رويترز تكشف تفاصيل سقوط حكم البشير.. ما علاقة الإمارات؟

الرئيس السوداني المخلوع عمر حسن البشير

قالت وكالة “رويترز” إنها أجرت مقابلات مع عشرة مصادر كانت على اطلاع مباشر على أحداث الانقلاب في السودان؛ لرسم صورة لكيفية فقدان الرئيس السوداني عمر البشير السلطة.

أبرز ما أوردته رويترز عن المصادر العشرة:
  • برع البشير كزعيم في التلاعب بفئات متنافسة من الإسلاميين والعسكريين في السودان؛ لكن عزلته كانت تتزايد في محيط إقليمي سريع التغير.
  • ساءت العلاقة بين البشير ودولة الإمارات، التي سبق أن أودعت مليارات الدولارات في خزائن السودان.
  • البشير خدم مصالح الإمارات في اليمن حيث يخوض التحالف السعودي الإماراتي حربا بالوكالة ضد الحوثيين.
  • في نهاية 2018 ومع تفاقم الوضع الاقتصادي في السودان خرج المحتجون إلى الشوارع، واكتشف البشير أن هذا الصديق القوي والثري ليس بجانبه.
توصل البشير وبن زايد إلى أن يتخلص الأول من الإسلاميين مقابل دعم مالي تقدمه الإمارات
 العلاقة مع الإمارات؟
  • في فبراير/ شباط 2017 زار البشير أبو ظبي، وتوصل البشير وولي العهد محمد بن زايد إلى “تفاهم” يقضي بأن يتخلص البشير من الإسلاميين مقابل دعم مالي تقدمه الإمارات.
  • في تصريحات أذيعت تلفزيونيا خلال اللقاء وجه الشيخ محمد بن زايد الشكر للزعيم السوداني على إرسال قواته لدعم الإمارات والسعودية في اليمن.
  • تدفقت مليارات الدولارات من الإمارات على السودان بعد محادثات أبو ظبي، وذكرت وكالة الأنباء الإماراتية أن الإمارات حولت للسودان في السنة المنتهية في مارس/ آذار 2018 ما قيمته 7.6 مليار دولار.
  • تم تكليف أحد أوثق مساعدي البشير وهو مدير مكتبه طه عثمان الحسين بتولي أمر علاقات السودان مع الإمارات والسعودية. 
  • الحسين ضابط المخابرات السابق اتهمه خصومه بمن فيهم رئيس المخابرات حينذاك وساسة كبار بالتجسس لحساب السعودية. 
  • المخابرات السودانية قالت إن السعودية والإمارات أودعتا 109 ملايين دولار في حساب مصرفي للحسين في دبي.
  • عزل البشير، طه عثمان الحسين في يونيو/ حزيران 2017 عندما اتضح أنه حصل على الجنسية السعودية. 
  • انتقل الحسين إلى الرياض وأصبح مستشارا للسعودية والإمارات ولا يزال يشغل هذا المنصب ويتنقل بين البلدين.
  • موضوع طه الحسين ترك ندبة كبيرة على البشير، كما كان عزله لطمة للإمارات.
أعلن البشير في فبراير/شباط 2019 انتماءه للحركة الإسلامية وافتخاره بذلك
 الإسلاميون
  • اختار البشير أيضا ألا يقلص نفوذ الإسلاميين في حكومته. وقال المسؤول الحكومي الكبير إن البشير كان يخشى استعداء شخصيات إسلامية لها نفوذ كبير. 
  • من أصحاب النفوذ هؤلاء: علي عثمان طه النائب السابق للرئيس، وبكري حسن صالح الذي خلفه في منصب نائب الرئيس والذي شارك في الانقلاب الذي أتى بالبشير.
  • بحلول أكتوبر/ تشرين الأول 2018 كان السودان ينزلق إلى أزمة اقتصادية إذ قل الخبز والوقود والعملة الصعبة. 
