اكتسب خبرته من سوريا.. من هو “جزّار ماريوبول” المتهم بارتكاب أسوأ الجرائم في أوكرانيا؟
اتهم مسؤولون أوكرانيون قائدا عسكريا روسيا رفيع المستوى بارتكاب أسوأ الفظائع في الحرب، بما في ذلك غارة جوية استهدفت مستشفى للولادة وأطلقوا عليه لقب “جزار ماريوبول”، وفق صحيفة نيويورك بوست.
“هذا هو ميخائيل ميزينتسيف” هكذا غردت رئيسة مركز الحريات المدنية الأوكراني (أولكساندرا ماتفيتشوك) ناشرة صورة للعقيد الذي يرأس مركز مراقبة الدفاع الوطني الروسي.
وتحدثت الحقوقية الأوكرانية عن المدينة التي تشهد ضربات جوية روسية مستمرة منذ أسابيع قائلة “إنه يقود حصار ماريوبول. هو الذي أمر بقصف مستشفى الأطفال والمسرح وغيرهما. خبرته كبيرة في تدمير المدن في سوريا. سنعتني به جيدا في لاهاي” (مقر محكمة العدل الدولية).
Remember him. This is Mikhail Mizintsev. He is leading the siege of Mariupol. It was he who ordered the bombing of a children's hospital, the drama theatre etc. He has huge experience of destroying cities in Syria. We’ll take care of the meeting him in the Hague#RussianWarCrimes pic.twitter.com/9mWzoCnofl
— Oleksandra Matviichuk (@avalaina) March 23, 2022
ومشهد مباني ماريوبول المدمرة يذكّر بمشاهد مدينة حلب السورية التي تحولت إلى أنقاض قبل 6 أعوام، وهذه ليست بالمصادفة لأن العقيد ميخائيل ميزينتيف – البالغ من العمر 59 عامًا – هو المسؤول الأول عن توجيه العمليات العسكرية الروسية منذ 2014، وفق صحفية تايمز البريطانية.
وهناك تشابه واضح بين التكتيكات التي استخدمتها القوات تحت قيادة ميزينتسيف في أوكرانيا (في الصورة الأعلى)، وحلب (في الأسفل) التي دمرت تمامًا عام 2016.
وفي الهجوم الأول الذي تحدثت عنه الحقوقية الأوكرانية تم تفجير مستشفى للولادة ما أسفر عن مقتل أطفال ونساء حوامل، إحداهن شوهدت ممددة على الأرض بسبب الألم. وفي الهجوم الثاني، دمرت الغارات الجوية مسرحًا قال مسؤولون محليون إنه كان مأوى لأكثر من 1000 مدني ، معظمهم من الأطفال وكبار السن – فيما كتبت كلمة “أطفال” بوضوح خارجه باللغة الروسية.
والأسوأ من ذلك أن عمليات الإنقاذ كانت صعبة جدًا بسبب الضربات الجوية شبه المستمرة على المدينة المحاصرة، بما في ذلك أولئك الذين يحاولون المغادرة عبر ما يسمى بالممرات الإنسانية التي وعد بها ميزينتسيف شخصيًا.
وفي غضون أسابيع جرى تدمير المدينة التي يبلغ عدد سكانها 430 ألف نسمة، وتحولت إلى “جحيم متجمد مليء بالجثث والمباني المدمرة” ، حسب منظمة هيومن رايتس ووتش.
وكذلك أكد المتحدث العسكري الأوكراني (سيرغي براتشوك) أن الهجوم الجاري على مدينة ماريوبول “بقيادة ميزينتسيف” شخصيًا، وكتب على فيسبوك “هذا (من) أمر بقصف مستشفى الولادة ومستشفى الأطفال والمسرح ومنازل المدنيين. هذا هو من يدمر ماريوبول كما كان يدمر المدن السورية”.
ولم يتناول الكرملين من أمر بشن هجمات فردية في ماريوبول، والتي يزعم أنها لم تستهدف المدنيين أبدًا على الرغم من الأدلة الدامغة.
وزعم مسؤولون روس أن صور النساء الحوامل اللائي تلطخن بالدماء من الممثلات وأن مستشفى الولادة ومسرح الدراما كانا يؤويان بالفعل جنودًا من “النازيين الجدد”.
ومع ذلك ، فقد تأكد أن ميزينتسيف يلعب دورًا رائدًا في العمليات في ماريوبول، إذ ألقى باللوم على القوات الأوكرانية لأنها أحدثت “كارثة إنسانية مروعة”.
وكان هذا القائد الروسي قد وعد يوم الأحد الماضي بـ “ضمان خروج آمن لجميع من ألقوا السلاح من ماريوبول”، وهو العرض الذي رفضته نائبة رئيس الوزراء الأوكراني إيرينا فيريشوك ووصفته بأنه “تلاعب” موضحة أنه “لا يمكن الحديث عن الاستسلام وإلقاء الأسلحة”.