أهم 10 وسائل لحمايتك من الاختراق على واتساب

“أنا فلان من شركة توظيف كبرى عبر الإنترنت.. انضم إلينا للعمل بدوام جزئي وراتب لا يقل عن 15 ألف جنيه (نحو 300 دولار).. فقط اضغط على الرابط لاستكمال الإجراءات”.

من هنا بدأت رحلة سقوط سامح سعيد في براثن شبكة احتيال كما روى لموقع الجزيرة مباشر.

وقال سامح، وهو محاسب بديوان محافظة القاهرة، إنه كان يبحث كغيره عن عمل إضافي، ثم كانت الكارثة بسرقة حسابه المصرفي ومدخراته.

ما وقع لسعيد حدث للعديد من مستخدمي تطبيق واتساب المنصة الكبرى للمراسلة بالعالم، حيث كانوا ضحايا عمليات احتيال متزايدة في مصر.

هيام عبد الحق (وهي صاحبة مطعم) استيقظت على كارثة سحب رصيدها المصرفي بعدما استجابت لرابط مجهول وعدها بمكافأة مليونية كما ذكرت للجزيرة مباشر، كما وقعت شقيقتها ضحية لابتزاز من نوع آخر بعد سرقة صور ومحادثات خاصة جراء اختراق هاتفها، لكنها رفضت الخوض في تفاصيل ذلك.

قراصنة للإيجار من الهند وإسرائيل

وقال خبير أمن المعلومات بالهيئة القومية للاتصالات مجدي هنداوي، للجزيرة مباشر، إن الاحتيال الإلكتروني جعل مصر في مقدمة الدول المستهدفة عبر واتساب في منطقة الشرق الأوسط، موضحًا أن المنطقة العربية تُعد من أهم أهداف مطوري برامج التجسس.

وأشار هنداوي إلى دراسة أعدها برنامج “كاسبرسكي” لمكافحة الفيروسات، كشفت أن هجمات منظمة استهدفت أكثر من 350 ألف مستخدم أغلبهم في مصر وتركيا واليمن ومنطقة الخليج العربي في ديسمبر/كانون الأول الماضي.

ووجه هنداوي الاتهام إلى شركات هندية متخصصة، قال إنها تستهدف الشرق الأوسط ومصر “بشكل شرس للغاية”، حيث يتلقى المستخدمون رسائل توظيف وهمية لسرقة بياناتهم وحساباتهم الخاصة وحساباتهم المصرفية وبيانات البطاقات الائتمانية، “إذ تحتوي هذه الرسائل على روابط مفخخة وفي الوقت نفسه فيروسات للسيطرة على الهواتف بشكل كامل”.

ولأن مصر هي الأكثر استخدامًا لوسائل التواصل عربيًّا خلال 2024، ويأتي واتساب في مقدمة البرامج المستخدمة في مصر بواقع نحو 51 مليون مستخدم، حسب أرقام وزارة الاتصالات المصرية، فإن أخطار سرقة الحسابات تتعاظم، وهو ما دفع وزارة الداخلية إلى إصدار تحذيرات متتابعة تزامنت مع إجراءات مصرفية لتأمين انتقال الأموال بين الأفراد والمؤسسات.

“مبروك كسبت جائزة”

ووجه بنك مصر، وهو أحد أكبر البنوك الحكومية، تحذيرا عاجلًا لعملائه بعد انتشار رسالة تقول “مبروك كسبت جايزة من بنك مصر.. اضغط على الرابط”. وبمجرد الضغط تكون السيطرة على البيانات قد تمت طبقًا لما يقوله عمرو عبد الواحد، عضو فريق أمن المعلومات في البنك.

ويشير عبد الواحد إلى أن إدارته تتلقى يوميًّا بلاغات بسرقة الحسابات، لكنه حمل العملاء المسؤولية بسبب تجاهلهم التحذيرات.

وأشار إلى أن موقع “دارك إنتري”، المتخصص بملاحقة القراصنة، كشف مؤخرًا عن سرقة بيانات 85 مليون مصري وبيعها مقابل مبالغ زهيدة.

ورأى عبد الواحد صعوبة في مواجهة عمليات القرصنة، بسبب سهولة استخدام تطبيق واتساب، وإتاحته بشكل مجاني، وتفضيل المصريين استخدامه في المراسلة رغم الأخطار.

من جهة أخرى، أقر عبد الواحد بأن البنوك، وخصوصا البنوك الحكومية الكبرى، ربما تسببت في الأزمة دون قصد عبر توسيع اعتمادها على واتساب لتقديم الخدمات المصرفية.

دور إسرائيل وبرنامج بيغاسوس

وبدوره، حذر سامي العسال، الباحث بأمن المعلومات في جامعة مصر للعلوم، في حديثه للجزيرة مباشر، من صعوبة اكتشاف برامج التجسس على واتساب، لكونها تعمل داخل التطبيق فقط وتقف خلفها شركات عملاقة، تحركت بداية لسرقة بيانات ومحادثات مغلقة للمعارضين السياسيين، ثم تطور الأمر ليشمل سرقة الأموال والابتزاز.

وذكر العسال أن المصدر الأشهر لتلك البرامج هو إسرائيل، التي لمعت من خلال برنامج بيغاسوس، الذي أثار قلقا واسعا في عدة دول بينها الولايات المتحدة.

وبحسب الباحث فإن شركات القرصنة في الهند وإسرائيل تبيع تطبيقاتها لمن يطلبها، سواء لأفراد أو مؤسسات، وتثبت برنامج التجسس حسب السعر وطبقا للمهمة المطلوبة.

واعتبر العسال أن واتساب ما زال يعمل لدى أكثر من ملياري مستخدم يوميًّا بالعالم، في مواجهة شرسة مع برامج تجسس أخرى أقل تكلفة وأوسع انتشارا.

“الجميع مراقب مراقبة كاملة بإرادته”

ولا يعفي العسال التطبيق من المسؤولية قائلًا إنه “يوفر مراسلة مجانية وسهلة، لكن مقابل الوصول إلى بياناتك بل وتشغيل كاميرا هاتفك رغما عنك”.

ويضيف “الجميع مراقب مراقبة كاملة بإرادته”. ويلفت إلى أن ظهور “رسائل غريبة” يكشف التجسس، حيث يجري إرسال رسائل عشوائية إلى جهات اتصال مختلفة؛ مما يسهل اكتشافها من خلال فوارق اللغة واللهجات.

اكتشاف الاختراق

وتقول سحر عبد الرحيم، الصحفية بهيئة الاستعلامات المصرية، عبر حسابها على فيسبوك، إنها اكتشفت محاولة اختراق بياناتها على الفور من لهجة جهة الاحتيال التي ترجمت الاسم إلى “سهر أبد رحيم”.

 

 

لكن بخلاف ذلك يسقط كثيرون ويقتصر الأمر على رسالة تحذير عبر فيسبوك كما فعل عصام بيومي.

 

 

10 وسائل لحماية حسابك من الاختراق

وأكد سامي العسال على مجموعة من التوصيات المهمة لمواجهة الاختراق، من أهمها:

(1) ضرورة الفحص الدوري لأي أجهزة إضافية مرتبطة بالتطبيق، لكن مع مراعاة أن هذه الميزة قد تستخدم أيضا لتثبيت برامج التجسس.

(2) الانتباه إلى أن استنزاف بطارية الهاتف وضعف الأداء يؤشران على التجسس.

(3) لاستعادة السيطرة على الهاتف يجب حذف جميع الأجهزة المرتبطة بالتطبيق من خلال قائمة الإعدادات، حتى وإن كانت معروفة.

(4) تنفيذ خيار إعادة ضبط المصنع، وإن كان يُفقد صاحب الحساب بعض البيانات على هاتفه.

(5) عدم تثبيت أي تطبيق خارجي يطلب الوصول المطلق إلى البيانات.

(6) عدم الاستعانة بالمتاجر غير الرسمية التي توصف بأنها نافذة رئيسية لاختراق الحسابات.

(7) تجنب الضغط على الروابط المشبوهة من مختلف جهات الاتصال، حتى وإن كانت معروفة.

(8) تثبيت برامج مضادة للفيروسات عبر متاجر موثوق بها حتى لا تتحول برامج الحماية نفسها إلى مصيدة.

(9) الانتباه إلى وجود ضوضاء أثناء المكالمات، لأن هذا قد يعني أن طرفًا ثالثًا يتنصت على المكالمات.

(10) تثبيت تطبيقات تُصدر أضواء تحذيرية في حالة وجود طرف خارجي يقوم بتشغيل الكاميرا أو الميكروفون، وهي تطبيقات تهدف بالأساس إلى مساعدة الآباء في مراقبة هواتف أطفالهم.