بعد رحيل بولتون.. سياسة أمريكا الخارجية بيد ترمب
11/9/2019
يغادر جون بولتون منصبه كمستشار للأمن القومي الأمريكي، بعد أن أمره الرئيس دونالد ترمب بتقديم استقالته، في خطوة ربما تظهر أن ترمب يسيطر بقوة على ملف سياسته الخارجية.
خلافات ترمب بولتون بحسب موقع فوكس:
- بولتون هو الآن ثالث مستشار للأمن القومي يغادر منصبه في إدارة ترمب بعد مايكل فلين، وماك ماستر.
- لم يكن متوقعا أن يستمر بولتون في منصبه طويلًا، نظرا إلى مدى الاختلاف في وجهات النظر بينه وبين ترمب فيما يخص ملف السياسة الخارجية.
- ترمب قام بحملات لإخراج الولايات المتحدة من الحروب المكلفة لواشنطن، وإبعادها عن الحروب الجديدة.
- بولتون كان مهندسًا رئيسيًا لحرب العراق عام 2003، ودافع منذ فترة طويلة عن تغيير الأنظمة في عدد من دول الشرق الأوسط، وآسيا وأمريكا اللاتينية.
- أدى هذا التناقض، بين من يدفع إلى الحرب ومن يسعى للخروج منها، أدى إلى احتكاك بين الرجلين عدة مرات بشأن قضايا السياسة الخارجية الرئيسية بما في ذلك كوريا الشمالية وإيران وفنزويلا.
كيف خسر بولتون ثقة ترمب؟
ملف كوريا الشمالية:
- أول خلاف كبير بين ترمب وبولتون كان بسبب ملف كوريا الشمالية.
- بولتون كانت لديه توجهات لاستخدام القوة مع بيونغ يونغ خلال فترة عمله في إدارة الرئيس الأسبق جورج بوش الابن.
- دعا بولتون إلى تنفيذ ضربات جوية استباقية ضد المنشآت النووية في كوريا الشمالية.
- بولتون سعى إلى دفع إدارة ترمب لاتخاذ سياسة متشددة تجاه برنامج كوريا الشمالية النووي وزعيمها كيم جونغ أون.
- سرعان ما تسبب موقف بولتون في خلاف مع ترمب عندما بدأ الرئيس الأمريكي جهودًا للانخراط في مفاوضات مباشرة وجهًا لوجه مع زعيم كوريا الشمالية.
- ترمب تجاهل باستمرار نصائح بولتون والتقى بكيم عدة مرات، وقال إنه ليس في عجلة من أمره للتوصل إلى اتفاق مع كوريا الشمالية.
- بولتون عمل وراء الكواليس بهدف عدم إحراز أي تقدم في المحادثات بين الجانبين، بما في ذلك العمل ضد ستيفن بيغون، المبعوث الخاص لمفاوضات كوريا الشمالية.
ملف فنزويلا:
- بولتون ساعد في تنظيم حملة لإزاحة الرئيس نيكولاس مادورو من السلطة في فينزويلا.
- ترمب وافق على نصائح بولتون الذي كان يدفع نحو دعم المعارض خوان غوايدو كزعيم للبلاد وفرض عقوبات على نظام مادورو، لأن بولتون وآخرين أقنعوه بأن مادورو سيسقط بسرعة.
- لكن يبدو أن ترمب فقد صبره على خطة جون بولتون لمعاداة مادورو الذي لم يسقط إلى الآن.
المحادثات الأفغانية:
- تم تهميش بولتون أثناء المفاوضات مع حركة طالبان حول كيفية إنهاء الحرب في أفغانستان.
- بولتون لم يحضر اجتماعات حاسمة، حيث كان على خلاف علني مع وزير الخارجية مايك بومبيو.
الملف الإيراني:
- ترمب وبولتون اختلفا بشأن الملف الإيراني، رغم أنهما يفضلان موقفًا صارمًا تجاه إيران.
- غير أنهما يختلفان حول الهدف والأدوات التي يجب استخدامها للوصول إليه.
- ترمب كشف مرارًا أن هدفه هو التفاوض على صفقة جديدة أفضل مع إيران لتحل محل الصفقة النووية التي وقعت في عهد الرئيس السابق باراك أوباما.
- ترمب نهج سلاح العقوبات الاقتصادية كأداة لمحاولة تحقيق هذا الهدف، ودفع إيران إلى الجلوس إلى طاولة المفاوضات من أجل التخفيف من العقوبات.
- بولتون سعى إلى إسقاط النظام الإيراني بأكمله واستبداله بنظام “صديق” لواشنطن.
- أظهر بولتون رغبته في استخدام القوة العسكرية لإسقاط النظام الإيراني، لكن ترمب يرفض هذا النوع من المغامرات العسكرية.
- على الرغم من إشارة ترمب في الأسابيع الأخيرة إلى استعداده لاستخدام القوة العسكرية ضد إيران إذا كانت ستهاجم الولايات المتحدة، فقد قال مرارًا وتكرارًا إنه لا يريد حربًا مع إيران.
- هذا الانفصال بين أهداف سياسة الرئيس وأهداف مستشاره للأمن القومي هو الذي يفسر، جزئيًا على الأقل، لماذا تبدو سياسة الإدارة الأمريكية مفككة وغير منسجمة.
ترمب يسيطر على سياسته الخارجية
- لطالما أخبر بولتون وسائل الإعلام أنه مستشار الأمن القومي، وليس صانع قرار الأمن القومي.
- بولتون حاول باستمرار دفع ترمب لنهج سياسات خارجية أكثر عدوانية. لكن يبدو أن الرئيس اكتفى من هذه السياسة.
- رحيل بولتون عن الإدارة هو مجرد تأكيد آخر أن ترمب على استعداد لأخذ النصائح من المحيطين به، إلا أن السياسة الخارجية الأمريكية ستكون في النهاية بيده وحده.
المصدر : فوكس نيوز