تقرير: حرب اليمن دمرت قدرات جيشه الوطني وجعلته متعدد الولاءات

Published On 1/11/2019
يعيش الجيش الوطني في اليمن أخطر المراحل، جراء الحرب التي أثرت في قدراته، وأحدثت به استقطاباً حاداً، وتعدداً في الولاءات، وفق تقرير أعده مركز الجزيرة للدراسات.
استعرض التقرير التحديات التي تواجه الجيش الوطني في اليمن، والمتطلبات التي يحتاجها راهنًا ومستقبلًا، ليسهم بدوره المنتظر في إقرار الأمن والدفاع عن وحدة واستقلال أراضيه.
أبرز ما ذكره التقرير
محطات تطور الجيش اليمني
- الجيش اليمني مر بمحطات كثيرة في تاريخه، تعرض خلالها لإعادة تشكيله، خاصة في أعقاب الحروب والصراعات التي خاضها.
- تركت تلك الحروب على الجيش اليمني آثاراً عديدة، سواء من ناحية التكوين البشري أو القدرات العسكرية والاستعدادات القتالية.
- مع كل مرحلة يصنعها تحول سياسي في شطري البلاد، طرأ على الجيش تغيرات في نسيجه البشري، وأسماء وحداته العسكرية، وقادتها.
- خلَق وضع اليمن في دولتين، مناخًا تنافسيًّا بينهما، وأحيانًا عدائيًّا، واستدعى معه صدامات مسلَّحة بين جيشي الدولتين.
- تجلت مظاهر هذا التنافس في سباق التسلح بينهما، غير أن الجنوب استطاع أن يكون أكثر تفوقًا في قواته البحرية، والجوية، والدفاع الجوي.
- جيش الجمهورية اليمنية، تشكل بموجب الوحدة الاندماجية، التي جمعت بين شطري البلاد، شمالها وجنوبها، في 22 مايو/أيار 1990.
- بتحقق الوحدة بين الشطرين، الشمالي (عاصمته صنعاء)، والجنوبي (عاصمته عدن)، اندمج جيشا الشطرين، شكليًّا، في جيش واحد.
- بات ذلك الجيش رقمًا صعبًا في منطقة الجزيرة العربية، وعلى مستوى الإقليم، لاسيما مع امتلاكه منظومة صواريخ باليستية.
- احتل الجيش اليمني، عام 2014، المرتبة السادسة عربيًّا، والخامسة والأربعين عالميًّا، بناء على معايير القوة العسكرية وعدد السكان.
صنوف الجيش وعقيدته العسكرية
- تشكَّل الجيش اليمني، خلال مراحل مختلفة، في ثلاثة صنوف وهي القوات البرية، والبحرية، والقوات الجوية.
- ظل هذا التقسيم سائدًا حتى عام 2013؛ حيث أُضيف إلى هذه القوات صنف رابع، هو قوات حرس الحدود.
- تشكل حرس الحدود في سياق خطة إعادة هيكلة الجيش، التي تبنَّاها الرئيس، عبد ربه منصور هادي.
- العقيدة العسكرية للجيش، فيما يتعلق بالتسليح والتدريب، كانت تدور في فلك حلف وارسو الذي تتزعمه روسيا.
- كانت هناك مظاهر انفتاح محدودة نحو حلف شمال الأطلسي(الناتو) من قِبل قوات الحرس الجمهوري، والقوات الخاصة.
- كان لبرامج التدريب والخبرات المكتسبة من الجيوش العربية، أثر في العقيدة العسكرية اليمنية.
أبرز المشكلات
- أدت الاحتجاجات الشعبية التي اندلعت في فبراير/شباط 2011، إلى انقسام الجيش في 21 مارس/آذار 2011.
- تعزز هذا الانقسام مع تقدم مقاتلي جماعة أنصار الله (الحوثيين) من صعدة إلى صنعاء، وسيطرتهم عليها عام 2014.
- مكن ذلك الحوثيين من إحكام السيطرة على كافة الوحدات العسكرية التي كانت ضمن تشكيل “الفرقة الأولى المدرعة”.
- أدى تقدم الحوثيين جنوب اليمن، عدا محافظتي حضرموت والمهرة، في مارس/آذار 2015، إلى تعميق انقسام الجيش.
