كمال عمر: القوى السياسية السودانية أخذت العظة من تجربة الانقلابات ونسعى لتأسيس حكم مدني بعد ثورة شعبية (فيديو)

قال كمال عمر -الأمين السياسي لحزب المؤتمر الشعبي- إن بعض القوى السياسية تسببت في الأزمة التي يعيشها السودان، لافتا إلى أنها استدعت المؤسسة العسكرية وقامت بتسليم السلطة لها 3 مرات سابقة.
وأضاف خلال مشاركته، الاثنين، في برنامج المسائية على الجزيرة مباشر أن هذه القوى اعتدت على الديمقراطية بمساعدة العسكر.
وتابع عمر أن حزب المؤتمر الوطني (المنحل) هو الوحيد الذي يؤيد الانقلابات في الوقت الحالي رغم سقوطه بعد ثورة كبيرة أطاحت به من الحكم.
وأوضح أن كل القوى السياسية في السودان أخذت العظة من تجربة الانقلابات، عدا حزب المؤتمر الوطني الذي يسعى للضغط على المؤسسة العسكرية.
وشدد عمر على أن القوى السياسية السودانية تسعى لتأسيس حكم مدني بعد ثورة شعبية خرجت من أجل هذا المطلب.
وأكد أن حزب المؤتمر الشعبي (تيار إسلامي) يسعى لتأسيس هذه السلطة المدنية عبر التمكين لها من خلال مشروع دستور انتقالي وميثاق سياسي جديد يمهد للتداول السلمي للسلطة.
وأشار عمر إلى أن خطاب البرهان الأخير -الذي حذر فيه حزب البشير والحركة الإسلامية من التخفي خلف الجيش- مُوجَّه بالأساس إلى حزب المؤتمر الوطني (المنحل)، على حد قوله.
وأكد عمر أن حزب المؤتمر الشعبي “لن يتحالف مع الاستبداد، ولا خوف على قيم الإسلام في ظل سلطة مدنية ترعى الحريات وتؤسس للديمقراطية”.
وكان القيادي بمبادرة “نداء أهل السودان” محمد علي الجزولي قد دعا السودانيين إلى الانتظام في ما وصفها بمواكب الكرامة، السبت المقبل، من أجل الحفاظ على سيادة البلاد وقيمها الإسلامية.
وأمس الأحد، حذر رئيس مجلس السيادة الانتقالي عبد الفتاح البرهان حزب المؤتمر الوطني (الحاكم سابقا) والحركة الإسلامية من “التخفي وراء الجيش”، مشددا على أن المؤسسة العسكرية لا توالي أي فئة أو حزب.
وأضاف “الذين يتهمون الجيش بموالاة بعض الأحزاب، نقول لهم: الجيش ليس له فئة أو حزب، ولن يدافع في يوم من الأيام عن فئة أو حزب”.
وتابع “نحذر من يريدون التخفي وراء الجيش، وكلام خاص للمؤتمر الوطني أو الحركة الإسلامية، نقول لهم: ابعدوا وارفعوا أياديكم عن القوات المسلحة”.
وشدد “القوات المسلحة لن تسمح لأي فئة أن تعود من خلالها سواء المؤتمر الوطني أو الحركة الإسلامية أو غيره، نحن جيش السودان”.
وقال البرهان “القوات المسلحة وقيادتها ظلت تتعرض لهجوم من بعض الفئات، ونحذرهم ونقول لهم: لن تنالوا من هذه القوات إلا على أجسادنا، ولن ينال أحد من السودان”.
واستطرد “نحن مع الثورة ولن نسمح بعودة النظام الحاكم السابق، ولن نمضي أو نبصم على وثيقة سياسية تفكك الجيش، والمؤتمر الوطني ليس له مكانة في الفترة الانتقالية. الجيش لن يعيد المؤتمر الوطني إلى السلطة. يكفيكم 30 سنة في الحكم”.
بدوره، قال قائد القوات البحرية السودانية الأسبق الفريق فتح الرحمن محيي الدين إن المكون العسكري سيظل هو الراعي للفترة الانتقالية حتى الوصول إلى لحظة الانتخابات.
وشدد محيي الدين خلال مشاركته، الاثنين، في برنامج المسائية على الجزيرة مباشر على أن المؤسسة العسكرية ماضية في مواقفها بالانسحاب من السجال السياسي للتفرغ لأداء مهامها الأساسية المتمثلة في حماية أمن السودان وسيادته.
وأكد أن المكون العسكري سيحافظ على السلطة إلى أن يقوم بتسليمها إلى جهة مفوضة من الشعب السوداني.
وأوضح محيي الدين أن القوى التي تتحدث عن ضرورة تشكيل حكومة جديدة تعرف أن السبب في تأخرها هو عدم حدوث توافق بينها منذ زمن طويل.
وتابع “لا بد أن نمضي إلى الانتخابات عبر تشكل حكومة كفاءات مستقلة تدير العملية الانتخابية”، لافتا إلى أن “البرهان لا يريد تشكيل هذه الحكومة إلا بعد توافق القوى السياسية، حتى لا توصم بأنها حكومة المكون العسكري”.
وفي وقت سابق اليوم، دعا محمد علي الجزولي -القيادي في مبادرة “نداء أهل السودان”- البرهان إلى تعيين حكومة كفاءات، وعدم تسليم السلطة لأي من القوى السياسية الحالية إلا عبر الانتخابات.
ومنذ 25 أكتوبر/تشرين الأول 2021، يشهد السودان احتجاجات تطالب بحكم مدني كامل وإبعاد المكون العسكري عن السلطة الانتقالية، وترفض إجراءات استثنائية فرضها البرهان، أبرزها حالة الطوارئ وحل مجلسَي السيادة والوزراء الانتقاليين.
ونفى البرهان اتهامات له بتنفيذ “انقلاب عسكري” عبر تلك الإجراءات، وقال إنها تهدف إلى “تصحيح مسار المرحلة الانتقالية”، وتعهد بتسليم السلطة عبر انتخابات أو توافق وطني.
وقبل إجراءات البرهان، كان السودان يشهد منذ 21 أغسطس/آب 2019 مرحلة انتقالية تنتهي بإجراء انتخابات مطلع 2024، ويتقاسم خلالها السلطة كل من الجيش وقوى مدنية وحركات مسلحة وقعت اتفاق سلام مع الحكومة في 2020.