حرب روسيا وأوكرانيا.. هل سيستخدم بوتين الأسلحة النووية بالفعل؟ الغارديان تجيب

ناقش تقرير بصحيفة الغارديان البريطانية ما يعنيه استدعاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لوزير دفاعه ورئيس أركان جيشه إلى اجتماع يوم الأحد وأمرهما بـ”نقل قوات الردع” -في إشارة إلى الأسلحة النووية- “إلى حالة خاصة من خدمة القتال”.
كلمات بوتين.. هل لها أي دلالة عسكرية؟
رغم أن التهديد الدبلوماسي كان واضحًا بما فيه الكفاية، فإن الصياغة الدقيقة لكلمات بوتين أربكت الخبراء النوويين ووزارات الدفاع، إذ لم يدركوا ما قد ينطوي عليه “نمط خاص من المهام القتالية” على وجه التحديد. ولكن كان هناك اتفاق على أن التهديد -على الرغم من ارتفاعه- يظل عند مستوى منخفض.
وغرّد بافيل بودفيج -الذي يُعتبر على نطاق واسع خبيرًا بارزًا في القوات النووية الروسية- بأن أمر بوتين يعني “على الأرجح” أن “نظام القيادة والتحكم النووي تلقى ما يعرف بالأمر الأولي”، وسيؤدي هذا إلى تشغيل النظام والسماح لأمر التشغيل “بالتنفيذ إذا تم إصداره”.
وسيسمح أيضًا -كما كتب- بإطلاق الأسلحة النووية “إذا تم إخراج الرئيس أو تعذر الوصول إليه”، لكنه أضاف أن هذا سيكون فقط في حالة “اكتشاف تفجيرات نووية فعلية على الأراضي الروسية”.
بدوره قال ديفيد كولين -من خدمة المعلومات النووية البريطانية- إن هذا “يشبه النظام البريطاني إلى حد ما”، حيث يتم إعطاء قادة الغواصات النووية (ترايدنت) خطابات الملاذ الأخير موقعة من قبل رئيس الوزراء، وتحتوي على تعليمات حول كيفية التصرف في حال تعرض المملكة المتحدة إلى دمار بهجوم نووي شامل.
وأوضح بودفيج وخبراء آخرون -مثل جيمس أكتون الخبير النووي في مؤسسة كارنيغي- أن أمر بوتين ربما يستلزم أيضًا مزيدًا من التغييرات التشغيلية، التي يمكن أن تشمل إرسال المزيد من الغواصات النووية المسلحة إلى البحر أو نشر صواريخ نووية بعيدة المدى حول الأراضي الروسية حيث يمكن استخدامها نظريًّا.
وأضاف بودفيج أن هذا ربما لا يكون بالضرورة هو الحال، بالنظر إلى أن صياغة بوتين كانت غامضة عن عمد.
Would Vladimir #Putin actually use #nuclearweapons?
Putin is ex #KGB. A man never to be underestimated. If you push him against the wall with arrogance and bravado, he'll show you what he's made of. That's the way I read him as a ex psych. https://t.co/1goZ7ZsVHB
— Lorena Dyson (@LorenaDyson) March 1, 2022
ردّ بريطانيا
قال وزير الدفاع البريطاني بن والاس إن المملكة المتحدة لا تعترف بالمصطلحات التي استخدمها بوتين، وأضاف الوزير للإذاعة البريطانية (بي بي سي) صباح يوم الإثنين أن “هذا ليس مصطلحا في عقيدتهم”.
وأوضح والاس أن هذه الخطوة تهدف إلى تخويف الغرب و”تذكير العالم بأن بوتين لديه رادع”، وأنه مجرد إلهاء يهدف به بوتين لجعل الغرب “يتحدث عنه بدلًا من التحدث عن فشله الجاري في أوكرانيا”.
كما حذر وزير الدفاع البريطاني من أن روسيا يمكنها نظريًّا استخدام ما يسمى بالأسلحة النووية التكتيكية في الحرب ضد أوكرانيا، لكن هذا من شأنه أن يرقى إلى مستوى هائل من التصعيد لا يزال غير مرجّح.
وبالنسبة لسيباستيان بريكسي ويليامز، المدير المشارك بمركز (بيزيك) للأبحاث فإن التهديد النووي الروسي “يمكن أن يكون قويًّا مثل قنبلتي هيروشيما وناغازاكي، والغالبية تعتقد أنه لا يوجد شيء يسمى سلاحًا نوويًّا غير استراتيجي”.
هل قالت روسيا أي شيء آخر لتفسير موقفها؟
كانت هناك إشارة من الكرملين نفسه أمس الإثنين بأن بيانه كان في الأساس شكلًا من أشكال الدبلوماسية العالية المخاطر. وقال المتحدث باسم الكرملين (دميتري بيسكوف) إن القرار جاء ردًّا على تحذيرات غربية مختلفة من احتمال وقوع “تصادمات واشتباكات بين الناتو وروسيا”.
بدوره قال ماثيو هاريز -المتخصص في الأسلحة النووية بمركز الأبحاث الروسي- إن التصريحات كانت بمثابة تحذير من نوع مختلف، إذ كانت مجرد تخويف بسيط وتذكير للغرب الذي يقوم بتسليح الأوكرانيين بشكل متزايد بألا يتمادى كثيرًا.
وأضاف “قد تكون روسيا تخطط لتصعيد وحشي في أوكرانيا وهذا تحذير للغرب”.