ساسة فرنسيون: هكذا انجرَّ ماكرون للخطاب اليميني المتطرف ونتائج الجولة المقبلة غير مضمونة (فيديو)

أجمع عدد من السياسيين في فرنسا على أن نتائج الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية التي جرت، الأحد، جاءت حسب التوقعات، لكنها كشفت عن خريطة سياسية غير منسجمة ولا متجانسة تدل بوضوح على ميل الناخب الفرنسي تجاه التيارات المتطرفة في أحزاب اليمين واليسار.

وقال عمر المرابط العضو في حزب “الجمهورية للأمام” إن الناخبين الفرنسين الذين صوتوا للرئيس إيمانويل ماكرون خلال انتخابات2017 لا ينتمون لذات القاعدة الانتخابية التي تم رصدها خلال الانتخابات الأخيرة، وإن الوضع اليوم يبدو مختلفًا.

وأضاف خلال مشاركته في برنامج المسائية على قناة الجزيرة مباشر، الاثنين، أن ماكرون انجرّ للخطاب اليميني المتطرف؛ لأنه أدرك أن منافسيه المحتملين -خاصة مارين لوبان وإيريك زمور- تمكّنوا من تحويل نسبة مهمة من القاعدة الانتخابية الفرنسية لصالح مطالب متطرفة متعلقة بمحاربة الإسلام السياسي والمهاجرين.

وتابع قائلًا إن المشهد السياسي الفرنسي يمضي باتجاه مزيد من التطرف على مستوى اليمين الراديكالي واليسار الراديكالي.

وقال إن انتخابات الدور المقبل في الـ24 من الشهر الجاري قد تشهد مفاجآت كبرى وصعود غير متوقع لمارين لوبان التي يبدو أنها تخلت عن كثير من أفكارها المتطرفة بغية الاقتراب أكثر من قاعدة يمين الوسط وأحزب اليسار.

من جهتها أوضحت إعجاب خوري عضو حزب “الجمهوريون” أن المجتمع الفرنسي يمضي بخطى واضحة نحو مزيد من التطرف مقارنة بنتائج انتخابات 2017.

وقالت إنه من ضمن 12 مرشحًا وصل معدّل التطرف في خطابات القادة السياسيين إلى 43% سواء تعلق الأمر بأحزاب اليمين أو بأحزاب اليسار.

وخلصت إعجاب إلى أن الانتخابات الفرنسية اليوم تقدم مفهوما جديدا للديمقراطية، بحيث إن الحزب السياسي لم يعد بإمكانه أن يفرض رأيه على المنخرطين فيه، بل أضحى بإمكان الناخب الفرنسي أن يختار مرشحيه حسب اقتناعاته. هذا مع ميل أغلب القاعدة الانتخابية الفرنسية إلى المرشحين الأكثر تطرفًا وإثارة للجدل.

أما الدكتور خطار أبو دياب أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية بجامعة باريس فقد أوضح أن الصعود المتنامي لليمين واليمن المتطرف يظهر نهاية عهد الجمهوريين وأحزاب اليسار خاصة الحزب الاشتراكي والجمهوري وأن فرنسا تعيش مناخًا سياسيًّا جديدًا يصعب التكهن بمساراته المستقبلية.

وتوقع أبو دياب أن تشهد الجولةُ الثانية من الانتخابات منافسةً حامية الوطيس بين إيمانويل ماكرون ومارين لوبان. ورأى أن النتيجة لن تكون كما كانت في عام 2017 بنسبة 66% بل إن هامش الفوز لن يتجاوز درجتين أو ثلاثًا. وقد تحدث مفاجأة فيصل اليمين المتطرف إلى قصر الإليزيه.

المصدر : الجزيرة مباشر

إعلان