الفرنسية: العنف يتصاعد بدارفور وسط فراغ أمني منذ سيطرة العسكر على حكم السودان

وقّعت أول سلطة تولت الحكم في السودان عقب إسقاط عمر البشير اتفاق سلام عام 2020، مع الحركات المسلحة في دارفور، وهو إقليم شاسع في غرب السودان مزقته الحروب خلال العقود الأخيرة.
وقال تقرير لوكالة الصحافة الفرنسية “نهب لمقرات الأمم المتحدة، معارك قبلية، هجمات مسلحة، اغتصاب وتظاهرات مناهضة للانقلاب: يتصاعد العنف في دارفور في الفراغ الأمني الذي سببه انقلاب أكتوبر/ تشرين الأول”.
وأشار التقرير إلى أنه “وبعد عام ونصف على توقيع هذه الاتفاقية وبعد أشهر من الانقلاب العسكري في الخرطوم، عادت الصراعات على السلطة إلى الواجهة في الإقليم”.
نهب لمقرات الأمم المتحدة، معارك قبلية، هجمات مسلحة، اغتصاب وتظاهرات مناهضة للانقلاب: يتصاعد العنف في #دارفور في الفراغ الأمني الذي سببه انقلاب تشرين الأول/اكتوبر في #الخرطوم.https://t.co/Crc1ihucBa #فرانس_برس pic.twitter.com/KAYPJce4Ez
— فرانس برس بالعربية (@AFPar) February 19, 2022
نهب مقر بعثة الأمم المتحدة
وذكر التقرير، أن مسلحين أطلقوا النار على قوات الأمن الأسبوع الماضي، ليسرقوا مرة أخرى مقر البعثة المشتركة للأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي التي عملت مدة 13 عاما في دارفور، قبل أن تنهي مهمتها بعد توقيع السلام.
ويسمع سكان المناطق المجاورة لمقر البعثة من حين لآخر أصوات طلقات نارية على المقرّ؛ إذ يحاول المسلحون المتهمون بارتكاب انتهاكات في دارفور وفي مناطق أخرى بأفريقيا، الاستيلاء على سيارات وعلى آلاف الأطنان من المساعدات الغذائية والمعدات التي تركتها الأمم المتحدة هناك.
ويعاني الآن نحو مليونَي شخص من نقص المساعدات في السودان، وتزداد تلك المعاناة في إقليم دارفور حيث يعيش أغلب النازحين الذين يبلغ عددهم ثلاثة ملايين شخص، وفق برنامج الغذاء العالمي.
Attacks on UN facilities, a surge in tribal clashes, lootings, rape, and anti-coup protests — Sudan's Darfur region is reeling from a widening security gap after last year's couphttps://t.co/esYlgCq82p
— AFP News Agency (@AFP) February 19, 2022
وأدت الصدامات القبلية والاشتباكات الموسمية الناجمة عن النزاع على الأرض أو المياه إلى تدمير منازل ومحاصيل، وإلى مقتل 250 شخصا في الفترة ما بين أكتوبر/ تشرين الأول وديسمبر/ كانون الأول الماضيين، وفق لجنة الأطباء المركزية (نقابة مستقلة) التي تحدثت كذلك عن وقائع اغتصاب.
وقال محمد عيسى المقيم في دارفور إن الانفلات بدأ عندما قام الفريق أول عبد الفتاح البرهان بالانقلاب في الخرطوم على بعد نحو ألف كيلومتر من الإقليم.
ويروي عيسى لفرانس برس أن “الأمن تدهور كثيرا، فمنذ 4 أشهر يقوم رجال مسلحون بانتظام بإيقاف السيارات ويبتزون ركابها”، كما يقول عبد الله آدم المقيم في مخيم زمزم للنازحين بشمال دارفور “أصبح الاغتصاب والنهب أمورًا متكررة”.
سلمت الـ #يوناميد رسمياً موقع فريقها الميداني في شنقل طوباية بشمال #دارفور الي حكومة السودان بحضور كل من لويس كاريليو ريبيرو (وسط الي اليسار)، مستشار شرطة الأمم المتحدة وممثل والي ولاية شمال دارفور وممثلين عن فريق
عمل الحكومة المشترك والمسؤولين المحليين . pic.twitter.com/jT8JpT83Yl— UNAMID (@unamidnews) May 27, 2021
وفي الخرطوم، تتجاهل السلطة العسكرية الجديدة الأمر وتتهم المجموعات المسلحة بعدم تنفيذ اتفاق السلام الموقع عام 2020 والقاضي بتسليم السلاح وإدماج أعضاء هذه الحركات في القوات النظامية.
كما يتهم الجنرالات الذين يتولون الحكم الآن المسؤولين المدنيين السابقين، الذين أزاحوهم، بعدم اتخاذ الإجراءات اللازمة لوضع اتفاق السلام موضع التطبيق.
Our partner @SRCS_SD distributed Core Relief Items ⛺️🪣🧼 to 4⃣7⃣ families who were affected by the recent fire incidents caused by strong winds in different #refugees / #IDPs’ camps and settlements in East Darfur🇸🇩. pic.twitter.com/mVj77VELG3
— UNHCR Sudan (@UNHCRinSudan) February 16, 2022
وقف المساعدات
ويقولون هؤلاء إن المهمة أصبحت اليوم أكثر صعوبة بسبب وقف المساعدات الدولية التي كان يقدمها المجتمع الدولي وهو ما أدى إلى فقدان السودان 40% من موازنته.
وقال الفريق أول عبد الرحمن عبد الحميد، المسؤول عن نزع سلاح الحركات المسلحة وإدماج رجالها في القوات النظامية مجددا “يتعين على المجتمع الدولي أن يدعمنا”.
ويضيف ضابط كبير -طلب عدم ذكر اسمه- أن مساعدة المجتمع الدولي تزداد أهمية لأن “الحركات المسلحة لا تسيطر سيطرة كاملة على رجالها في الإقليم” حيث تنتشر الأسلحة بعد الحرب الدامية التي اندلعت في عام 2003 وخلفت 300 ألف قتيل على الأقل وأكثر من 2.5 مليون نازح بحسب الأمم المتحدة.
In El Geneina, West Darfur🇸🇩, we work together with our partners to facilitate access to education 📚✏️ for forcibly displaced children. pic.twitter.com/tiQqmAORbs
— UNHCR Sudan (@UNHCRinSudan) February 17, 2022
وتجد السلطة الجديدة صعوبة في استعادة السيطرة على دارفور مع الحشود التي تنزل إلى الشوارع بانتظام للمطالبة بـ”إسقاط الانقلابيين”.
ويقول آدم رجال الناطق باسم التنسيقية العامة للاجئين والنازحين في دارفور “لا أحد يثق في نظام الانقلابيين”.
وخرج المتظاهرون في دارفور مرارا ليقولوا “لا” لسلطة الفريق البرهان والرجل الثاني في سلطته الفريق أول محمد حمدان دقلو، قائد قوات الدعم السريع المتهمة بارتكاب انتهاكات في دارفور.
ويضيف الناطق باسم التنسيقية العامة للاجئين والنازحين في دارفور، لفرانس برس “الذين يحكمون الآن ارتكبوا جرائم في دارفور في ظل البشير، لماذا سيحمون الناس الآن؟”.
ويقول “لابد من إعادة السلطة المدنية وإلا فكل الأمور ستسوء”.