هآرتس: وثائق تكشف دور إسرائيل في تسليح ودعم جيش ميانمار لإبادة مسلمي الروهينغيا

أظهرت وثائق إسرائيلية رُفعت عنها السرية حديثًا ما نفذته تل أبيب “لعقود” بتسليح وتدريب وبناء أنظمة عسكرية متتالية في ميانمار التي ارتُكب فيها العديد من المجازر الوحشية بحق مسلمي الروهينغيا، بحسب هآرتس.
وأضافت الصحيفة الإسرائيلية أن جرائم القتل والاغتصاب والتعذيب والاسترقاق والعنف ضد الأطفال وتدمير قرى بأكملها التي ارتكبت في نهاية أغسطس/آب 2017 بحق أقلية الروهينغيا المسلمة في ميانمار (بورما سابقًا)، لم تمنع تل أبيب من الاستمرار في بيع أسلحة متطورة إلى ميانمار.
In about 25,000 newly declassified pages from the State Archives, Israel is shown to have played a key role in the establishment of the country’s army, which has ruled first Burma, then Myanmar, with lethal cruelty for most of the country’s existencehttps://t.co/LK4KMFs5BQ
— Haaretz.com (@haaretzcom) October 8, 2022
بل وفي سبتمبر/أيلول من ذلك العام، نظرت محكمة العدل العليا بالقدس في التماس طالب بوقف تجارة الأسلحة مع ميانمار، رفضت إسرائيل التصريح بأنها فعلت ذلك رغم الحظر الذي فُرض من قبل الولايات المتحدة والاتحاد الأوربي آنذاك، وبعد تغطية إعلامية مكثفة وضغط شعبي، أوقفت تل أبيب صادراتها الأمنية إلى ميانمار في بداية عام 2018.

فرصة لترويج صناعتها العسكرية
وكشفت حوالي 25 ألف صفحة من وثائق وزارة الخارجية الإسرائيلية في العقود القليلة الماضية، العلاقات العسكرية التي حافظت عليها إسرائيل مع بورما منذ الخمسينيات وحتى بداية الثمانينيات (غيرت الدولة اسمها إلى ميانمار في عام 1989)، فيما لا تزال الوثائق الأحدث قيد السرّية.
وتُظهر الوثائق أن جميع حكومات تل أبيب رأت في الحرب الأهلية الشرسة التي اندلعت في البلاد وفساد المجلس العسكري والجيش وعنفه، فرصة دبلوماسية لإسرائيل وفرصة عمل لجيشها وترويجًا لصناعاتها العسكرية.
Israel supported Burma's military against Rohingya Muslims in exchange for international recognition https://t.co/zfe7jBxI8q
— Middle East Monitor (@MiddleEastMnt) October 8, 2022
ترسيخ قبضة الجيش
وثبت من الوثائق أن إسرائيل لعبت دورًا رئيسيًا في إنشاء الجيش الذي حكم بورما أولاً ثم ميانمار بقسوة قاتلة في معظم الفترات، حيث ساعدت تل أبيب ذلك الجيش على إعادة تنظيمه كقوة حديثة، فقدمت له التسليح والتدريب وساهمت بشكل كبير في بناء قوته وترسيخ قبضته كأقوى عنصر في البلاد.
وتقول صحيفة (هآرتس) إن الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة لم تكن معنية على الإطلاق بأن المساعدات العسكرية التي تقدمها لهذا البلد لم تكن لأغراض الدفاع ضد الأعداء الخارجيين، وإنه يتم استخدامها لشن حرب ضد سكان البلاد، فعبر آلاف الصفحات التي تغطي 30 سنة من العلاقات، لم يعترض دبلوماسي إسرائيلي واحد على مبيعات الأسلحة المقدمة لميانمار.

القانون الدولي ليس أمرًا إلهيًا
وتلخص برقية أرسلها سفير إسرائيل في بورما في ديسمبر/ كانون الأول 1981 جوهر العلاقات بين البلدين منذ عام 1949، وفيها يبلغ السفير الإسرائيلي وزارة الخارجية أنه التقى بوزير الخارجية البورمي في محاولة لإقناعه بدعم إسرائيل في تصويت الأمم المتحدة.
وكتب السفير في البرقية “حاول -دون الكثير من الإقناع- الادعاء بأن هناك انتهاكا للقانون الدولي. حاولت إقناعه بأن القانون الدولي ليس أمرًا إلهيًا وأن الجميع يفرضون عليه مصالحهم الخاصة. أعتقد أن كلامي وجد آذانًا صاغية”.