فورين بوليسي: انتكاسات الإمارات الإقليمية دفعتها لتغيير سياستها
11/9/2019-|آخر تحديث: 4/11/202401:52 PM (بتوقيت مكة المكرمة)
قال تقرير نشرته مجلة فورين بوليسي، إن الانتكاسات الإقليمية التي مرت بها الإمارات، دفعتها إلى تغيير سياستها، بعد ما عملت خلال 6 سنوات، على إظهار نفسها كعنصر رئيسي في الشرق الأوسط.
أبرز ما ذكرته المجلة في تقريرها
- الانقلاب الذي دعمته الإمارات ضد الإخوان المسلمين في مصر، أتاح الفرصة لأبوظبي، لتوجيه أحداث المنطقة لصالحها.
- في شهر يوليو/ تموز من العام الجاري، انقلبت استراتيجية الإمارات بشكل كبير، من خلال تقليص قواتها في اليمن.
- كذلك بدت تصريحات المسؤولين الإماراتيين، ذات نغمة تصالحية تجاه إيران.
- عقدت الإمارات اجتماعات رفيعة المستوى مع إيران، لمناقشة ترسيم الحدود البحرية، في وقت كانت فيه واشنطن تضاعف الضغط على طهران.
- تعارضت تغيرات أبوظبي، مع أولويات السعودية وهي أقرب حليف لها، التي تركتها لخوض حرب ليس لديها القدرة على تحقيقها بمفردها.
تحولات جيوسياسية
- الإمارات لم تقدم تفسيراً واضحاً لتلك التحولات المفاجئة، إلا أن ذلك قد يرجع إلى تقييم استراتيجيتها خلال السنوات الست الماضية.
- تحول الإمارات كان له تأثير في تقليص مكانتها السياسية وتدهور سمعتها في الولايات المتحدة.
- أصبح تنفيذ السياسة الإماراتية التي كانت قائمة قبل ست سنوات، أصعب بكثير مما توقعته أبوظبي.
- مسؤول إماراتي بارز، مشارك في الانسحاب من اليمن، لم تكشف المجلة عن هويته، ذكر أن تخوف الإمارات الأكبر، كان من المساءلة أمام المحاكم الأمريكية، من أعمال إرهاب محتملة.
دور السعودية في التحول الإماراتي
- الإمارات كانت دائما مستجيبة للرأي العام الأمريكي، والنقد المؤسسي، لكن هناك عاملاً آخر منعها من اتخاذ موقف مبكر، وهو تحالفها مع السعودية.
- في وقت سابق هذا العام، كان كبار المسؤولين الإماراتيين، يعتقدون أنهم قادرون على التغلب على العاصفة المرتبطة بالحرب اليمنية، والتغير عن السلوكيات السعودية الخاطئة، بما في ذلك اغتيال الصحفي السعودي، الكاتب في واشنطن بوست، جمال خاشقجي، في السفارة السعودية بإسطنبول.
- كانت الإمارات مترددة في التخلي عن السعوديين، خوفا على مصالح مشتركة، قد تتعارض في حال التصالح السعودي مع قطر أو تركيا، وهو السيناريو الدبلوماسي الأسوأ في نظر أبوظبي.
سياسة الإمارات في الشرق الأوسط
- أبو ظبي لم تكن تعتمد جميع مواقف الرياض في سوريا، وكانت أول المبادرين لإعادة العلاقات مع نظام الأسد، في ظل التوجه الأمريكي لزيادة الضغط الاقتصادي على دمشق، ومنعها من السيطرة على شرق سوريا.
- على الرغم من هذه الاختلافات، حافظت أبو ظبي والرياض على علاقة وثيقة، وعملتا معاً على إعادة رسم خريطة سياسية وعسكرية في المنطقة.
- تحاول الإمارات اليوم استعادة سمعتها في واشنطن، وباتت أبوظبي تصور نفسها كدولة صغيرة تسعى لتحقيق الاستقرار والازدهار، من خلال القوة الناعمة.
- يبدو أن الإمارات تشعر بالإحباط، بسبب عجزها عن تكرار دعم الانقلاب، الذي نجح في مصر عام 2013، وأودى برئيس منتخب ديمقراطياً.
- كان نجاح الإمارات في ذلك الوقت، نقطة تحول في تاريخ الإسلاميين، الذين حاولوا الصعود بعد أحداث الربيع العربي عام 2011.
- لكن سياسة الإمارات المعادية لهم، حققت نجاحاً محدوداً ضدهم في ليبيا واليمن وتونس في ذلك الوقت.
- في أبريل/ نيسان من العام الجاري، شنت قوات حفتر في ليبيا، المقربة من أبوظبي، هجوما على طرابلس، العاصمة التي تسيطر عليها حكومة الوفاق المعترف بها دولياً.
- اعتبر هذا الجهد مقامرة تدعمها أبوظبي، لطرد الإسلاميين من العاصمة، وتأكيد وجود زعيم استبدادي في ليبيا.
- لكن تلك المقامرة جاءت بنتائج عكسية، وكانت الحملة التي استمرت عدة أشهر، بمثابة إخفاق، تكبدت فيها قوات حفتر خسائر كبيرة.
الحلم الإماراتي السعودي انتهى
- الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، أثبت بعد الانقلاب، أنه كان يعتمد على أموال الخليج، بشكل رئيسي، دون أي قدرة على الرد بالمثل.
- تجسد ذلك، من خلال التردد في المشاركة المصرية بحرب اليمن، ورفض المشاركة في الانضمام إلى الناتو العربي، الذي اقترحته واشنطن، لمواجهة إيران في المنطقة، والذي بقي مجرد فكرة لم تنفذ.
- فشل الحاكم الفعلي للسعودية، في إثبات نفسه، كمصلح في الغرب، وأثبت تورط بن سلمان بمقتل خاشقجي، أنه يضعف سمعة أي دولة حليفة للرياض.
- اعتقدت الإمارات أنها قادرة إلى جانب السعودية على إنشاء نظام إقليمي جديد، في صورة استبدادية، لكن حلمها قد انتهى.
- قد لا ينهي الموقف الجديد للإمارات، دعمها للحلفاء في المنطقة، لكن يغير من طبيعة العلاقة مع السعودية.
- تجسد هذا بشكل واضح في حرب اليمن، التي أظهرت التطورات الأخيرة فيها، انقساماً إماراتياً سعودياً.
- بدت الحرب التي جمعت الإمارات والسعودية في جبهة واحدة، هي نفسها اليوم من تفرقهما.
المصدر : فورين بوليسي