- لم يعد الانقسام على مستوى الوحدات والكتائب، بل صار فرديًّا؛ بناءً على الانتماء المناطقي، والمذهبي، والحزبي.
- تزايد ذلك بعد تدخل التحالف السعودي الإماراتي في 26 مارس/آذار 2015، وتوسع دائرة الحرب في البلاد.
- نتج عن ذلك قيام جيشين متقاتلين: جيش الحكومة الشرعية، ويقع مركز عملياته بمدينة مأرب، وجيش سلطة الحوثيين، ويقع مركز عملياته بالعاصمة صنعاء.
- برهن هذا الانقسام، وهو امتداد لانقسامات عام 2011، على أن الجيش لم يكن يتصف بالمهنية؛ لأنه اقتحم الأزمة السياسية وصار جزءًا من أطرافها.
تدخل التحالف عزز الانقسام
- خلال السنوات الأربع والنصف من تدخل التحالف، عززت الحكومة الشرعية، وبدعم من التحالف، قدراتها العسكرية إلى حد ما.
- على نحو ذلك اجتهد الحوثيون، وبدعم حلفائهم الإقليميين، مثل: إيران، وحزب الله اللبناني.
- برزت تشكيلات مسلحة أخرى، يدَّعي بعض منها أنه جيش مستقل بذاته، وذلك ما تجاهر به التشكيلات المسلحة الموالية “للمجلس الانتقالي الجنوبي”.
- لا تخضع هذه التشكيلات، على نحو كامل، لقيادة وزارة دفاع الحكومة الشرعية، وتحظى بدعم وتأييد إماراتي.
- ظهرت تشكيلات مسلحة أخرى، متدنية التدريب والخبرة، ذات ميول سلفية، مدعومة سعوديًّا، تنتظم في ألوية وكتائب مشاة.
- بقي الجيش المؤيد للحكومة الشرعية يفتقر للكثير من مقومات القوة، لاسيما القوات الجوية التي باتت أغلب قواعدها وطائراتها مدمَّرة.
- أما القوات البحرية في كلا الطرفين، فلا تزال تعمل ولكن بأقل الإمكانيات، فيما تفتقر القوات البرية إلى الدبابات، وعربات المشاة القتالية المدرعة.
- كل ذلك جاء نتيجة للحرب التي استهلكت ما بحوزة الجيش في الطرفين المتقاتلين، وعدم تمكن أي منهما من تعويض ذلك.
أهم التحديات
- التحدي الأبرز أمام إعادة بناء جيش يمني، على أسس وطنية ومهنية، هو استمرار الحرب الراهنة، واستمرار استقطاب المقاتلين بين أطراف الحرب.
- في جانب الحكومة الشرعية، لا يزال الجيش يتمحور حول الرئيس، عبد ربه منصور هادي، بوصفه جنوبيًّا، وحول نائبه علي محسن الأحمر، بوصفه شماليًّا.
- تتجه نزعات القوات المؤيدة للمجلس الانتقالي الجنوبي نحو هويات محلية متعددة، يطوقها نكران للهوية اليمنية، وبروز هوية الجنوب العربي.
- توغلت العقيدة العسكرية الإيرانية في صفوف مقاتلي اللجان الشعبية التابعة للحوثيين، والجيش المؤيد لهم.
- تمثل السيطرة الحزبية على مختلف قوات الأطراف المتحاربة، أحد التحديات القائمة، أمام أية خطوة نحو بناء جيش مهني متحرر من الحزبية.
- باتت جماعة الحوثيين، هي المهيمن الحزبي على الجيش المؤيد لها، وعلى اللجان الشعبية، التي تعد الجيش الفعلي للحركة، على نمط “الحرس الثوري الإيراني”.
- الحال كذلك بالنسبة إلى قوات الحزام الأمني، وقوات النخبة؛ حيث يمثل المجلس الانتقالي الجنوبي وعاءها الحزبي.
- ثمة تحديات جمَّة تواجه الجيش الوطني اليمني، ربما لا يكفي تجاوزها عقدان من الزمان، غير أن مفتاح مواجهة هذه التحديات يبدأ من وقف الحرب وإحلال السلام.
المصدر: مركز الجزيرة للدراسات