نصر الله يتوعد.. متى وأين سيرد حزب الله على هجمات إسرائيل؟

الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله

خرج الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله في خطابه أمس الأحد عن النمط المعتاد خلال السنوات الأخيرة في خطابه السياسي الموجه للاحتلال الإسرائيلي.

ووجه نصر الله في الخطاب رسائل حملت تهديدات بعضها آني وبعضها ذو طبيعة استراتيجية.

وبدا من خلال الخطاب -الذي جاء في سياقات داخلية وخارجية مشحونة ومتوترة إلى درجة بعيدة- أن حزب الله اتخذ بالفعل قرارا بالرد عسكريا على حادثة الطائرتين المسيرتين اللتين حلقتا في سماء الضاحية الجنوبية ببيروت وسقطت إحداهما وانفجرت الثانية.

وفيما أكد نصر الله أن قرار حزبه بالرد على حادثة الطائرتين جاء لتثبيت معادلة عسكرية وأمنية تم إرساؤها بعد حرب يوليو/تموز 2006؛ لا يستبعد آخرون أن تكون للأمر علاقة بمجمل التطورات الجارية بالإقليم وفي مقدمتها حصار إيران وطبول الحرب التي تقرع عليها منذ فترة، والهجمات على مقرات الحشد الشعبي في العراق وغيرها.

وربما لم يكن من باب الصدفة أن خطاب نصر الله وتهديده لإسرائيل جاء بشكل شبه متزامن مع زيارة مفاجئة لوزير الخارجية الإيراني لفرنسا لإجراء محادثات على هامش قمة مجموعة السبع الصناعية التي تنعقد في بلدة بياريتس جنوب غربي فرنسا، بمشاركة رؤساء دول وحكومات فرنسا والولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا وكندا وإيطاليا واليابان، إلى جانب رؤساء دول وحكومات عدد من الدول الأخرى.

متى سيكون الرد؟
  • بدا لافتا في خطاب الأمين العام لحزب الله أنه حدد سقفا زمنيا للرد العسكري الذي هدد به إسرائيل؛ حيث خاطب الجيش الإسرائيلي بقوله “أقول للجيش الإسرائيلي على الحدود.. من الليلة قف على الحائط على رجل ونصف وانتظرنا.. يوم يومان ثلاثة أربعة.. انتظرنا.. لأن ما حصل ليلة أمس لن يمر”.
  • من المعروف أن الرسائل ذات الطبيعة العسكرية تكون عادة دقيقة ومحسوبة بشكل كبير، ومن المعروف كذلك أن نصر الله يختار كلمته بعناية إذا أراد مخاطبة الإسرائيليين، وعليه فمن المرجح أن الحديث عن أربعة أيام “كسقف أعلى”، ليس أمرا اعتباطيا رغم أنه يحتمل التضليل، ولكن فورية الرد وطبيعة الخطاب وسياقه وحجم الرسائل التي وردت فيه تشي بأن إطاره الزمني لن يتجاوز الأيام الأربعة المقبلة.
أين سيكون الرد؟

ذكر نصر الله ثلاث نقاط وحددها بالاسم كميدان للرد المفترض على ما وصفه بالعدوان الجديد على بيروت ولبنان بشكل عام.

المنطقة الحدودية:

  • تتجه الأنظار نحو المنطقة الحدودية بين لبنان وإسرائيل ليس فقط باعتبارها أقرب نقاط الاشتباك المتوقعة في أي مواجهة أو تصعيد عسكري بين الطرفين، ولكن لأن نصر الله حرص بشكل لافت على ذكرها وتحديدها، حيث وجه إحدى رسائله “للجيش الإسرائيلي على الحدود” دون بقية تشكيلات ووحدات ومناطق الجيش الإسرائيلي الأخرى.
  • كانت الرسالة أيضا واضحة “من الليلة.. انتظرونا”، ثم أضاف رسالة أخرى “أقول لسكان الشمال ولكل سكان فلسطين المحتلة: لا تعيشوا أو تطمئنوا أو ترتاحوا”. وهو ما يعني أن منطقة الحدود وما يحاذيها ستكون إحدى أبرز المناطق المرشحة لأي رد فعل من حزب الله في الأيام القادمة.
  • إسرائيل قامت أواخر العام الماضي بحملة على ما تقول إنها أنفاق تابعة لحزب الله في تلك المنطقة؛ وقالت إنها اكتشفت ودمرت ثلاثة أنفاق على الحدود مع لبنان.

داخل لبنان:

  • أكد نصر الله أن القصف الإسرائيلي قرب العاصمة السورية دمشق استهدف مركزا تابعا لحزب الله وراح ضحيته عنصران من الحزب، وأكد أن الرد على هذا الحادث سيكون داخل لبنان وليس في مزارع شبعا، دون مزيد من الإيضاحات.
  • لا يعرف حتى الآن ماذا يعني ذلك، هل يعني توجه الحزب لاستهداف عناصر وعملاء الاحتلال في لبنان، أم أن منطلقه سيكون لبنان، أم هو إحالة أخرى على المنطقة الحدودية بين لبنان وإسرائيل؟

لا مسيَّرات بعد اليوم:

  • رغم أنه لا أحد حتى الآن يعلم حجم الرد الذي يخبئه حزب الله، وإلى ماذا سيقود في حال تنفيذه؛ فإن التهديد الأخطر الذي جاء على لسان نصر الله كان بتأكيده أنه سيتم من الآن التصدي للطائرات المسيرة الإسرائيلية عندما تدخل لبنان والعمل على إسقاطها.
  • مع أنه لا أحد حتى الآن يدري قدرة الحزب ورغبته الفعلية في تنفيذ ذلك الوعيد؛ فإن الأمر يعني من الناحية الاستراتيجية تقليص حرية عمل سلاح الجو الإسرائيلي في السماء اللبنانية، ويعني كذلك، محاولة بناء وإرساء معادلة جديدة لأن إسرائيل تعودت استباحة أجواء العديد من دول المنطقة.
المصدر : الجزيرة مباشر

إعلان