رؤية بوتين “السامة”.. أتلانتك كاونسل: حرب أوكرانيا قد تنتهي بأحد هذين السيناريوهين

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (رويترز)

أشار تحليل نشرته مؤسسة (أتلانتك كاونسل) الفكرية الأمريكية، إلى النتائج المحتملة لحرب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ورأى أنها تتلخص في سيناريوهين فقط: إما هزيمة أوكرانيا وإما إبادة جماعية.

ووفقًا لكاتب التحليل -وهو رئيس تحرير مجلة (Business Ukraine) بيتر ديكنسون- فإنه على الرغم من التحذيرات المسبقة لخطط بوتين بشنّ حرب كبرى في أوكرانيا، ظل العديد من المراقبين حتى اللحظة الأخيرة يستبعد حدوث غزو روسي واسع النطاق.

والآن ورغم دخول الحرب شهرها الثاني، يستمر شعور عدم التصديق الذي يمنع المجتمع الدولي من استيعاب خطورة الوضع في أوكرانيا.

ويرى الكاتب أنه بينما يواصل السياسيون والمعلقون الغربيون مناقشة التسويات، فإن القليل في موسكو يواجه مثل هذه الأوهام؛ إذ يفهم المقربون من بوتين أنه ينظر إلى الصراع الحالي باعتباره حربًا مقدسة وأنه تجاوز نقطة اللاعودة منذ فترة طويلة ولن يقبل بأقل من إخضاع أوكرانيا الكامل أو تدمير البلاد.

ربما يبدو النطاق المرعب لأهداف حرب بوتين في أوكرانيا غير وارد في نظر معظم المراقبين الخارجيين العقلانيين، إلا أنه يبدو منطقيًّا تمامًا عند النظر إليه من منظور رؤية بوتين السامّة للعالم، على حد وصف الكاتب.

هوس بوتين بأوكرانيا

طوال فترة حكمه، ظل بوتين مدفوعًا باستياء عميق من انحدار روسيا فيما بعد حقبة الاتحاد السوفيتي وبرغبته الشديدة في إحياء منزلة الدولة العظمى التي كانت فيها الدولة، فهو يعتنق القومية الروسية التقليدية ويحلم بإعادة إنشاء إمبراطورية القيصر الاستبدادية.

ويرى بوتين انهيار الاتحاد السوفيتي على أنه “زوال لروسيا التاريخية” وقد اشتكى مرارًا من أن تسوية ما بعد الاتحاد السوفيتي عزلت ملايين الروس عن وطنهم الأم وسلبت روسيا بعض أراضيها. وغذّى هذا الشعور بالظلم هوس بوتين بأوكرانيا، التي أصبح وجودها يمثل الظلم المزعوم للنظام العالمي بعد عام 1991.

وبوتين ليس أول حاكم روسي ينكر حق أوكرانيا في الوجود، بل إن إنكار أوكرانيا يعد خيطًا مشتركًا يمتد عبر التاريخ الروسي ولا يزال واسع الانتشار في روسيا اليوم. ومع ذلك، لم يتبنّه أحد بقوة مثل بوتين الذي أوضح أن إنهاء الاستقلال الأوكراني مهمة مقدسة ستحدد مكانته في التاريخ.

وأثار اعتناق أوكرانيا للديمقراطية وتحولها التاريخي نحو الغرب غضب بوتين، وأصبح مقتنعًا بضرورة إعادة تأكيد السيطرة الروسية على البلاد، بل إنه رأى الصحوة الديمقراطية في أوكرانيا مؤامرة غربية وتهديدًا مباشرًا لنظامه الاستبدادي.

وعندما اجتاحت احتجاجات جديدة مؤيدة للديمقراطية أوكرانيا، تصرّف بوتين بشكل حاسم واستولى على شبه جزيرة القرم وشنّ حربًا بالوكالة في شرق أوكرانيا.

في السنوات الثماني الواقعة بين الاستيلاء على شبه جزيرة القرم وبداية الحرب الشاملة اليوم، استقر الصراع في شرق أوكرانيا في حالة من الجمود الدموي بينما تدهورت العلاقات بين روسيا والغرب. وخلال هذه الفترة، أكد رفض بوتين السعي وراء حلول وسط واستعداده لبدء حرب باردة جديدة الأهمية القصوى التي يوليها لأوكرانيا.

هذه الجرائم هي البداية فقط

إن الجرائم ضد الإنسانية التي شهدناها خلال الشهر الأول من الغزو الروسي ليست سوى البداية في رأي الكاتب. فمن خلال نزع الشرعية عن الدولة الأوكرانية، مهّد بوتين الطريق لشنّ حرب إبادة وقتل آلاف المدنيين بالفعل في قصف مكثف على البلدات والمدن الأوكرانية استهدف مبانيَ سكنية ومدارس ومستشفيات وملاجئ مؤقتة بشكل متعمد.

وفي غضون ذلك، اختطفت القوات الروسية عددًا متزايدًا من المسؤولين والصحفيين والنشطاء والعسكريين السابقين والزعماء الدينيين في أوكرانيا.

وورد أن المدنيين الفارين من القصف في المدن المحاصرة أُجبروا على المرور عبر معسكرات تصفية مصممة لتحديد أي شخص يتعاطف مع أوكرانيا ويمكن أن يشمل ذلك ملايين الأوكرانيين، كما تتكشف التفاصيل أيضًا عن ترحيل مدنيين أوكرانيين بأعداد كبيرة إلى روسيا.

وستتصاعد الفظائع مع استمرار الحرب، فالقوات الروسية مهيأة للنظر إلى الأوكرانيين على أنهم متطرفون وبشر من درجة دونية. وبسبب مقتل رفاقهم، سيصبح الجنود الروس أقل ميلًا للتمييز بين المدنيين والمقاتلين الأعداء، كما سيُستخدَم رفض أوكرانيا للاستسلام ومقاومتها لتبرير الأعمال الانتقامية الوحشية.

المصدر : مواقع أمريكية

إعلان