كيف مر عام الحرب على أصحاب متلازمة داون في غزة؟ (فيديو)

شكا أهالي المصابين بمتلازمة داون في قطاع غزة من فقدان جميع الخدمات الإنسانية والصحية اللازمة لأولادهم في ظل الحرب، إذ باتوا عرضة لمخاطر غير مسبوقة في ظل وجودهم بخيام النزوح.

فاطمة نصار -والدة الطفل علاء أحد المصابين بمتلازمة داون- قالت للجزيرة مباشر “النزوح كان صعبا جدًا على ابني، لأنه خاف من وجود جنود الاحتلال على الطريق، ومنذ سنة نازح في خيمة، وكل شيء تغير على طفلي، وزادت عنده نسبة الخوف، وكلما حلقت طائرات الاحتلال صار يجري عليّ ويقول لي: ياما خايف”.

وأوضحت فاطمة للجزيرة مباشر حجم الفروق والتغيير التي تسببت بها الحرب على سلوك طفلها، قائلة “علاء كان قبل الحرب يداوم في جمعية الحق في الحياة، وكان من المتفوقين في كل المجالات، وكان مميزًا بين زملائه من أصحاب المتلازمة، ولكن الآن علاء لا يتلقى أي نوع من أنواع التأهيل، وصار عنيفا وعدوان جدًا، وكل يوم سلوكه يتغير أكثر فأكثر بشكل سلبي”.

أنس أحد المصابين بمتلازمة داون

وقالت عفاف شخصة والدة أنس أحد المصابين بمتلازمة داون “ابني كان يتعلم قبل الحرب في جمعيات ومؤسسات متخصصة، ونفسيته وسلوكه كانا أفضل بكثير من اليوم”، لافتًة إلى أن وضعه الآن سيئ للغاية، إذ أصبح انطوائيا بشكل كبير.

وأكدت عفاف أن الحرب الإسرائيلية تسببت في تغيير حال ابنها بشكل كبير “أنس بيخاف كثير من أصوات القصف والقذائف، وهذا الشيء خلاه انطوائي كثير”، مضيفة “أنا من بداية الحرب أواجه صعوبات كبيرة في توفير أي شيء من احتياجات ابني، لأنه بسبب الحصار كل احتياجاته الشخصية غير متوفرة، وإن وجدت بتكون أسعارها غالية جدا”.

وبينت رؤوفة سلامة، مديرة البرامج التأهيلية في جمعية “الحق في الحياة”، أن “أكثر من 700 شخص من المصابين بمتلازمة داون يعانون من بداية الحرب، وهذه الفئة فقدت كل الخدمات التعليمية والترفيهية اللي كانت تقدمها الجمعية”.

وأشارت رؤوفة إلى أن الأوضاع القاسية تنعكس سلبًا على هذه الفئة “أصحاب متلازمة داون فئة هشة وحساسة وتتأثر بأي مؤثرات خارجية، وخصوصا صوت القصف والدمار وإطلاق النار، لذلك هذه الحرب أثرت في مهاراتهم المكتسبة، مثل العناية بأنفسهم، والتعامل مع الآخرين”.

وتابعت تقول “بصعوبة بنقدر نوفر الخدمات والمستلزمات اللازمة لأصحاب متلازمة داون، وهذه الفئة ينقصها كل الخدمات اللي كانت تتقدم إليهم قبل الحرب، وأهمها الخدمات الصحية”.

وتشن إسرائيل حربًا مدمرة منذ أكثر من عام على قطاع غزة، ووسعت عملياتها مؤخرًا على لبنان، ما أسفر عن استشهاد وإصابة عشرات الآلاف، غالبيتهم من النساء والأطفال، وذل رغم مطالب دولية بوقف الحرب وإدخال المساعدات لغزة.

المصدر : الجزيرة مباشر

إعلان