إيران والانتخابات.. معارك تتجاوز حدودها اللفظية

تجرى انتخابات مجلس الشورى في فبراير/شباط 2020، ويعقبها انتخابات الرئاسة في مايو/أيار

تعطي تحولات الساحة السياسية الإيرانية مؤشرات بأن نتائج الانتخابات القادمة ستكون أبعد من ثنائية أصولي-إصلاحي، أو أصولي-معتدل إصلاحي، إن لم تتجاوز هذه الثنائية بالمطلق.

وتجرى انتخابات مجلس الشورى في فبراير/شباط 2020، ويعقبها انتخابات الرئاسة في مايو/أيار أو يونيو حزيران 2021.

وسلطت دراسة أعدتها الدكتور فاطمة الصمادي في مركز الجزيرة للدراسات الضوء على حالة التدافع السياسي في الساحة الإيرانية، والتي قد تؤدي إلى خروج شخصيات جديدة، بما ينسجم مع التصعيد الذي تشهده العلاقة مع الولايات المتحدة الأمريكية.

خلاف يزدي-لاريجاني 
  • الساحة السياسية الإيرانية، كانت مؤخراً على موعد مع حرب لفظية، بين وجهين سياسيين ودينيين بارزين، لم تخلُ من التجريح والاتهام بالفساد والكذب وعدم الكفاءة الدينية.
  • دخلت مستويات الصراع السياسي إلى شكل أكثر حدة، بين آية الله محمد يزدي، رئيس “مدرسي حوزة قم العلمية”، وآية الله صادق لاريجاني، رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام.
  • يزدي شن في لقاء جمعه مع أساتذة ونخبة قوات الـ”باسيج” هجوماً حاداً على الرئيس الإيراني حسن روحاني كما هاجم رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام، آية الله صادق لاريجاني، متهماً إياه وروحاني بمخالفة القيادة، والعجز عن إدارة شؤون الدولة.
  • دعا يزدي الرئيس روحاني إلى التنحي، وانتقد رسالة وجهها لاريجاني إلى مرشد الثورة الإسلامية، مهدداً فيها بالمغادرة إلى النجف، على خلفية اعتقال شخصيات عملت معه حين كان رئيساً للسلطة القضائية.
  • اتهم يزدي لاريجاني بعدم الكفاءة واستغلال اسم عائلته لبناء قصر تحت اسم مدرسة.
  • الهجوم على لاريجاني زاد حدة عبر صحف ومحطات تلفزة رسمية، تضمن رسائل محرضة إلى رئيس السلطة القضائية، إبراهيم رئيسي.
  • دفع ذلك لاريجاني للرد برسالة أكثر حدة وصفه فيها بأنه منافق وكاذب وشكك بكفاءته ليكون عضوا في مجلس صيانة الدستور.
  • اعتبر لاريجاني أن الهجمات ضده معدة مسبقاً، ومخطط لها، ضمن مشروع لتشويه صورته.
    آية الله محمد يزدي، رئيس "مدرسي حوزة قم العلمية"
اللعب بأدوات قديمة
  • من الواضح أن قيادات أصولية معروفة ستغيب عن ساحة المنافسة في انتخابات مجلس الشورى القادمة.
  • من أبرز تلك الوجوه، حداد عادل الذي سبق وترأس مجلس الشورى، والنائب السابق أحمد توكلي، ومحمد رضا باهنز، الشخصية ذات النفوذ في الأوساط الأصولية، فيما لا يبدي لاريجاني رغبة في الترشح لمجلس الشورى.
  • حتى تتبين ملامح قائمة المرشحين، فإن ما يجري اليوم يشير إلى أن شيوخ التيار الأصولي ينخرطون في التحضير للانتخابات وإدارتها.
  • لكن هؤلاء الشيوخ يتراجعون عن الترشح مفسحين المجال لأسماء قد تكون جديدة ومن الفئة الشابة.
ربيعيو أحمدي نجاد
  • الأدبيات السياسية في إيران، بدأت تعطي اسما لتيار الرئيس السابق، محمود أحمدي نجاد، خارج التيار الأصولي.
  • “البهاريون/الربيعيون” اليوم هو تيار أحمدي نجاد الذي يحاول التيار الأصولي استقطابه.
  • رغم وصوله إلى الحكم بدعم أصولي واضح إلا أن أحمدي نجاد لم يكن أصوليا بالمعنى التنظيمي الدقيق، وعزز خبر لقاء محمد باقر قاليباف مع أحمدي نجاد التكهنات بتحالف جديد بين الرجلين.
  • حداد علي، رئيس مجلس الشورى السابق، ومن أهم الشخصيات في مجلس وحدة التيار الأصولي، يعتقد أن أحمدي نجاد ومنذ البداية كان يفصل نفسه عن الأصوليين.
  • يمكن القول إن عودة نجاد المحتملة حتى لو جاءت بالتحالف مع قاليباف لن تكون ضمن العنوان الأصولي.
  • الحقيقة أن عقودا مضت دون أن ينجح التيار الأصولي في إيصال مرشح للرئاسة.
  • على الرغم من الدعم الذي قدمه التيار لمحمود أحمدي نجاد، خاصة في دورته الرئاسية الأولى، إلا أن غياب الاتساق الفكري بل والتناقض بين الطرفين كانت أمورًا بادية للعيان في مواضع كثيرة.
     

    الرئيس الإيراني السابق محمود أحمدي نجاد
الحرس: الثورة والسياسة 
  • على الرغم من محاولات الحرس الثوري الإيراني الانخراط في النشاط الانتخابي والسياسي، بقي مؤسس الجمهورية الإسلامية آية الله الخميني يعارض ذلك باعتباره مخالفًا لقيم الثورة.
  • ظل الخميني حتى وفاته يعارض بشكل علني أي نشاط سياسي للعسكريين، بمن فيهم الحرس الثوري.
  • يريد الحرس أن يحول نجاحه في الساحات الإقليمية والدفاعية إلى مكاسب سياسية.
  • قد تكون شخصية قائد فيلق القدس قاسم سليماني هي الأكثر تأهيلًا لقطف الثمار بما له من شعبية وحضور.
  • لا يمكن قراءة النشاط السياسي الكثيف للجنرال سليماني في السنة الأخيرة بعيدًا عن دور سياسي ينتظره، وقد تكون رئاسة الجمهورية هي مكان هذا الدور.
  • إذا جاءت تركيبة مجلس الشورى القادمة بشخصيات تحظى برضى الحرس، وكان الرئيس القادم سليماني أو شخصية أخرى من الإطار ذاته، فيبقى أن يكتمل مثلث صف جديد من القيادة بمرشد يكون منسجمًا فكريًّا وسياسيًّا مع تلك التركيبة.

للاطلاع على التقرير كاملا يرجى زيارة الرابط التالي:
إيران والانتخابات: معارك تتجاوز حدودها اللفظية.. وصف جديد من القيادة

المصدر : الجزيرة مباشر + مركز الجزيرة للدراسات

إعلان