  • في اجتماع لحزب المؤتمر الوطني سُئل البشير عن سبب عدم تقديم الإمارات والسعودية يد المساعدة للسودان، فأجاب “إخواننا (السعودية والإمارات) يريدونني أن أتخلص منكم يا إسلاميين”.
  • الإمارات أوقفت في ديسمبر/ كانون الأول 2018 إمدادات الوقود للسودان لاستيائها من عدم تنفيذ البشير لالتزاماته في الاتفاق الخاص بالتخلص من الإسلاميين.
  • “الإمارات والسعودية قررتا عدم دعم البشير ماليا لأنه رفض التخلص من الإسلاميين ولم يذعن للضغوط لدعم السعودية والإمارات في مواجهة قطر”. 
  • في فبراير شباط 2019 كانت الاحتجاجات تنتشر في البلاد بسبب ارتفاع أسعار الخبز، لكن البشير في اجتماع مع مجلس الشورى السوداني أعلن انتماءه للحركة الإسلامية وافتخاره بذلك.
  • كانت هذه نقطة اللاعودة، كان من الواضح أن البشير لن ينقلب على الإسلاميين.
حُسم مصير البشير وفي الساعات الأولى من صباح 11 أبريل/ نيسان تم عزله من السلطة.
 مؤامرة
  • خلف الكواليس كانت مؤامرة عزل البشير تتبلور.
  • روى أحد قيادات المعارضة ممن كان ضمن السجناء السياسيين في سجن كوبر المحبوس فيه البشير الآن في الخرطوم كيف ظهر رئيس المخابرات صلاح قوش فجأة في السجن في أوائل شهر يناير/ كانون الثاني 2019 والتقى بثمانية من شخصيات المعارضة.
  • أبلغ قوش السجناء أنه جاء من أبو ظبي بوعد من الإمارات لتقديم الوقود ومساعدات اقتصادية أخرى.
  • طلب من السجناء تأييد خطة عامة من أجل نظام سياسي جديد في السودان. وأكد مصدر وثيق الصلة بقوش هذا الحوار.
  • عاد قوش إلى السجن بعد 10 أيام، وفي تلك المرة زار 26 زنزانة يشغلها سجناء سياسيين.
  • القيادي المعارض الذي أطلق سراحه الآن هو والآخرون قال: “منذ ذلك الوقت تحسنت الأحوال. وحصل السجناء على سجائر مجانية وعلى جهاز تلفزيون وتبغ للمضغ”.
  • أضاف “وجدنا الأمر في غاية الغرابة أن يزور رئيس المخابرات السجناء السياسيين. لكن عندما وقع الانقلاب أدركت السبب”.
  • الإمارات وقوش اقترحا في منتصف فبراير/ شباط مخرجا كريما للرئيس. 
  • كانت تلك الخطة تقضي بأن يظل البشير في السلطة لفترة انتقالية تعقبها انتخابات.
  • أعلن قوش في مؤتمر صحفي في 22 فبراير/ شباط أن البشير سيتنحى عن رئاسة حزب المؤتمر الوطني ولن يسعى لإعادة انتخابه في 2020. 
  • إلا أن البشير لم يذكر شيئا في خطاب بثه التلفزيون بعد ذلك بقليل عن الاستقالة من رئاسة الحزب وقال لأعضاء الحزب في اليوم نفسه إن قوش بالغ في الأمر.
  • بدأت الخطوات المناهضة للبشير تتسارع.
  • أجرت الإمارات اتصالات بأحزاب المعارضة السودانية والجماعات المتمردة التي شنت حربا على البشير، وذلك لبحث “الوضع السياسي في السودان بعد البشير”.
  • عندما نظم المحتجون اعتصاما خارج وزارة الدفاع على مسافة غير بعيدة عن مقر البشير في السادس من أبريل/ نيسان لم يفعل جهاز الأمن والمخابرات بقيادة قوش شيئا لمنعهم.
