11 رصاصة في جسد الفتى.. منظمة إسرائيلية تفضح سياسة القتل المتعمد التي يطبقها الاحتلال

من وداع جثمان الشهيد نادر هيثم ريان (وكالة الأنباء الفلسطينية)

توقّفت قافلة عسكريّة إسرائيلية قرب نابلس بالضفة الغربية المحتلة، ومن داخل إحدى مركباتها أطلق شرطيّ من حرس حدود 3 رصاصات نحو فتيَيْن فلسطينيين فأصاب أحدهما من الخلف وأوقعه أرضًا.

وذكر تقرير لمنظمة (بتسيلم) الحقوقية الإسرائيلية، أن جنود وعناصر من شرطة حرس الحدود التابعة للاحتلال، اقتحموا مخيّم بلاطة للّاجئين قرب مدينة نابلس، يوم الثلاثاء الموافق15 /03/ 2022 عند السّاعة 5:30، ونحو السّاعة 6:15 ثم غادرت القوة المكان بعد أن اعتقلت أحد سكّان المخيّم.

وأظهر تحقيق للمنظمة أنه خلال خروج القوّات تبعها على درّاجة نارية صغيرة الفتيان نادر ريّان وصديقه، وكلاهما في الـ16 من العمر ومن سكّان مخيّم بلاطة، وكانا يسيران بعكس اتّجاه السير.

وعندما اقتربا من المدرسة، التي تقع خارج المخيّم، أوقف صديق ريان الدرّاجة بعد أن انطفأ محرّكها، وعندما لم ينجح في إعادة تشغيل المحرّك فرّ الفتيان نحو شارع فرعيّ يؤدّي إلى المدرسة.

وقال التقرير “توقّفت القافلة العسكريّة ومن داخل إحدى مركباتها أطلق شرطيّ الاحتلال 3 رصاصات نحو الفتيين الفارّين فأصاب نادر ريّان من الخلف وأوقعه أرضًا”.

وأظهرت تسجيلات كاميرات مراقبة قرب مكان الحادث 5 من أفراد شرطة الاحتلال -من بينهم الشرطيّ الذي أطلق النار- يخرجون من مركباتهم بسُرعة، بعد إطلاق النار بنحو نصف دقيقة، ويركضون في الاتّجاه الذي فرّ فيه الفتيان.

وأظهر تحقيق منظمة بتسيلم أنّ عناصر شرطة الاحتلال أطلقوا في تلك المرحلة النار مجدّدًا نحو المصاب نادر ريّان وأردوه قتيلًا، وبعد مضيّ دقائق معدودة غادرت القوّات المكان.

وهرع فلسطينيّون إلى المكان ونقلوا نادر ريّان إلى مستشفى رفيديا في نابلس، لكنّه كان قد فارق الحياة. وأظهر الفحص الطبّي الجنائيّ لجثمان نادر أنّ 8 رصاصات أصابت الجزء الأماميّ من جسمه في مواضع عدّة في الرأس والصدر والحوض والأطراف، وأنّ 3 رصاصات أخرى أصابته في المؤخّرة والظهر.

في مساء اليوم نفسه نُشر على شبكات التواصل الاجتماعيّ تسجيل فيديو لإطلاق النار نحو ريّان وصديقه، كما وثقته كاميرا مثبّتة على رأس أحد عناصر شرطة الاحتلال في ذات الليلة نُشرت على الشبكات ذاتها صيغة مختصرة من التسجيل نفسه.

وفي الصّيغة الطويلة، التي نشرها صحفيّ فلسطينيّ، يظهر إطلاق 3 رصاصات من داخل إحدى المركبات العسكريّة ثمّ يترجّل شرطيّ إسرائيلي من المركبة ويركض في الشارع الذي ركض فيه الفتيان متّجهًا نحو بقعة سوداء تظهر في منحدر الشارع. عند هذا الحدّ ينقطع التسجيل، ثم يتجدّد -دون إظهار مدّة انقطاعه- مُظهرًا جثمان نادر ريّان بصورة غير واضحة.

وفي البداية، زعمت شرطة حرس الحدود الإسرائيلية بأنّ نادر ريّان ترجّل عن الدرّاجة التي كان يركبها وأطلق النار من مسدّس نحو عناصر الشرطة فردّ هؤلاء بإطلاق النار نحوه.

وفي رواية لاحقة، لم يذكر الادعاء بأنه أطلق النّار نحو عناصر شرطة الاحتلال وقال إنّه “عرّض حياتهم للخطر بعد أن ظهر فجأة بمركبة وصوّب نحوهم مسدّسًا” ولم تعثر الشرطة على المسدّس.

وقال التقرير إن هذه الادعاءات لا يمكن أن تكون مبررًا لإطلاق النّار على نادر ريّان في المرة الأولى، كما لا يمكن أن تبرّر “تأكيد القتل” الذي تعمّده عناصر الشرطة بعد إصابته.

واعتبرت المنظمة أن قتل نادر ريّان، هو تعبير صارخ عن سياسة إطلاق النار التي تطبقها إسرائيل في المناطق المحتلّة، حيث يكون إطلاق الرّصاص الحيّ والمكثّف كما في هذه الحالة الوسيلة الأولى التي يلجأ إليها عناصر شرطة وجنود الاحتلال لمواجهة أيّ خطر، حقيقيًّا كان أو متخيّلًا.

وخلص التقرير إلى أن هذه السّياسة لم يكن من الممكن تطبيقها لولا عدم اكتراث سّلطات الاحتلال الإسرائيليّة، بل استهتارها بسلامة الفلسطينيّين وبحياتهم.

استشهاد نادر ريّان

وفي يوم الثلاثاء 15 مارس قتل 3 من الفلسطينيين برصاص الاحتلال أحدهما في الضفة والثاني بالقدس والثالث داخل الخط الأخضر.

ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية عن مدير مركز الإسعاف والطوارئ في الهلال الأحمر بنابلس، استشهاد الفتى نادر هيثم ريان جراء إصابته برصاص قوات الاحتلال في الرأس وفي الصدر والبطن واليد.

المصدر : الجزيرة مباشر + بتسيلم

إعلان