الحرس الثوري.. من حماية ثورة إلى وأد الثورة السورية (الحلقة 6)
اتخذت إيران منذ انطلاقة ثورات الربيع العربي، موقف الحذر لتغيّر الأنظمة العربيّة، ورأت في هذا التغيّر السريع فرصة لكسب ولاءات جديدة في البلاد العربيّة.
في الحلقة الماضية، لاحظنا كيف انحرف الحرس الثوري الإيراني عن مبادئه، التي قام عليها إبان الثورة الإيرانية 1979، وكيف كانت المبادئ الأساسية التي قام عليها الحرس الثوري الإيراني، تدور حول مواجهة الاستبداد والإمبريالية العالمية، ودعم حركات التحرر الوطنيّة، قبل أن يصبح متورطاً في التنسيق مع القوات الأمريكية في غزوها لأفغانستان.
وفي الجزء الأول من الحلقة السادسة، نناقش كيف تحول لقوة قمع حركات التحرر ودعم الاستبداد.
يبدو ذلك جلياً في تصريحات، قائد فيلق القدس، قاسم سليماني، الذي أشار إلى أن حدود بلاده قد اتسعت، إلى مصر والعراق ولبنان وسوريا.
اختبار حقيقي
- شكلت الثورة السورية اختباراً حقيقياً للشعارات التي تأسس عليها الحرس الثوري.
- كان قيام ثورة شعبية ضد نظام بعثي شمولي، يقضي بأن تتخذ إيران موقفاً إيجابياً، كونها واجهت نظيره البعثي العراقي ووصفته بأشنع الأوصاف.
- لكن الموقف الإيراني، كان على النقيض تماماً، إذ اعتبر الحراك الشعبي للثورة السورية، مؤثراً على نفوذه، في سوريا، ويقطع الطريق إلى تواصله مع حزب الله في لبنان، أهم أذرع إيران في المنطقة.
- يقول القيادي في الحرس الثوري، حسن انتظاري، واصفًا العلاقة بين إيران ونظام الأسد: “كان الرئيس بشار الأسد هو الشخص الذي قام بحماية خط المقاومة في المنطقة، وأسس جسرا بين إيران وحزب الله “.
- تساءل انتظاري عن الدول العربية التي وفرت مثل هذه العلاقة لإيران؟
- أضاف حسن انتظاري، أن سوريا دعمت إيران خلال الحرب، متابعاً: “حصلنا على معظم أسلحتنا من خلال حافظ الأسد”.
سوريا كولاية إيرانية
- تحت غطاء حماية المقدسات الدينية في سوريا، تدخلت الميليشيات الإيرانية، متمثلة بالحرس الثوري، وفيلق القدس.
- كشفت التصريحات اللاحقة، عن أطماع إيرانية، في سوريا، وكيف اعتبرها بعض المسؤولين العسكريين، امتداداً للنفوذ الإيراني،
- في سبتمبر/أيلول عام 2013، صرح “مهدي طائب”، رجل دين بارز مقرب من مرشد الجمهورية الإيرانية، علي خامنئي، بأن سوريا تعتبر المحافظة رقم 35 من المحافظات الإيرانية.
- في ذلك الوقت، ذكر طائب، أن إيران لن تستطيع الاحتفاظ بطهران إذا فقدت سوريا.
بدايات التدخل
- يبدو أن الجهد العريض للتدخل الإيراني في سوريا، والذي شمل المساعدة العسكرية والأمنية والاستخباراتية والمالية، كان على قدم وساق بحلول مارس/آذار 2011.
- كانت أكثر الجهود الإيرانية تتم في الخفاء، وتنكر القيادة الإيرانية وجودها.
- لكن بحلول شهر مايو/أيار 2011، بدأت وزارة الخزانة الأمريكية تصدر تقارير تكشف عمل الأجهزة الإيرانية لمساعدة نظام الأسد.
- كانت قوات فيلق القدس أول الأجهزة التي أشارت إليها التقارير الصادرة من قبل وزارة الخزانة وتم رصد نشاطاتها في سوريا.
تورط في الانتهاكات
- أشارت التقارير أيضاً، إلى تورط قاسم سليماني، ومحسن شيرازي القيادي في الحرس الثوري، بتهمة “انتهاك حقوق الإنسان وقمع الشعب السوري”.
- تم رصد سليماني، لكونه يمثل “قناة الدعم المادي الإيراني” للمخابرات السورية، بينما كان شيرازي يمثل دور القائد لعمليات الحرس الثوري الإيراني في سوريا.
- في الشهر التالي، رصدت وزارة الخزانة قائداً إيرانيًا آخر، يدعى إسماعيل أحمدي مقدم، ونائبه أحمد رضا رادان، لتقديمهم “الخبرة للمساعدة في حملة القمع الحكومية على الشعب السوري”.
- في الجزء الثاني، من الحلقة القادمة، نناقش كيف صنعت إيران حزب الله الجديد في سوريا، وصدرت فكرة الباسيج إليها، فضلاً عن الأسلحة التي قدمتها للنظام السوري جواً عبر شركات طيران إيرانية، بين عامي 2011 و2012 حسب وزارة الخزانة الأمريكية.
الحلقات الماضية:
قصة الحرس الثوري الإيراني: لمحة عامة (الحلقة الأولى)
قصة الحرس الثوري: نشأته ومساهمته في تصدر الخميني للثورة الإيرانية (الحلقة الثانية)
الحرس الثوري الإيراني وحرب العراق.. ميلادٌ جديد (الحلقة الثالثة)
تصدير الثورة: الحرس الثوري ودوره في دعم حلفاء إيران في الخارج (الحلقة الرابعة)
الحرس الثوري ومساعدة الولايات المتحدة في غزو أفغانستان (الحلقة الخامسة)
الحرس الثوري.. من حماية ثورة إلى وأد الثورة السورية (الحلقة 6)