بعد نحو 14 عامًا من الهجرة.. لاجئ سوري أجبرته حرب لبنان على العودة إلى إدلب
بعد نحو 14 عامًا من خروجه من بلاده بسبب الأوضاع الاجتماعية والسياسية والأمنية التي شهدتها البلاد بعد ثورة مارس/آذار 2011، عاد كامل دعبول إلى مدينته إدلب السورية، بعدما غادر لبنان هربًا من قصف إسرائيلي، في رحلة محفوفة بالمخاطر والانفجارات.
تحدث كامل للجزيرة مباشر عن معاناة النزوح كشخص سوري في لبنان موضحًا: “مع بدء القصف الإسرائيلي على الجنوب، اضطر الناس هناك إلى النزوح، سواء كانوا لبنانيين أو سوريين. وكان الأمر أكثر صعوبة علينا نحن السوريين، حيث لم يكن لدينا مكان نلجأ إليه، فنحن أصلًا نازحون من بلدنا ولا نعرف أحدًا لنحتمي داخل منزله”.
اقرأ أيضا
list of 4 items“نحو 15 جثة يوميا”.. معتقل سوري سابق يروي أساليب التعذيب في سجون نظام الأسد (فيديو)
محمد البشير يعلن تكليفه بتولي رئاسة حكومة انتقالية في سوريا
سقوط الأسد يخلط أوراق النفوذ الأجنبي في سوريا.. من أبرز الرابحين والخاسرين؟
وأشار دعبول، الذي كان يعمل في تركيب الكابلات في الجنوب اللبناني منذ عام 2011، إلى اضطراره للمكوث في شوارع أو في محلات بعيدة عن مناطق القصف طوال الوقت “محاولين الفرار من خطر القصف المستمر”.
وأوضح أن نقص وسائل المواصلات وزحمة السير الشديدة بسبب خروج الكثيرين بسياراتهم هاربين من مناطق النزاع، كما أن “الحرارة كانت عالية جدًا، مما جعل الناس ينزلون من سياراتهم خلال زحمة النزوح ويواصلون سيرهم على الأقدام لأوقات طويلة، لأن ذلك كان أسرع بالنسبة لهم”.
أصعب لحظات العودة
وعن أصعب اللحظات التي واجهها، قال كمال دعبول إن “أصعب اللحظات كانت سماع صوت الطيران يعلو فوقنا باستمرار. كل يوم نسمع عن ضربات استهدفت المنطقة التي كنا فيها قبل ساعات أو أيام، أو عن استشهاد شخص نعرفه، حتى أننا لم نعد قادرين على وضع رؤوسنا لننام، لأننا لا نعلم متى يمكن أن تصيبنا الضربة. كنا ننام في النهار، لأن أغلب الضربات تحدث في الليل”.
وأضاف أنه: “كان هناك خوف، لكن كان هناك أيضًا شعور بالطمأنينة أنك ذاهب إلى مكان أفضل مما كنت فيه.. لأن الخيارات كانت محدودة: إما أن نموت، أو أن يكون مصيرنا مجهولًا، والأمل في رب العالمين هو الخيار الوحيد المتبقي”.
مشاعر الوالدين
بذهول ملأ ملامح وجهه؛ عبّر محمد دعبول والد كامل عن فرحته لرؤية نجله بعد هذه السنوات الطويلة، مشيرًا إلى دهشته الكبيرة عند دخول كامل المنزل فجأة، حيث كانت أخباره منقطعة طوال الأسبوع الذي سبق عودته.
وقالت والدته مها دعبول: “شعوري كبير جدًا ولا يمكنني وصفه، الله يفرح جميع الناس مثلما فرح قلبي بقدوم ابني، شعور كان صعبًا وهو بعيد عنا، كل يوم في غيابه كان بمثابة السنة”.