التهمة رشق حجارة.. منظمة إسرائيلية: جيش الاحتلال أغلق قرية بأكملها في الضفة 50 يوما (فيديو)

كشفت منظمة (بتسيلم) الحقوقية الإسرائيلية عن استهداف جيش الاحتلال إحدى قرى الضفة الغربية حيث تم إغلاقها طوال 50 يومًا ومداهمتها 17 مرة واعتقال تلاميذ من داخل مدرستهم والتنكيل بالأهالي.
وأوضحت في تقريرها أمس الثلاثاء، أنه في صباح الأول من ديسمبر/كانون الأول الماضي أغلق جيش الاحتلال 3 من مداخل قرية دير نظام في محافظة رام الله، التي يبلغ عدد سكانها نحو ألف شخص.
عند المدخل الرابع -وهو الرئيسي للقرية- نصب الجيش حاجزًا يشغله جنود، وقد كان هؤلاء يوقفون السيارات الخارجة من القرية والداخلة إليها ويطلبون من الركاب إبراز بطاقات الهوية ويفتشون في أغراضهم ويوجهون إليهم الأسئلة وأثناء ذلك يسببون ازدحامًا مروريًا.
قرية مغلقة 50 يوما
وفي 20 يناير/كانون الثاني الماضي -بعد مرور خمسين يومًا- فتح جيش الاحتلال المداخل الفرعية لكنه أبقى الحاجز عند المدخل الرئيسي، ولا يزال الجنود يفحصون السيارات المارة من هناك على الأقل مرتين في اليوم.
وتسبب إغلاق القرية بتشويش حياة الأهالي إلى أقصى درجة، حيث لا خيار لمن يريد الخروج منها أو الدخول إليها لحاجة أيًا كانت سوى اجتياز الحاجز بإذن من جنود الاحتلال وحتى دون أن يعلم كم من الوقت سوف ينتظر وما إذا كان سيصل إلى المكان المراد في الوقت المناسب.
ورصدت المنظمة الإسرائيلية إفادات عدد من الأهالي الذين وصفوا تأثيرات وجود جنود الاحتلال في القرية على حياتهم.
ضمن الأشخاص الذين اضطروا إلى اجتياز الحاجز هناك نحو 300 شخص يعملون أو يتعلّمون خارج القرية -وهؤلاء كانوا يجتازونه مرتين يوميًا، وحيث لا يوجد في القرية مركز صحي فإن المرضى الذين احتاجوا تلقي العلاج خارج القرية ما كان ليتم لهم ذلك دون إذن جنود الاحتلال.
إضافة إلى ذلك، فإن كثيرين من غير سكان القرية امتنعوا عن دخولها لكي يتجنبوا معاناة اجتياز الحاجز مما أدى إلى نقص في تدفق البضائع إلى دكان البقالة الوحيد في القرية وهو ما أجبر الأهالي على التزود باحتياجاتهم من البلدات المجاورة.

دوريات في شتى الأوقات
خلال فترة الإغلاق التي امتدت شهرًا ونصف الشهر، كان جيش الاحتلال يُجري دوريات داخل القرية في شتى الأوقات ويُلقي الرعب في قلوب السكان.
في 11 من هذه الدوريات تجولت جيبات عسكرية بين منازل القرية وفي 6 منها أطلق جنود قنابل الغاز المسيل للدموع وألقوا قنابل صوت في طرقات القرية، علمًا بأنه لم تقع خلال فترة الإغلاق أي أعمال رشق حجارة نحو أفراد قوات الأمن داخل القرية.
وعلى مدار 3 أيام اقتحم الجيش 16 منزلًا وفي أحد هذه الاقتحامات اعتقل الجنود 8 من أهالي القرية -بينهم قاصران- لمدة 17 ساعة خضعوا خلالها لتحقيق بشأن أعمال رشق حجارة، وعند أحد مداخل القرية أوقف جنود 3 من الأهالي طوال 3 ساعات واستجوبوهم أيضًا.
والتلاميذ أيضًا
في ظهر يوم 7 ديسمبر الماضي، أطلق جيش الاحتلال طائرة مسيّرة أخذت تحوم فوق ساحة المدرسة الشاملة في القرية حيث يدرس أكثر من 200 طالب، وكان ذلك أثناء الاستراحة ووجود التلاميذ في الساحة.
بعد أكثر من شهر على ذلك، داهم الجنود ساحة المدرسة في 18 يناير الماضي، واقتحموا إحدى الغرف الدراسية وأغلقوا بابها واعتقلوا تلميذين في الـ17 من عمرهما، أُخلِي سبيل أحدهما بعد 12 ساعة بينما لا يزال الثاني أسيرًا حتى اليوم.

التهمة.. رشق الحجارة
لم يتلقَّ الأهالي أي تبليغ رسمي عن أسباب إغلاق القرية ونصب الحاجز، غير أن الجنود أخبروا رئيس المجلس المحلي في حديث عرضي أن هذا يحدث لأن هناك أولادا يرشقون الحجارة نحو سيارات المستوطنين.
لكن في حديث أجراه الصحفي الإسرائيلي يوفال أبراهام مع جنود الاحتلال عند الحاجز قيل له إنه نُصب “للضغط على القرية نفسها”، وقال أحد الجنود “هذا عقاب جماعي للقرية كلها للضغط على الكبار أو لنسمّهم شيوخ القبيلة، لكي يضغطوا بدورهم على الأولاد الصغار فيتوقفوا عن رشق الحجارة”.
واقع لن يتغير
وأكدت بتسيلم في تقريرها أنه لا سبيل لتبرير هذا المنطق الذي يسمح بإيذاء أشخاص لم يرتكبوا جرمًا ولم يكونوا حتى موضع شبهة، وذلك من أجل تحقيق غاية لا علاقة لهم بها بل ليس في استطاعتهم تحقيقها بالضرورة حتى لو أرادوا ذلك.
وأضافت “لهذا السبب يُحظر العقاب الجماعي في القانون الدولي، ولذا فهو باطل ومرفوض أخلاقيًا لكن نظام الاحتلال والأبارتهايد يفضّل التغاضي عن هذه المبادئ الأساسية”، مؤكدة أن هذا الواقع لن يتغير طالما أن هذا النظام لا يُجبر على دفع ثمن ممارساته.