عبدالله العودة للجزيرة مباشر: بثكم لبرامج والدي رسالة قوية للسجان
اعتبر العودة نجل الداعية السعودي المعتقل سلمان العودة، اهتمام الجزيرة مباشر ببث برامج والده في رمضان، درسًا بأن السجن ومحاولات الكبت والقمع لا يميت الأفكار بل يزيدها قوة وضراوة.
وتبث قناة الجزيرة مباشر طيلة أيام شهر رمضان المبارك مختارات من دروس الشيخ سلمان العودة والمعتقل حاليا في السجون السعودية منذ 10 سبتمبر/أيلول 2017، ضمن حملة توقيفات شملت عددًا من العلماء والناشطين البارزين في البلاد.
وقال عبد الله العودة في تصريحات خاصة للجزيرة مباشر، إن النيابة السعودية ما زالت حتى اللحظة تطالب بإعدام الشيخ ورفاقه، وإن موعد جلسة والده القادمة مؤجلة إلى أجل غير مسمى.
آخر أخبار الشيخ سلمان العودة
كشف عبد الله العودة أن والده لا يزال في عزل انفرادي في سجن الحائل بالرياض منذ فترة طويلة، من قبل تفشي كورونا، وغير مسموح له بالزيارات العائلية، لافتًا إلى أن وضع سجن الحائل سيء جدًا، حيث العزل الكامل لكل المساجين عن بعضهم البعض، حتى قبل فرض الحجر الصحي.
وفيما يتعلق بالتواصل مع الأهل، قال إن الزيارات الآن غير متاحة في فترة الحجر الصحي، فطريقة التواصل الوحيدة تتم عن طريق الجوال، وحتى هذا الاتصال أصبح شحيحًا جدًا لا يتعدى دقيقة أو دقيقتين بحد أقصى.
وبالنسبة للمحاكمات، قال العودة إن كل المحاكمات بشكل عام متوقفة طوال فترة الحجر الصحي، ومؤجلة إلى أجل غير معلوم، كما لا يوجد بالأساس تحديد موعد للجلسة القادمة.
وتابع “لكن مطالب النيابة البشعة بتطبيق حكم الإعدام لا تزال قائمة ولم يتغير إجرائيًا بشكل كبير أي شيء فيما يتعلق بهذا المجال”.
لو كان سلمان العودة بيننا، ولم يُغيبه السجن كيف كان سيقضي يومه؟
أجاب عبدالله العودة بالقول، إن الوالد عادة في رمضان يكاد يقسم الوقت إلى 3 أقسام:
- قسم يحرص أن يكون دينيا وعباديا إلى حد كبير، يكثر فيه من الصلاة والقيام والجلوس وحده للتأمل، ويطيل صلاته بالليل، حتى أنه إذا صلى أحدنا معه يشعر بالتعب ويقرر أن يذهب إلى حال سبيله، لأن الوالد كان يطيل الصلاة كثيرًا، خصوصًا في السنوات الأخيرة، وكان يأخذ راحته تمامًا في الصلاة ويطمئن.
- القسم الثاني يتعلق بالأولاد، فهو يأخذ حظا كافيا من الجلوس مع الأبناء خصوصًا فترة الوجبات، وفترة آخر العصر تقريبُا وكذلك فترة ما بعد التراويح يجلس ويسلّم ويطمئن ويعيش اللحظة كما هي، وهذه من السمات المهمة للوالد التي حافظ عليها كل حياته تقريبًا وهي بعده عن التكلف وقربه من الأطفال والناس، فيعيش اللحظة ويدنو إليهم ويستمع لحكاياتهم ويجيب عليها، ويعالج كل مسألة طفل على حدة وكل مسألة ابن وابنة على حدة، ويناقش ويأخذ ويعطي، فهذا يجعله أكثر قربًا للأولاد والعائلة.
- القسم الثالث هو الجانب الدعوي والفكري والثقافي، فهو لديه في كل رمضان برامج للناس حتى عند منعه من كل البرامج والمجالات الرسمية، مثلما حدث آخر رمضان قضاه قبل أن يُعتقل، صنع لنفسه برنامجًا في بث مباشر عبر فيسبوك وإنستغرام والبرامج المباشرة وكان يشاهدها عشرات الآلاف، وحتى في “سناب تشات” كان يقدم خواطر وتأملات دورية، وكانت هذه أيضًا من ضمن البرامج التي يحرص خلال كل فترات حياته على أن يحافظ عليها.
#العودة_في_رمضان : "واذكر أخا عاد إذ أنذر قومه بالأحقاف" ..فما هي القصة وأين تقع الأحقاف " .الحلقة كاملة الساعة 5:30 عصرا بتوقيت الدوحة على شاشة الجزيرة مباشر#سلمان_العودة pic.twitter.com/NvBpN6Tqql
— الجزيرة مباشر (@ajmubasher) April 27, 2020
برامج العودة على الجزيرة مباشر رغم تغييب صوته في السجن
وعن ذلك يقول عبدالله العودة، إنه تلقى بكل فرح وسرور هذا الاهتمام ببث تراث الوالد وبرامجه خصوصًا البرامج الرمضانية وبثها عبر قناة الجزيرة مباشر.
وأضاف “أعتقد أن الدرس في هذا الإطار هو أن السجن ومحاولات الكبت والقمع والاضطهاد لن يقضي على الدعوات ولا يميت الأفكار بل يزيدها ضراوة وقوة ويعطيها دفعة للمقاومة، ويعطيها وقودًا لأجل حياة أكثر وحياة أكبر أطول بإذن الله”.
وأكد العودة أنه لا يمكن للدعوات أبدًا أن تقف عند حاجز السجن أو قضبان الحديد، بل هذه الدعوات لأنها مؤلفة من نفس وروح وكلمات فهي تتجاوز حدود الزمان والمكان إلى الناس وتصل إلى أرواحهم، ومثل هذه الكلمات الحرة التي صدح بها الوالد على مر تاريخه، لا يمكن لها إلا أن تعيش حرة بإذن الله، “فشكرًا للجزيرة مباشر”.
اقرأ أيضًا: