توماس فريدمان: خطة عمل مقترحة للتعامل الأمريكي مع إيران وإسرائيل

جنود إسرائيليون أثناء الفرار من صواريخ حزب الله اللبناني
جنود إسرائيليون أثناء الفرار من صواريخ حزب الله اللبناني (غيتي)

نشر الكاتب الأمريكي توماس فريدمان، مقالًا في صحيفة نيويورك تايمز، تناول فيه تطورات الأوضاع في الشرق الأوسط، وما يجب أن تقوم به الولايات المتحدة، الآن.

وتساءل فريدمان: ماذا لو أرسلنا مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية بيل بيرنز للقاء نظيره الإيراني على أرض محايدة في مسقط بسلطنة عمان، حاملًا معه استراتيجية حقيقية للدبلوماسية القسرية في التعامل مع إيران، والتي قد تنجح في تغيير سلوك النظام في طهران؟

التعامل مع إيران

وذهب فريدمان إلى القول “إذا كنا نريد شرق أوسط سلمي وأفضل، فإننا بحاجة إلى شحذ الخيارات أمام القيادة الدينية في إيران: مثل استئناف المحادثات النووية، ووقف إمداد وكلائها بالآلاف من الصواريخ، والقدرة على البقاء في السلطة، أو سنعطي إسرائيل كل الأسلحة المتوفرة في ترسانتنا التقليدية، بما في ذلك القنابل الخارقة للتحصينات التي يبلغ وزنها 30 ألف رطل والمصممة لتدمير منشآتهم النووية المدفونة على عمق كبير، والقاذفات بي-2 لنقلها”.

وأضاف: إننا في حاجة إلى مواجهة إيران بتهديد ساحق وموثوق به باستخدام القوة، إلى جانب إيجاد مخرج دبلوماسي للخروج من المأزق، ولكن هذا المخرج يتصدى هذه المرة للتهديد النووي الإيراني وسلوك إيران الإقليمي.

وحول التغيير في إيران، قال فريدمان: “إن مهمتنا تتلخص في تغيير سلوك إيران؛ أما تغيير النظام فهو مهمة الشعب الإيراني. وأنا أعتقد أن أفضل وسيلة لإسقاط النظام الإيراني هي حرمانه من الأكسجين الذي يستمده من الصراع الدائم مع إسرائيل وأمريكا”.

الدعم الأمريكي لإسرائيل

قال فريدمان: نحن في احتياج إلى شحذ الخيارات المتاحة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، فلا ينبغي لنا أن ننخرط في العمل على جعل إسرائيل آمنة حتى تتمكن حكومة متطرفة من ضم الضفة الغربية. وإذا كنا عازمين على الاستمرار في إعادة إمداد إسرائيل بالصواريخ، بل وحتى إرسال أنظمة الصواريخ التي تديرها الولايات المتحدة.

وأضاف: يتعين على نتنياهو أن يطهر حكومته من مجانين المستوطنين، وأن يشكل ائتلافًا وطنيًا موحدًا، وأن يوافق على فتح محادثات مع السلطة الفلسطينية بعد إصلاحها، في ظل حكومة تكنوقراطية جديدة يقودها زعماء جديرون بالثقة مثل رئيس الوزراء السابق سلام فياض، بشأن حل الدولتين.

نشر قوات عربية في غزة

واقترح فريدمان مجموعة من الإجراءات بينها؛ نشر قوات عربية في قطاع غزة، وتوسيع اتفاقات إبراهام بين إسرائيل والدول العربية.

وقال: “لن تنتهي الأزمة في الشرق الأوسط حتى تُحدد إسرائيل حدودها الشرقية بوضوح وتعلن أن كل ما وراءها محجوز لدولة فلسطينية في الضفة الغربية، بمجرد أن يفي الفلسطينيون بالمتطلبات الأمنية “المشروعة” التي تحتاجها إسرائيل لقبول حل الدولتين”.

والأمر الأكثر أهمية، كما يرى فريدمان، أن هذه الأزمة في الشرق الأوسط لن تنتهي إلا عندما تحدد إيران حدودها الغربية وتعلن أن كل ما بعد ذلك هو من اختصاص اللبنانيين والسوريين واليمنيين والعراقيين والإسرائيليين والفلسطينيين، طالما احترموا الاحتياجات الأمنية المشروعة لإيران.

الدبلوماسية القصرية

انتهى فريدمان إلى التأكيد على أهمية ما أسماه “الدبلوماسية الأمريكية الإبداعية القسرية” الآن لوضع حد نهائي للمشاريع الاستعمارية الإسرائيلية والإيرانية، التي تغذي بعضها بعضًا.

وقال فريدمان إن هذا هو الشرط الضروري ولكن غير الكافي لنزع فتيل الجنون في هذه المنطقة، إذ إن إسرائيل لا تستطيع أن تتحمل الدخول في حرب صاروخية طويلة الأمد وواسعة النطاق مع إيران. فهي صغيرة للغاية، وإيران كبيرة للغاية، والولايات المتحدة تعاني من نقص الصواريخ الاعتراضية اللازمة لحماية إسرائيل، إذا أطلقت إيران ووكلاؤها النار على إسرائيل في وقت واحد، على حد قوله.

وأشار إلى أن “إيران لا تستطيع أن تتحمل الدخول في حرب صاروخية واسعة النطاق مع إسرائيل”، لأن الولايات المتحدة وحلفاءها نفد صبرهم إزاء ما قال عنه فريدمان “مغامراتها المتهورة التي تعمل على زعزعة استقرار المنطقة بأسرها”.

المصدر : نيويورك تايمز

إعلان