ما مدى تأثير قرار روسيا تصدير الغاز بالروبل على العقوبات المفروضة عليها؟ (فيديو)

الروبل الروسي (غيتي)

أكد ناصر زهير رئيس قسم العلاقات الدولية بمركز جنيف للدراسات أن قرار روسيا دفع ثمن الغاز بالروبل بالنسبة للدول غير الصديقة هو مجرد ردّ ولن يؤثر على العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها.

وأضاف في لقائه بالجزيرة مباشر أن روسيا اتخذت هذا القرار حتى تُظهر أنها ردت على العقوبات، لكنه ليس قرارًا عامًّا ولم يحدد بعد ما هي الدول التي ستُعامَل بهذه الطريقة، ولن يكون له أي تأثير على شكل العقوبات نفسها.

وتابع “روسيا لديها اقتناع بأنها تنقذ الروبل بذلك القرار وقد ارتفع بعشر نقاط بالفعل خلال ساعات، لكن هذه الطريقة لا يمكن التعويل عليها كآلية لإنقاذ العملة المحلية أو للضغط على الغرب”.

وبشأن ما وُصِف بأنه “دول غير صديقة” قال المحلل السياسي الروسي ديمتري بيرجي إنها الدول التي فرضت عقوبات على روسيا والتي تعتبرها روسيا معادية لأنها تدمر الاقتصاد الروسي في محاولة منها لتغيير مواقف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

أما الدول الصديقة في رأيه فهي تلك التي لا تزال لها علاقات اقتصادية مع روسيا وهي الصين وتركيا وباكستان والهند وغيرها من الدول التي “لم تتخذ موقفا تجاه ما يحدث في أوكرانيا”.

العقوبات الأشد في التاريخ

تُعد العقوبات التي فرضتها الحكومات الغربية على موسكو هي الأشد على الإطلاق ضد دولة بحجم روسيا وقوتها، ففي غضون أقل من 3 أسابيع عزلت الولايات المتحدة وحلفاؤها البنوك الروسية الكبرى عن النظام المالي العالمي، كما استولت على الأصول الخارجية لمئات من الشخصيات المحيطة بالرئيس بوتين.

وأُلغيت المعاهدات التجارية مع موسكو وحُظرت شركات الطيران الروسية في المجال الجوي لشمال الأطلسي وقُيّدت مبيعات النفط الروسي إلى الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، وجُمِّد 403 من أصل 630 مليار دولار من الأصول الأجنبية للبنك المركزي الروسي.

وشملت العقوبات كذلك العديد من الشركات التي تشكل جزءا من القاعدة الصناعية الدفاعية الروسية التي تنتج أسلحة استخدمت في هجوم روسيا على أوكرانيا.

وبعد شهر من العقوبات الغربية على روسيا وتحديدًا العقوبات التي استهدفت أرصدة البنك المركزي الروسي واحتياطاته الأجنبية في الدول الغربية وحلفائها أصبح من المستحيل على البنك الوصول للكثير منها نظرًا لوجودها في تلك الدول.

توزيع الاحتياطي الروسي

تمتلك روسيا احتياطات رسمية بالعملة الأجنبية بلغت 643 مليار دولار بحسب آخر تحديث نشره البنك المركزي الروسي بتاريخ 11 مارس/ آذار الجاري.

وتؤكد وكالة الأنباء الروسية أن ما يقارب نصف هذه الاحتياطات لا يمكنها استخدامها بعد أن فرضت الدول الغربية عقوبات عليها، وتوجد غالبية الاحتياطات في موسكو ومعظمها من الذهب وتُمثل 21.7% من إجمالي الاحتياطات الأجنبية الروسية البالغة 140 مليار دولار.

وتوجد 78.3% من الاحتياطات الروسية الأجنبية خارج البلاد وتحتل الصين المرتبة الأولى بين الدول المستضيفة لها بنسبة 13.8% وتبلغ قرابة 88 مليار دولار بحسب بيانات موقع (استاتستكس) .

أما بقية الاحتياطي الروسي فهو موزع في دول غربية أو دول حليفة، على النحو التالي: فرنسا 72 مليار دولار، واليابان 64.3 مليار دولار، وألمانيا 61 مليار دولار، والولايات المتحدة 42.5 مليار دولار، وبريطانيا 29 مليار دولار، وجميعها جمّدت هذه الأموال ومجموعها 270 مليار دولار.

وتستمر الولايات المتحدة في فرض العقوبات إذ أعلنت وزارة الخزانة الأمريكية أمس الاثنين فرض عقوبات جديدة على روسيا شملت العشرات من شركات الدفاع الروسية و328 عضوا في الدوما ورئيس أكبر مؤسسة مالية في روسيا وهو هيرمان غريف.

المصدر : الجزيرة مباشر

إعلان