عائلة القذافي والمقربون منه.. أين ذهبوا بعد 10 أعوام على الثورة الليبية؟

انطلقت الثورة الليبية في 17 فبراير/شباط 2011 وانتهت في أكتوبر/تشرين أول من العام نفسه بمقتل الرئيس الليبي آنذاك معمر القذافي بعد 42 عاما من الحكم، إذ تمت ملاحقته حتى معقله الأخير في مدينة سرت.
آنذاك ظهر القذافي وهو مدمى الوجه ومحاط بمقاتلين كانوا بين من ثاوا ضده، في قناة تصريف مياه كان قد اختبأ فيها مع مرافقيه.

وأدت الإطاحة بالقذافي إلى تشتت شمل عائلته التي لعبت أدوارا مهمة خلال حكمه.
وقتل أبناؤه الثلاثة معتصم وسيف العرب وخميس خلال الثورة. ومن المعروف أن خميس لعب دورا مهما في قمع المنتفضين في مدينة بنغازي مهد الثورة.

منفى
محمد الابن الوحيد من زواج معمر القذافي الأول لجأ إلى الجزائر المجاورة عام 2011، قبل أن يحصل على اللجوء في سلطنة عمان إلى جانب أخته عائشة، وهذه الأخيرة محامية شاركت في هيئة الدفاع عن الرئيس العراقي الراحل صدام حسين.

هنبيعل
هنيبعل لجأ إلى الجزائر قبل أن يذهب إلى لبنان ليلتحق بزوجته وهي عارضة أزياء لبنانية.
وقد أُوقف في لبنان عام 2015 ولا يزال مسجونا هناك. أما زوجته، فذكرت تقارير إعلامية أنها لجات الى سوريا.
وهنيبعل شخصية غريبة الأطوار وكانت لديه نزاعات قانونية في فرنسا وسويسرا في بداية الألفية.
سيف الإسلام
يبقى مصير سيف الإسلام غامضا وقد كان يعتبر لوقت طويل خليفة لوالده.
وقد قبضت عليه مجموعة مسلحة في مدينة الزنتان (جنوب غرب طرابلس) في نوفمبر/تشرين الثاني 2011، وحكم عليه بالإعدام في محاكمة قصيرة، لكن المجموعة المسلحة رفضت تسليمه إلى سلطات طرابلس أو المحكمة الجنائية الدولية التي تتهمه بارتكاب جرائم ضد الإنسانية خلال الثورة.
واختفى سيف الإسلام الذي كان الأكثر ظهورا خلال حكم والده بعد أن أعلنت المجموعة التي تحتجزه الإفراج عنه في يونيو/حزيران 2017. وقالت المحكمة الجنائية الدولية نهاية 2019 إنه لا يزال في الزنتان.

الساعدي القذافي
هو لاعب كرة قدم سابق، خاض مسيرة احترافية فاشلة في إيطاليا قبل أن ينتقل لقيادة كتيبة نخبة في الجيش الليبي، وقد لجأ بعد الثورة إلى النيجر التي قامت بترحيله عام 2014 إلى ليبيا حيث لا يزال مسجونا.

زوجة القذافي الثانية
لجأت زوجة القذافي الثانية صفية إلى سلطنة عمان وقد طلبت مرات عدة العودة إلى بلادها، لكن نداءاتها بقيت دون جواب رغم نفوذ قبيلتها في شرق ليبيا.

القبيلة والأنصار
يمتد حضور قبيلة القذاذفة بين مدينة سرت وجنوب غرب البلاد.
تقول أستاذة القانون الليبي أماني الهجرسي لوكالة فرانس برس إنها “كانت واحدة من القبائل التي عانت من نظام ابنها العقيد معمر، بل زج بكثير من أبنائها المعارضين له في السجون” قبل الثورة.
وكان للقذافي أنصار يتجمعون ضمن “اللجان الثورية” وهي تنظيم شبه عسكري تأسس لحماية النظام. لجأ عدد منهم إلى تونس ومصر خشية تعرضهم لأعمال انتقامية ولا يخفي بعضهم أمله في العودة إلى ليبيا.
وأعاد بعض قادة هذه اللجان الذين استقروا في القاهرة إطلاق تلفزيون “الجماهيرية” الذي كان أبرز وسائل الإعلام زمن القذافي.
وهناك مسؤولون سابقون من التكنوقراط الذين لم يتورطوا في التجاوزات زمن حكم القذافي غادروا ليبيا في مرحلة أولى قبل أن يخاطروا بالعودة إلى بلادهم.
المقربون من القذافي ومستقبلهم السياسي
تستبعد أماني الهجرسي أن يكون لهم دور في الحياة السياسية، ذلك لأن معظم الليبيين يعتقدون أن النظام السابق كان سببا في تدمير المنظومة السياسية لليبيا وإفسادها، وبالتالي لا فرصة حقيقية أمام هذا النظام أو عائلة العقيد القذافي للعودة إلى الواجهة السياسية على الأقل خلال الأمد القصير”.
وتعاني ليبيا منذ سنوات صراعا مسلحا بعد سقوط القذافي حيث تنازع قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر الحكومة المعترف بها دوليا على الشرعية والسلطة ما أسقط قتلى وجرحى مدنيين، بجانب دمار مادي هائل.