  • تواصل قوش مع كبار المسؤولين بمن فيهم وزير الدفاع ورئيس أركان الجيش وقائد الشرطة. واتفقوا على أن الوقت حان لإنهاء حكم البشير. وقال مصدر على صلة وثيقة بقوش إن كل واحد منهم كان يدرك أن “البشير انتهى”.
تصاعدت الاحتجاجات في السودان في ديسمبر/ كانون الأول 2018 بسبب ارتفاع أسعار الخبز
  • أكد متحدث باسم المجلس العسكري الانتقالي الذي يحكم السودان الآن أن قوش لعب دورا رئيسيا.
  • كان الفريق أول محمد حمدان دقلو حليف البشير القديم آخر من شاركوا في المؤامرة. ويشتهر دقلو باسم حميدتي الذي أطلقته عليه جدته.
  • يقود حميدتي قوات الدعم السريع مرهوبة الجانب وهي قوة شبه عسكرية مدججة بالسلاح ويعد أفرادها بعشرات الآلاف وتسيطر على الخرطوم.
  • حُسم مصير البشير، وفي الساعات الأولى من صباح 11 أبريل/ نيسان تم عزله من السلطة.
  • في 21 أبريل أعلنت الإمارات والسعودية أنهما ستقدمان مساعدات للسودان قيمتها ثلاثة مليارات دولار. وقال حميدتي فيما بعد إن القوات السودانية ستبقى في اليمن.
  • في الوقت نفسه تقريبا كانت جماعات من المعارضة والمتمردين تلتقي بمسؤولين من الإمارات في أبو ظبي.
  • أحمد تقد المسؤول الكبير بحركة العدالة والمساواة المتمردة في دارفور قال إن الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، أحد أفراد الأسرة الحاكمة في أبو ظبي أشرف على الاتصالات بين الإمارات وجماعات المعارضة.
اتهمت منظمات حقوق الإنسان ميليشيات حميدتي بارتكاب فظائع بما في ذلك إحراق قرى واغتصاب النساء وقتل المدنيين
 محمد حمدان دقلو “حميدتي”
  • في الأسابيع التي أعقبت عزل البشير برز حليفه القديم حميدتي كأقوى شخصية في السودان باعتباره نائب المجلس العسكري الانتقالي الذي يدير الآن شؤون البلاد.
  • كان حميدتي، تاجر الماشية السابق، قد اكتسب سمعة على المستوى الدولي باعتباره أشد قيادات الميليشيات قسوة في حرب دارفور التي بدأت في العام 2003.
  • اتهمت منظمات حقوق الإنسان ميليشياته بارتكاب فظائع بما في ذلك إحراق قرى واغتصاب النساء وقتل المدنيين. ونفى حميدتي هذه الاتهامات كما نفتها حكومة البشير.
  • استقال قوش من منصبه في المجلس العسكري الانتقالي في 13 أبريل/ نيسان. وكان رئيس جهاز الأمن والمخابرات قد تعرض لانتقادات حادة من المحتجين كما تعرض لضغوط هائلة للتنحي عن منصبه. ويكتنف الغموض مكان وجود قوش غير أن قوات أمن تنتشر حول بيته في الخرطوم.
  • في الثالث من يونيو/ حزيران سحق جنود حميدتي اعتصام المحتجين خارج وزارة الدفاع وفتحوا النار على المعتصمين. ويقول عاملون في القطاع الطبي من المعارضة إن أكثر من 100 شخص سقطوا قتلى. وقدرت السلطات السودانية أن عدد القتلى بلغ 62 شخصاً.
  • ثم شرع الجنود في إزالة اللافتات والرايات التي كتبت عليها شعارات تقول إن المحتجين لا يريدون أن يصبح السودان مثل مصر وتطالب السعودية والإمارات بالكف عن التدخل في السودان.
المصدر: رويترز

إعلان