البلبلة والتوتر في الشارع المصري”.
  • في العشرين من سبتمبر/أيلول الماضي، اندلعت في القاهرة وعموم مصر احتجاجات وصفت بالنادرة، دعا إليها الفنان ورجل الأعمال المصري محمد علي، للمطالبة برحيل السيسي.
  • محمد علي كان قد بث سلسلة فيديوهات -تفاعل معها ملايين المصريين- اتهم فيها السيسي وزوجته انتصار وابنهما محمود وقيادات في الجيش، بالفساد وإهدار المال العام لصالح الرفاهية وبناء قصور رئاسية.
المصدر : الجزيرة مباشر

إعلان